وجه الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والعراقي فؤاد معصوم نداءً ملحاً من أجل تعبئة دولية للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، وشدد هولاند على أن "لا وقت نضيعه" لدى افتتاحه مؤتمراً في باريس حول السلام والأمن في العراق.

Ad

وقال هولاند أمام المؤتمر الذي يجمع حوالي ثلاثين دولة عربية وغربية "أن معركة العراقيين ضد الإرهاب هي معركتنا أيضاً، علينا الالتزام بوضوح وصدق وقوة" إلى جانب الحكومة العراقية.

وأضاف "لا وقت نضيعه"، مشدداً على أن "التهديد الإرهابي الكبير" الذي يمثله التنظيم إزاء "العراق والمنطقة والعالم".

وينطلق مؤتمر باريس الذي يضم خصوصاً ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وعشر دول عربية وأوروبية، بعد إعلان "الدولة الإسلامية" السبت قطع رأس الرهينة البريطاني ديفيد هينز.

وإعدام هينز هو الثالث لرهينة غربي خلال شهر بعد الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن ستولوف اللذين خطفا أيضاً في سورية.

وذكر هولاند بأن تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على 40% تقريباً من شمال العراق و25% من سورية يتعرض أيضاً "للضعفاء والنساء والأطفال والأقليات الدينية"، وقال أنه يطرح "تهديداً عالمياً يتطلب رداً عالمياً".

من جهته، أعلن معصوم أن تنظيم الدولة الإسلامية "مارس جرائم إبادة جماعية وتطهيراً عرقياً ودينياً ضد الآلاف من المواطنين"، وكان معصوم دعا في مقابلة قبيل افتتاح المؤتمر إلى تدخل جوي عاجل في العراق.

وتشن الولايات المتحدة منذ الثامن من أغسطس ضربات جوية ض معاقل التنظيم المتطرف في شمال العراق بينما تسلّم دول عدة من بينها فرنسا أسلحة إلى المقاتلين الأكراد العراقيين الذين يتصدرون القتال ضد التنظيم.

ويهدف مؤتمر باريس إلى تحديد الأدوار العسكرية والمالية والاستخباراتية لكل دولة من الائتلاف.

وذكر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن أهداف المؤتمر سياسية "دعم الحكومة العراقية" وأمنية وإنسانية، مشيراً إلى أن الأزمة أدت إلى نزوح 1,8 ملايين شخص.

وأعلنت فرنسا أنها ستنفذ الطلعات الاسكتشافية الأولى في العراق اعتباراً من الأثنين.

وأكد وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان في قاعدة الظفرة في الإمارات "اعتباراً من صباح اليوم، سنقوم بأولى الطلعات الاستكشافية بموافقة السلطات العراقية والسلطات الإماراتية".

وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري لشبكة "سي بي اس" أن "هناك دولة أو أكثر عرضت تولي كل من جوانب استراتيجية الرئيس "باراك أوباما" وما يجب القيام به لتحقيق هدفنا، وبالتالي تمت تغطية كل الجوانب".

وبعد إعدام البريطاني العامل في الحقل الإنساني ديفيد هينز، أعاد الرئيس الأميركي تأكيد عزمه العمل مع "ائتلاف كبير من الدول" من أجل "القضاء على التهديد" الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعد بث شريط الفيديو الذي يظهر إعدام هينز "سنطارد المسؤولين ونحيلهم أمام القضاء مهما تطلب ذلك من وقت".

إلا أن كاميرون أبقى على الغموض فيما يخص مشاركة بلاده المحتملة في الضربات الجوية الأميركية فوق العراق وسورية، والشق السوري يعتبر إحدى المسائل الحساسة في الاستراتيجية الدولية.

وكان أوباما أعلن الأربعاء توسيع نطاق الضربات الجوية الأميركية أبعد من العراق حيث سيتم نشر 1600 عسكري أميركي لدعم القوات العراقية لجهة العتاد والتدريب والاستخبارات، إلا أن فرنسا وبريطانيا أبدتا تردداً إذ تخشيان تعزيز موقف الرئيس السوري بشار الأسد.

وشدد هولاند على أن "الفوضى تصب في صالح الإرهابيين، ينبغي بالتالي دعم الجهات القادرة على التفاوض والقيام بالتسويات الضرورية حفاظاً على مستقبل سورية".

وقال إن هذه القوى "هي بنظر فرنسا قوى المعارضة الديموقراطية" داعياً إلى "دعمها بكل السبل".

من جهتها، اعتبرت إيران التي استبعدت من المؤتمر بسبب دعمها للنظام السوري أن السبيل الأفضل لمكافحة الإرهاب هو من خلال "دعم حكومتي العراق وسورية" بمواجهة الدولة الإسلامية.