شدّد الكاتب يوسف خليفة على ضرورة التكثيف في الأعمال القصصية، مؤكداً أهمية الفكرة في السرد بغض النظر عن الشكل الذي يخضع أحياناً لمجاراة الموضة الأدبية، ويفكر راهناً في إنشاء مشروع أدبي يخدم المثقف والقارئ على حد سواء لاسيما أن له تجربة متميزة في إنشاء ديوان للقراءة في مقهى أحد المجمعات التجارية. وحول قضايا ثقافية متنوعة كان الحوار التالي:

Ad

يشهد تكنيك القصة القصيرة تطوراً كبيراً كيف ترى ذلك ؟

بخلاف مجموعتي الأولى للقصص القصيرة "عين ثالثة" التي صدرت عام ٢٠٠٣ أتت مجموعتي الأخيرة "أفكار عارية" التي صدرت عام ٢٠٠٧ لتكون مجموعة للقصة القصيرة جدا، وهي تعتمد على محور أساسي وهو التكثيف، ولا يمكنني القول إن كتاباتي ستتجه كلها لتكون قصصا قصيرة جدا أو قصصا قصيرة فقط، بالنسبة لي الفكرة هي التي تحكم شكل النص ونوعه وما يهمني هو تطوير اسلوبي أكثر من مجاراة الموضة الحالية.

• هل سيتم استئناف مشروع نادي "ديوان للقراءة"؟

نادي ديوان للقراءة حقق وجودا ملموسا في الساحة الثقافية في الكويت على مدى اربع سنوات منذ انطلاقته عام ٢٠٠٩ بالتعاون مع أحد المقاهي الشهيرة في الكويت، وكان له الفضل في نشر فكرة استغلال المقاهي كمكان للملتقيات الثقافية ونوادي القراءة المختلفة التي لايزال معظمها يعاني عدم توفر المكان المناسب لممارسة أنشطته وإقامة اجتماعاته، ولقد تم توقيف أنشطة النادي في العام الماضي بسبب غياب الادارة القادرة على إدارة النادي، لأنني سافرت خارج البلاد لاستكمال دراستي ولن أنتهي منها إلا بعد عامين اضافيين، وعند عودتي سأقوم بدراسة الوضع الثقافي والاجتماعي في الكويت لأقرر إن كان يمكن احياء النادي مرة أخرى إذا كان له حاجة أو أقوم بإنشاء مشروع جديد أكبر يخدم احتياجات القراء والمثقفين الموجودين في الكويت.

• نظمت خلال الأعوام الماضية معرضاً لتبادل الكتب المستعملة "إحياء مكتبتي" فهل سيستمر هذا المشروع أم سيتوقف؟

فعالية "إحياء مكتبتي" كانت أحد انجازات نادي ديوان للقراءة بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وبالفعل لله الحمد لاقى اقبالا واستحسانا كبيرين عند اقامته أول مرة في عام ٢٠١٢، مما جعل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يقيمه مرة أخرى في العام الماضي، ولكن بسبب انشغالي بالدراسة في الخارج لم استطع حضوره، ومن الممكن للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن يكرر الفعالية في كل عام إذا استطاع ايجاد مساحة له ضمن جدول فعالياته المختلفة طوال العام ولكن على شرط بذل المجهود لتطوير الفعالية لتكون أفضل وأكبر وأكثر ترتيبا في كيفية مبادلة الكتب، وسأسعى متى استطعت أن أحافظ على تكرار واستمرار الفعالية متى كانت لدي القدرة على ذلك بسبب ايماني أن مجتمعنا بحاجة لمثل هذه الفعاليات التي تشجع على القراءة وتجدد دماءه في كل منزل به قراء.

• ما الجديد في مشروع "المبدع هو الضوء"؟

كما ذكرت، أجبرتني مهمة استكمالي للدراسة في الخارج على تأجيل كل مشاريعي تقريبا ومن ضمنها مشروع "المبدع هو الضوء" الذي يعنى بالتقاط الصور للأدباء والفنانين وأصحاب الانجازات من الكويتيين كتوثيق فوتوغرافي لهم، وإن شاء الله أتمنى أن أستكمل المشروع حين عودتي النهائية للكويت بعد انتهاء الدراسة.

• كيف ينظر المجتمع إلى مكونات المشهد الثقافي؟

الثقافة هي عصب أي مجتمع يعد نفسه مجتمعا متحضرا، والكويت لديها الكثير من الكوادر القادرة على اقامة وسط ثقافي رغم تباطؤ أطياف المجتمع في تقبله وتقدير روح الثقافة في كل مجالاتها، ولكن هي مسألة وقت، وعلى كل من يؤمن بقدرته على العطاء الحقيقي دون مقابل للحياة الثقافية في الكويت أن يبذل جهده، وأتمنى أن أعمل في المستقبل على ايصال نتائج الحياة الثقافية من أدب وفن تشكيلي وموسيقى وخلافه، ليصل إلى العالم الذي لايزال يجهل الكثير عنا، والسبب يعود في الدرجة الأولى إلى عدم وجود جهود حثيثة ومستمرة لهذا الهدف.