بعد سقوط تدمر بيد «داعش» ترددت معلومات أمس عن إمكان أن يكون تنظيم «داعش» أطلق المعتقلين الموجودين في سجن مدينة تدمر بعد سيطرته عليها. وتداول حساب تابع لتنظيم «الدولة الإسلامية» على موقع فيسبوك معلومات حول تحرير 27 لبنانيا من سجن تدمر، بينهم 5 مسيحيين مسجونين منذ أكثر من 35 سنة، إلا أنه لم يتم التأكد من صحة الخبر، ولم ينشر التنظيم أي صورة عن الموضوع، كما فعل في الرمادي.
وكانت السلطات اللبنانية قدمت لوائح رسمية بالمفقودين الذين يعتقد انهم محتجزون في سجون نظام الأسد، منذ انطلاق الحرب الأهلية في لبنان عام 1975، إلا أن دمشق نفت وجود أي معتقل.وقال المعتقل السابق في سجن تدمر علي أبودهن أمس إن «السجن يضم فعلا أعدادا من المعتقلين اللبنانيين، وذلك موثق لدى السلطات اللبنانية والسورية»، مضيفا ان «المعتقلين اللبنانيين الموثقين في سورية هم 625، يتوزعون على السجون السورية، وتحديدا سجن تدمر، الذي يعتبر من أفخم السجون تعذيبا في العالم».وذكر ربيع خوند، ابن المعتقل بطرس خوند، «لدينا معلومات بأن والدي في سجن تدمر، ونتابع خبر إطلاق معتقلي السجن ونأمل خيرا».في السياق عينه، أكد رئيس لجنة «سوليد» غازي عاد أمس أنه «لم يصل إلينا أي تأكيد لصحة هذا الخبر».وحذرت مصادر معنية بملف المعتقلين والمخطوفين في السجون السورية من خطورة استباق المعلومات الصحيحة والمثبتة بشأن كل ما اثير، منبهة الى «وجوب التروي والتريث منعا للتلاعب بمشاعر أهالي المعتقلين واعصابهم في هذه القضية الانسانية والحساسة».الحريريإلى ذلك، ومع مواصلة دعوات بعض القوى، وفي مقدمها «التيار الوطني الحر»، الى ضرورة شن عملية عسكرية في عرسال، خصوصا بعد تصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، التي قال فيها إن مسلحين سوريين لا يزالون متواجدين في عرسال، ذكر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أن «كل المحاولات لزج الجيش في معارك يحدد زمانها ومكانها حزب الله لن تمر، ولن نسكت عنها»، مشددا على أن «عرسال ليست مكسرا لعصيان حزب الله على الإجماع الوطني».وأضاف الحريري، في موقعه الرسمي على «تويتر» أمس، انه «قبل أن يتوجهوا الى عرسال بأي سؤال ليسألوا أنفسهم ماذا يفعلون في القلمون؟ ومن فوضهم استباحة الحدود بالسلاح والمسلحين واستدعاء الارهاب الى الاراضي اللبنانية؟»، متابعا: «نقول لأهلنا في عرسال أنتم الضمانة الحقيقية للبنان في وجه الارهاب، وفي مواجهة دعوات التحريض والفتنة».في السياق، بحث رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون أمس مع وزير الداخلية نهاد المشنوق موضوع التعيينات الأمنية، دون ان ترشح تفاصيل عن فحوى اللقاء.في موازاة ذلك، حذر رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل أمس، بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في بكركي، من أن «يكون البعض يمارس التعطيل في سبيل فرض مشروع اوسع كالمؤتمر التأسيسي».واعتبر الجميل ان «الوضع في لبنان على كف عفريت». وقال ردا على سؤال بشأن المبادرة التي طرحها عون: «لننتخب أولا رئيسا للجمهورية، ومن ثم نبحث في المبادرات».