وسط استمرار المعارك في محافظة الأنبار، حيث تحاول القوات العراقية وميليشيا الحشد الشعبي قطع خطوط إمداد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في الرمادي، برزت أمس المصالحة بين بغداد والدوحة بعد نحو 12 عاماً من القطيعة والدعوة المشتركة للرئيس فؤاد معصوم ووزير الخارجية القطري خالد العطية إلى تجاوز أخطاء الماضي وإعادة العلاقات الدبلوماسية.

Ad

وخلال استقباله لأول زيارة لمسؤول قطري للعراق منذ عام 2003، أكد معصوم حرصه على إعادة فتح السفارة القطرية وتعزيز العلاقات الثنائية بما يضمن الأمن والسلم في المنطقة والعالم، مشدداً على على ضرورة «توحيد جميع الجهود لمحاربة الارهاب الذي لا يهدد العراق فحسب، بل دول المنطقة والعالم».

وفي حين قدم الرئيس العراقي إيجازاً عن الإجراءات العملية المتخذة لتحقيق مصالحة وطنية لا تستثني إلا «داعش» والإرهابيين ومرتكبي الجرائم، اعتبر وزير خارجية قطر «أن المصالحة الحقيقية والشاملة ستحدث قفزة نوعية باتجاه دحر الإرهاب» في العراق، داعياً إلى «الالتفاف حول الحكومة الشرعية الحالية في العراق».

وفي هذا الصدد، أكد نظيره العراقي إبراهيم الجعفري سعي العراق «للارتقاء بالعلاقات مع دولة قطر»، مشيداً بدعم الدوحة لبغداد في إطار «الحرب ضد الارهاب».

وأشار وزير الخارجية العراق إلى الاتفاق مع نظيره القطري على تعزيز آفاق التعاون بين البلدين في كل المجالات، موضحاً أنه «تم الاتفاق على رفع الازدواج الضريبي وتسهيل سفر المواطنين بين البلدين الشقيقين».

وعلى الأرض، زرع «داعش» أمس المئات من العبوات الناسفة شديدة الانفجار والألغام الأرضية حول أسوار مدينة الرمادي لمنع أي تقدم للقطعات الأمنية والعسكرية.

ومع احتدام المعارك في شرق محافظة الأنبار إثر محاولة لقطع خطوط إمداد التنظيم في الرمادي من الاتجاه الشرقي، أعلنت قيادة عمليات بغداد أمس أن قواتها مدعومة بعناصر الحشد الشعبي تستعد للسيطرة على المنطقة الواقعة بين جسر الشيحة شمال الكرمة وناظم التقسيم في شرق محافظة الأنبار.

وفي صلاح الدين، أعلنت قيادة الحشد الشعبي عن تنفيذ أكبر عملية محاصرة لعناصر «داعش» لمسافة تتجاوز 40 كم من منطقة النباعي بجنوب المحافظة الى منشأة المثنى حتى سدة الثرثار، مؤكدة أن إحكام قبضتها في غرب الدجيل وغرب بلد مما أدى الى انهيارات دفاعات التنظيم في هذه المنطقة. إلى ذلك، وبينما أكد الجيش العراقي أمس أن 18 من عناصر «داعش» قتلوا في غارتين لطيران الائتلاف الدولي شملتا تجمعاتهم في احياء وسط الرمادي، شهدت بغداد هجومين انتحاريين استهدفا فندقين كبيرين في قلب العاصمة ما أدى إلى مقتل 9 وإصابة العشرات.

(بغداد - أ ف ب،

رويترز، د ب أ)

الشاحنات المفخخة سلاح «داعش» الفتاك

 تعيد الشاحنات المفخخة التي يسهل قيادتها ويصعب وقفها ويستخدمها انتحاريو «تنظيم الدولة الإسلامية» ( داعش) رسم ميدان المعركة في سورية والعراق. ونفذ الجهاديون حوالي ثلاثين هجوما بآليات مفخخة في مدينة الرمادي غرب بغداد، ضد المقار الحكومية والقوات المساندة لعناصر الأمن التي تمكنت من الصمود نحو عام كامل.

واستخدم الجهاديون ناقلات الطواقم والشاحنات التي تم الاستيلاء عليها خلال الهجمات التي نفذوها، محملة بأطنان من المواد المتفجرة وثبتوا على جانبيها صفائح حديدية لحمايتها من أي سلاح مضاد يعرقل تقدمها. وعندما يكون هناك موقع شديد التحصين، يعتمد الجهاديون هجمات انتحارية مباشرة عبر آليات مفخخة تحصن من جوانبها لمنع استهدافها بنيران مباشرة. وقال خبير عسكري عراقي إن «هذه الآليات محصنة من الأسلحة الرشاشة الثقيلة من عيار 12.7 ملم، وحتى من القذائف المضادة للدروع، ومحملة بكميات كبيرة من المواد المتفجرة التي تبقى فعالة على مسافة 50 مترا».

(بغداد - أ ف ب)