أنهت تونس استعداداتها الأخيرة أمس للدورة الثانية للانتخابات الرئاسية التي تشكل اقتراعا تاريخيا يتنافس فيه الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي وزعيم اول حزب في البلاد الباجي قائد السبسي على الدخول إلى قصر قرطاج بعد أربع سنوات من مرحلة الانتقال التي تلت الثورة.

Ad

وشهدت البلاد أمس يوم "صمت انتخابي" تحظر خلاله كل نشاطات الحملة، فيما دعي نحو 5.3 ملايين تونسي من المسجلة أسماؤهم على قوائم الاقتراع لاختيار احد المرشحين.

ويمكن ان تعرف النتائج اعتبارا من الاثنين كما قالت الهيئة المكلفة تنظيم الانتخابات التي لديها حتى الرابع والعشرين من ديسمبر لاعلان اسم رئيس تونس للسنوات الخمس المقبلة. وقلص الدستور الذي اقر في يناير 2014 صلاحيات رئيس الدولة الى حد كبير.

وأيا تكن نتيجة الدورة الثانية، سيكلف حزب نداء تونس الذي يقوده قائد السبسي وفاز في الانتخابات التشريعية تشكيل الحكومة وسيكون عليه فور انتهاء الانتخابات العمل على تشكيل ائتلاف مستقر لقيادة البلاد.

وشهدت الحملة للدورة الثانية تبادل اتهامات بين المرشحين وأججت التوتر في البلاد التي شهدت منذ ثورة يناير انتقالا في الفوضى لكنه لم يتسم بالعنف او القمع كما حدث في دول عربية اخرى. وقالت الصحف ان "الامر الاساسي يبقى قبول المرشحين بالنتائج التي ستخرج عن صناديق الاقتراع". واختار قائد السبسي اختتام الحملة الانتخابية امس الأول في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة حيث التقى تجمعا من انصاره في حين نظم المرزوقي تجمعا في مدينة خزندار بعيدا عن وسط العاصمة.

وقال السبسي: "على شعبنا ان يختار بين الرجوع الى الترويكا (حزب النهضة الاسلامي وحليفاه التكتل والمؤتمر) التي خربت البلاد خلال ثلاث سنوات أو أناس آخرين يريدون مستقبلا أفضل لتونس".

اما المرزوقي فيقدم نفسه كضمانة للحريات التي اكتسبها التونسيون بعد الثورة، ولعدم انتكاسة البلاد نحو "الاستبداد" الذي كان سائدا في عهد الرئيس المخلوع بن علي.

ويعتبر المرزوقي ان قائد السبسي وحزب نداء تونس الذي يضم يساريين ونقابيين وأيضا منتمين سابقين لحزب "التجمع" الحاكم في عهد بن علي، يمثلان "خطرا على الثورة" لأنهما امتداد لمنظومة الحكم "السابقة" في تونس. وركز قائد السبسي حملته الانتخابية على "إعادة هيبة الدولة". وقال مؤخرا في مقابلة مع تلفزيون "الحوار التونسي" الخاص "عندي هاجس ألا يعترف (المرزوقي) بنتائج الانتخابات".

(تونس- أ ف ب)