وجهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إنذاراً شديداً للرئيس محمود عباس وطالبته بتحمل مسؤولياته تجاه قطاع غزة، وتسهيل حركة تنقل الفلسطينيين، خصوصاً في ظل مواصلة إغلاق معبر رفح البري، وتفاقم معاناة المواطنين، محذرة حركة «حماس» من الانفجار.

Ad

ووجه عضو المكتب السياسي للجبهة رباح مهنا، رسالة أولى للرئيس عباس، جاء فيها، «هل تعلم يا سيادة الرئيس أن حرية التنقل والسفر هو حق من حقوق الإنسان كفلته الشرائع الدولية وكل المواثيق والقوانين الإنسانية؟، وهل تعلم أن معبر رفح مغلق منذ أكثر من ثلاثة أشهر؟، وهل تعلم أن حوالي 80 في المئة من سكان قطاع غزة ممنوعون من السفر عبر معبر بيت حانون (إيرز) لأن من يسمح له بذلك يجب أن يكون من كبار رجال الأعمال أو ممن يحصل على شهادة حسن سير وسلوك من الاحتلال؟.

وكان المبعوث الأممي الجديد نيكولاي ملادينوف قال في تقريره الذي قدمه لمجلس الأمن الدولي قبل بضعة أيام، إن سكان القطاع يشعرون بالغضب حيال إسرائيل ومصر وحركة حماس على حد سواء.

وقال مهنا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن حوالي 1.8 مليون مواطن فلسطيني محاصرون ولا يتحركون حتى لقضاء أمور ضرورية، مخاطباً عباس: «ألا يدفعك سيادة الرئيس ذلك للتصرف كرئيس للشعب الفلسطيني وبذل كل الجهود الجدية لإنهاء هذه الإشكالية».

وتغلق السلطات المصرية معبر رفح الوحيد أمام سكان القطاع، منذ خلع الرئيس الإخواني محمد مرسي، وتفتحه على فترات متباعدة ولساعات نادرة أمام حالات إنسانية قليلة.

وخاطب مهنا، حركة حماس قائلاً، «إن الضغط على المواطن الفلسطيني في غزة عبر إجراءات من بينها فرض الضرائب، وغياب الحريات العامة في ظل حالة من الفقر والبطالة قد يؤدي إلى انفجار، ألا تعلمون أن بعض المواطنين قد يسعون إلى الاحتلال للحصول على شهادة حسن سير وسلوك للسفر الضروري عبر معبر بيت حانون، أليس هذا يؤدي بالجمهور إلى الانفضاض عن مشروع المقاومة الذي تتبنونه، ألا ترون أن هذا الضغط قد يدفع الناس إلى القبول بأي تسوية سياسية مهما كانت هابطة؟». وتحدث مهنا إلى المسؤولين المصريين في رسالته الثالثة قائلاً: «كفى مزيداً من الضغط على سكان قطاع غزة، إنني أتفهم الظروف الأمنية الصعبة في مصر، وخصوصاً في شمال سيناء، لكنني أدرك أن واجب جمهورية مصر العربية القومي والقانوني والإنساني هو أن تسرع بفتح معبر رفح بانتظام وتجد حلول للمشاكل التي تواجه ذلك».

وكان القيادي المفصول من حركة فتح النائب محمد دحلان، قال قبل يومين، إن التحذير الذي أطلقه مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، حمل رسائل شجاعة وصريحة إلى ما أسماه «المثلث المسؤول مباشرة عن دمار قطاع غزة». وحذر من أن «كتلة النار الملتهبة لن تبقى حبيسة القطاع»، مشددا على خطأ من يعتقد أنه في أمان من حمم الانفجار القادم، أو يتوهم أن أهل غزة يصدقون الأكاذيب والمشاعر الزائفة التي تحاول أطراف الأزمة تسويقها.