الحوثيون يسيطرون على تعز... والجنوب يعلن التعبئة

نشر في 23-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 23-03-2015 | 00:01
No Image Caption
• سقوط متظاهر برصاص الانقلابيين
• طائرات حربية تستهدف هادي لليوم الرابع
فرضت الميليشيات الحوثية سطوتها أمس على مدينة تعز، وبينما سقط أول قتيل أثناء تفريق الحوثيين للاحتجاجات التي اندلعت في المدينة، التي تعد ثالث أكبر مدن اليمن، أُعلنت التعبئة العامة في الجنوب، تحسباً لهجوم مرتقب للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وسط تزايد القلق من تزايد الأوضاع المضطربة في اليمن، وانجرار قوى إقليمية للصراع على خلفية مذهبية، بسط الانقلابيون الحوثيون سيطرتهم أمس على مدينة تعز، التي تعد ثالث أكبر مدن اليمن بمعاونة قوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وسيطر مسلحو الجماعة الحوثية على مقار حكومية في تعز، أهمها المطار المدني والعسكري، ومبنى المجمع القضائي، والسجن المركزي، وقاعدة عسكرية في سيطرة شبه تامة على كل المدينة.

وفي وقت سابق، أعلنت «اللجنة الأمنية» التابعة للانقلابيين حالة التعبئة العامة في البلاد لمواجهة ما أسمته «خطر داعش والقاعدة في الجنوب».

وقال شهود في محافظة إب بوسط اليمن، إنهم رأوا طابورا من عشرات الدبابات والعربات العسكرية يتحرك من الشمال الواقع تحت سيطرة الحوثيين إلى الجنوب صوب تعز على بعد 150 كيلومترا شمال غربي عدن.

احتجاجات

ولاحقاً، اندلعت احتجاجات ضد الوجود الحوثي في تعز، وأطلق مسلحو الحوثي الغاز المسيل للدموع والنار في الهواء لتفرقة احتجاجات نظمها سكان ضدهم، حيث أصيب العشرات وسقط أول قتيل برصاص الحوثيين.

وترددت أنباء عن انشقاق العشرات من جنود وضباط قوات الأمن الخاصة بمحافظة تعز، ظهر أمس، وانضمامهم إلى المحتجين السلميين الرافضين للميليشيات الحوثية.

تعبئة واستنفار

في المقابل، أعلن في المحافظات الجنوبية حالة التعبئة العامة في صفوف قوات الجيش والأمن بعد يوم واحد من إعلان الحوثيين للتعبئة العامة في الشمال، وذلك لمواجهة أي محاولات للهجوم على عدن ولحج والضالع من قبل الحوثيين وحليفهم صالح.

وانتشرت قوات الجيش اليمني الموالية للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي إضافة إلى مسلحين من اللجان الشعبية والقبائل الموالية له، في نقاط تفتيش جديدة في المناطق الحدودية بين محافظتي تعز ولحج، استعداداً للتصدي لأي تمدد للجماعة الحوثية باتجاه عدن.

ومحافظة لحج تفصل بين محافظتي عدن وتعز، وتقع المحافظات الثلاث جنوبي اليمن.

وذكرت مصادر أن نقاط التفتيش التابعة لقوات الجيش واللجان الشعبية والقبائل، تمركزت في منطقة كرش وطور الباحة والمسمير، حيث زارها وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي.

طائرات حربية

ومن جهة أخرى، حلقت طائرات حربية أمس لليوم الرابع على التوالي فوق القصر الجمهوري بمدينة عدن، وأطلقت مدافع مضادة للطائرات النار عليها وأرغمتها على الابتعاد عن مقر إقامة هادي في عدن.

وقال محافظ عدن عبدالعزيز بن حبتور في تصريحات، إن «أنظمة الدفاع الجوي في القصر الجمهوري والمدينة تتصدى لتلك الطائرات وتجبرها على التحليق على علو مرتفع».

كما ذكر أن تلك الطائرات المقاتلة تنطلق من قاعدة الديلمي الجوية في صنعاء بتوجيهات من القيادة الجديدة الموالية للحوثيين والرئيس السابق.

حوار الرياض

في سياق آخر، أكد وزير الخارجية اليمني الجديد رياض ياسين، أن الهيئة الاستشارية التي تعد لمؤتمر الحوار اليمني في العاصمة السعودية الرياض تعمل على قدم وساق بمشاركة 25 عضواً، يشكلون خلاصة مكونات اليمنيين، تمهيداً لبدء المؤتمر في الأسبوع الأول من أبريل المقبل.

وأوضح ياسين الذي تم تعيينه وزيراً للخارجية أمس الأول، أن هادي طلب الاستعجال في بدء المؤتمر اليمني في الرياض، حتى لا يتم دخول اليمن إلى «بوابة اللاعودة».

دعوة خليجي

إقليمياً، دعا اجتماع خليجي عالي المستوى شهدته العاصمة السعودية الرياض، أمس الأول، إلى سرعة انعقاد الحوار اليمني تحت رعاية مجلس التعاون، حفاظاً على أمن اليمن الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من أمن الخليج.

وضم الاجتماع، ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، وولي العهد البحريني الأمير سلمان آل خليفة، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، ورئيس مجلس الوزراء القطري الشيخ عبدالله آل ثاني، ونائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد الخالد.

وبحث خلال الاجتماع الذي حضره أيضاً وزير الدفاع السعودي ورئيس الديوان الملكي مستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمير محمد بن سلمان، مستجدات الأحداث في المنطقة، وعلى وجه الخصوص في اليمن.

وأبدى المجتمعون قلق دولهم من تطورات الأحداث وخطورة تداعياتها وحذروا من انزلاق اليمن في نفق مظلم سيترتب عليه عواقب وخيمة، ليس على اليمن فحسب بل على الأمن والاستقرار في المنطقة والسلم والأمن الدوليين.

إشادة إيرانية

في موازاة ذلك، أشاد مساعد وزیر الخارجیة الإیراني للشؤون العربیة والإفریقیة حسین أمیر عبداللهیان خلال زیارته لسلطنة عمان، واجتماعه مع وزير الشؤون الخارجية لسلطنة عمان يوسف بن علوي بما اعتبره «مواجهة الجماعة الحوثية للتكفیریین والقاعدة وداعش في الیمن».

وعن الحوار اليمني الذي دعا هادي إلى عقده في الرياض ووافق مجلس التعاون الخليجي على رعايته، حذر عبداللهيان من أن «أي خطوة مبنية على التشدد في المنطقة لن تساعد في حل الأزمة بين فرقاء اليمن».

مجلس الأمن

إلى ذلك، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا أمس لبحث التطورات في اليمن بعد أن دعا هادي، في أول كلمة متلفزة له منذ وصوله إلى عدن بعد فراره من صنعاء التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية، الأمم المتحدة إلى «تدخل عاجل بكل الوسائل المتاحة» في مواجهة الانقلاب الحوثي.

وبحث المجلس الدولي خلال الاجتماع سبل وقف انزلاق اليمن إلى حرب أهلية شاملة غداة سحب الولايات المتحدة 100 من قواتها الخاصة، بعد سيطرة عناصر من تنظيم القاعدة على مواقع في محافظة لحج واعدامها 27 جندياً يمنياً. ورحب المجلس بعقد مؤتمر في الرياض.

(عدن، تعز - أ ف ب، رويتزر، د ب أ)

back to top