احتفالات ذكرى الدم
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
ففي الصين جرى التركيز مثلا على اليابان ودورها في الحرب، وهو أمر مستحق، فحجم الانتهاكات والجرائم الإنسانية حينذاك كان كبيرا ومحزنا ومخجلا، ومنها وخلالها دخل مصطلح الإبادة الجماعية، ليستقر في الضمير الغائب للبشرية. وهكذا كان ما أفردت له جريدة "شاينا ديلي" من مساحة لانتقاد رئيس الوزراء الياباني لما وصفته رفضاً لاعتذاره عن المآسي التي ارتكبتها اليابان مثالاً. وفي روسيا لم تخل المسألة من جدل صريح عن الحاضر لا عن الماضي، فقامت أنجيلا ميركل، "مواطنة ألمانيا الشرقية سابقا" بتوجيه نقد حاد في موسكو لسلوك روسيا في أوكرانيا، فردّ الرئيس الروسي بوتين عليها باتهام الغرب بازدواجية المعايير.إذن الاحتفال بمرور سبعين عاماً على انتهاء حرب عالمية لم يكن للماضي، بل للتعبير عن ضبابية الحاضر.احتفالات هذه السنة جاءت لتعبر عن حالة قلق، أكثر من كونها تعبر عن فرح، أيا كان نوعه ومستواه، كما أنها عبرت عن توتر حاد في العلاقات الدولية، لا يرى له حل في الأفق، ولعل أوضح حالة تطبيقية لذلك القلق والتوتر والضياع هي حالة الدماء السائلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. سالت دماء كثيرة لأبرياء كثر حينذاك، وبعد سبعين عاماً، مازالت دماء أبرياء تسيل دون توقف.