ما هكذا تورد الإبل!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
إن هذا أحقر وأبأس وأبْخس أسلوب في العمل السياسي، والحقيقة أن "الإخوان" بقوا يلجأون إليه منذ بداية تكوينهم في نهايات العقد الثاني من القرن الماضي، فهم استخدموه ضد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وهم استخدموه ضد مناوئيهم السياسيين، وضد الذين انشقوا عنهم وانقلبوا عليهم، إن في مصر، وإن في دول أخرى من بينها الأردن.اعْتقدَ الإخوان المسلمون استناداً إلى معلومات الذين يضعون "الفبركات" والأكاذيب المختلقة في أفواههم أن التغيير الذي أملته إرادة الله وقضاؤه وقدره سيؤدي إلى تغيير في مواقف المملكة العربية السعودية وتقارباتها وتباعداتها وتحالفاتها، وأن هذا سيشمل مصر، ولعل ما لم يدركه ولم يعرفه هؤلاء أن تاريخ هذه الدولة يشهد لها أنها لم تعرف السياسات المتذبذبة، وأنها تأخذ قراراتها على أساس النفس الطويل، وأنها عندما بادرت إلى الوقوف إلى جانب مصر وشعب مصر ورئيس مصر، فلأنها تعرف قيمة هذه الدولة العربية ومكانتها ودورها العربي والإقليمي، خصوصاً أن هذه المرحلة تشهد تغول دولة إقليمية هي إيران وتدخلها السافر في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية.إنها عملية "تسلل" رخيصة في وضح النهار... ولقد كان على الإخوان المسلمين بدل اللجوء إلى هذه الأساليب الملتوية والبائسة والمكشوفة أن يبادروا إلى وقفة مع الذات ومع الآخرين، وأن يدركوا أنهم ذاهبون إلى التلاشي والفناء، تنظيمياً وسياسياً، إن لم يبدِّلوا ويتبدلوا ويستوعبوا معطيات المرحلة الجديدة، بينما العالم قطع عقداً ونصف العقد من القرن الحادي والعشرين... إن هذه الألاعيب لا يمكن أن تنطلي حتى على أصحاب أنصاف العقول، حتى إنْ بادرت إلى ترويجها تلك الفضائية المعروفة، وحتى إنْ التقطتها بعض "المواقع" التي من سوء طالعها أنها غدت مكشوفة ومعروفة... وما هكذا تورد يا سعد الإبل!