"داعش" يروج لحياة طبيعية ومترفة في الرقة

نشر في 21-03-2015 | 15:58
آخر تحديث 21-03-2015 | 15:58
No Image Caption
ارتفاع حصيلة "تفجير الحسكة" إلى 45 و"الإدارة الكردية" تلغي احتفالات النوروز

يقدم تنظيم "داعش" أخيراً دعاية من نوع آخر، ليس لتجنيد وجذب المقاتلين فقط بل العائلات والفتيات والشبان للعيش في المناطق، التي يسيطر عليها، كما نقلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.

وتعرض حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً تويتر، تفاصيل حياة أكثر من طبيعية تدور في الرقة، عاصمة دولة الخلافة التي اعلنها التنظيم. ويعتقد أن صاحبة هذا الحساب هي زوجة أحد المقاتلين البريطانيين، وتنشر هذه الصور بشكل كثيف.

ويستمتع المقاتلون باستراحتهم: طقس جميل وسباحة في نهر الفرات، وجولة في مناظر طبيعية خلابة في كل زاوية. أما الأطفال فيقضون أوقاتاً ممتعة في مدينة تحت حكم تنظيم متطرف، لكنها تحتوي على مدينة ألعاب. وهناك الأطعمة التي يهواها الجميع في الرقة، وبخاصة المراهقون والأطفال.

ويخوض القادمون مغامرات حربية باستخدام أحداث التقنيات وأكثرها رواجاً، فهناك سوق للدراجات النارية في الرقة، ما يعرفه التنظيم أنها كثيراً ما تغري الشبان والمراهقين. وتربي عائلات طبيعية أطفالها، وكثير من الفتيات بأمان، حتى إن السيارات الفارهة متوافرة.

هذا ما يحاول التنظيم الترويج له، وهذا ما يراه خبراء ومحللون أمراً شديد الخطورة، فهذه السياسة الدعائية هي التي ساهمت في جذب عشرات الشبان والفتيات من كل مكان، إذ تروج للحياة تحت ظل التنظيم، وفي الوقت نفسه لن يكون عليهم التخلي عن الأشياء الممتعة في حياتهم.

إلا أن شهادات الهاربين من الرقة تقول غير ذلك، فالحياة المترفة التي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي تستأثر بها قلة قليلة من قادة "داعش" وتعاني الغالبية الساحقة غياب أدنى الضروريات. ويرسل في النهاية الغالبية إلى الخطوط الأولى في معارك طاحنة ليلقوا حتفهم.

وفي سياق آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس بارتفاع ضحايا تفجيرين استهدفا ليل الجمعة ــ السبت احتفالات الاكراد بعيد النوروز في محافظة الحسكة إلى 45 قتيلا وعشرات الجرحى. وقال المرصد في بيان إن الانفجار الأول ناجم عن تفجير مقاتل من تنظيم "داعش" نفسه بعربة مفخخة، فيما لم يعرف ما إذا كان الانفجار الثاني ناجما عن تفجير مقاتل لنفسه بحزام ناسف أم ناجم عن تفجير عبوة ناسفة. وأشار المرصد إلى إصابة العشرات بجراح بعضهم في حالة خطيرة. وأعلنت "الإدارة الذاتية" الكردية على خلفية التفجيرات إلغاء الاحتفالات بعيد الـ"نوروز" في محافظة الحسكة، داعية أهالي المحافظة إلى تجنب التجمعات واقتصار الاحتفالات على الأجواء العائلية.

الى ذلك، قتل اكثر من سبعين عنصرا من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في هجمات نفذها تنظيم "داعش" على مواقع لهذه القوات في ريفي حمص وحماة (وسط) خلال اليومين الماضيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة "فرانس برس" "قتل اكثر من سبعين عنصرا من قوات النظام والدفاع الوطني في هجمات نفذها تنظيم الدولة الإسلامية خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية على حواجز ومواقع لقوات النظام في منطقة السخنة في ريف حمص الشرقي ومنطقة الشيخ هلال في ريف حماة الشرقي". وأوضح ان "معظم القتلى سقطوا في ريف حماة (نحو خمسين قتيلا)، بينما قتل الآخرون في ريف حمص".

وتسيطر قوات النظام على معظم محافظتي حمص وحماة، وهناك وجود محدود لتنظيم الدولة في الريف الشرقي لكل من المحافظتين. واشار المرصد الى سقوط عدد لم يحدد من عناصر التنظيم الاسلامي المتطرف.

ورأى عبدالرحمن ان "داعش الذي مني بهزائم في الفترة الاخيرة في محافظات حلب والرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) في مواجهة المقاتلين الاكراد من جهة والنظام من جهة اخرى، يسعى الى تسجيل انجازات عسكرية ولو محدودة على الارض لتعويض خسائره".

back to top