رعدفي سياق منفصل، أجاب رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»، التابعة لحزب الله، النائب محمد رعد، مساء أمس الأول في مقابلة تلفزيونية، على سؤال عن تعارض محتمل بين الرئيس اللبناني والولي الفقيه، قائلا: «لا تعارض بين الاثنين، ولا يمكن ان يتعارض الالتزام بولاية الفقيه مع شأن لبناني خاص».وأضاف رعد: «الرئيس قد يختلف معنا وليس مع الولي الفقيه. ثمة فرق بين ان يتخذ الرئيس موقفا يختلف مع قناعتنا وتوجهاتنا وهو لا يختلف معه، فهو دون مستوى ان يختلف مع الولي الفقيه».وفي تهديد مبطن للمسؤول في تيار «المستقبل» أحمد الحريري، قال ردا على سؤال عن الفرق في تعامل «حزب الله» مع وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير العدل اشرف ريفي، «يمكن فهم المشنوق ولو جرى الاختلاف، أما ريفي فقد أنشأ دويلة في طرابلس، وآخر من يحق له التحدث عن الدويلة هو وزير العدل، وأحمد الحريري حسابه بعدين لأنه أعلى مستوى من اشرف ريفي».«حزب الله» يخوض «المعركة الأقسى»على إحدى تلال القلمون الحدودية بين لبنان وسورية، يؤكد مقاتل من حزب الله أن الحزب يخوض في هذه المنطقة الجبلية الوعرة، حيث يواجه جهاديين ومقاتلين من المعارضة السورية المسلحة، «المعركة الأقسى» في تاريخه العسكري.ويقول المقاتل: «إنها واحدة من أقسى المعارك التي خضناها. الجميع يعرف ان القتال في المناطق الجبلية أصعب أنواع القتال هناك، حتى أكثر من القتال في المدن».ويقاتل الحزب اللبناني الشيعي إلى جانب القوات الحكومية السورية في مناطق عدة من سورية، وترتدي منطقة القلمون أهمية خاصة بالنسبة اليه كونه دافع باستمرار عن تدخله العسكري في سورية على انه يهدف الى حماية لبنان من وصول التنظيمات المتطرفة. وتمتد القلمون، التي تشكل المقلب الآخر لسلسلة جبال لبنان الشرقية والممتدة على مساحة نحو الف كيلومتر مربع، وهي مكونة من سلسلة تلال فيها العديد من المغاور، وتطل على أودية مفتوحة مكسوة بالنباتات والزهور البرية.واعلن حزب الله، خلال الاسبوعين الأخيرين، انه سيطر على نحو ثلث منطقة القلمون، حيث تتداخل الحدود بين البلدين.ويقول مقاتل آخر ارتدى بزة عسكرية مرقطة، كما رفاقه، «انها المعركة الاصعب في الشرق الاوسط في الوقت الراهن».وأفاد قائد عسكري ميداني: «هدفنا في القلمون حماية لبنان، ورأينا أدلة على التهديد في عرسال (البلدة اللبنانية الحدودية) وهجمات اخرى على الحدود». ونظم حزب الله في الايام الاخيرة، لمجموعات من الصحافيين المحليين والاجانب، جولات في منطقة القلمون، وهو امر غير مسبوق بالنسبة الى الحزب.وبدأت الجولة، التي شاركت فيها «فرانس برس»، بعرض لقائد عسكري ارفقه بشرح على خريطة رقمية بيّن فيه اهمية «تأمين» المناطق المرتفعة، ليصبح في الامكان مراقبة خط النار بالعين المجردة.ثم تولت مجموعة من المقاتلين قيادة موكب من الصحافيين في سيارات رباعية الدفع في منطقة جبلية تكاد تنعدم فيها مظاهر الحياة باستثناء بعض العصافير والسحليات.ولا يوجد اثر للجيشين اللبناني والسوري في المنطقة الحدودية. ويتجنب مقاتلو حزب الله التعليق على ذلك، ويصرون على ان الجيش السوري هو من يقود القتال داخل سورية.(الحدود اللبنانية السورية - أ ف ب)
دوليات
تضارب بشأن تحرير لبنانيين من سجن تدمر
22-05-2015