«الكلمة»... مفارقات الربيع العربي ومآلاته
صدر عدد {الكلمة} الأخير، 94 (فبراير 2015)، بالتزامن مع مرور أربع سنوات على انطلاق الربيع العربي، وعلى أبرز ثوراته في تونس ومصر. لذلك يفتتح محرر المجلة العدد بتناول مفارقات هذا العيد، وقد استطاعت الثورة المضادة خلط الأوراق، وإجهاض أحلام الثورة. في حين استفاد الآخرون الذين يعون دروس التاريخ من استبصاراتها.
ينشر العدد الأخير من مجلة {كلمة} أكثر من دراسة حول الربيع العربي، من استشراف الأدب للهدير في ميدان التحرير في واحدة من الروايات التي كتبت قبل الثورة، وحتى تأمل سياقات الثورة الشعبية المختلفة والتنظير لها.المجلة التي تصدر في لندن ويرأس تحريرها د. صبري حافظ، تهتم في عدد فبراير برحيل الممثلة الكبيرة فاتن حمامة والمخرجة المرموقة أسماء البكري، وببعض القضايا الأدبية المختلفة، مثل العجائبي كجنس أدبي، أو أدب الرحلة، أو العلاقة بين اللغة والهوية.
ويتطرق العدد إلى آداب الآخر المماثل، فيقدم رواية للكاتب الأفغاني عتيق رحيمي، ورواية الكاتبة الباكستانية كاملة شمسي. ناهيك عن متابعة عدد من الروايات العربية من لبنان والعراق ومصر. كذلك جاء العدد حافلاً بمواد نقدية وإبداعية، ومهتماً بالفن التشكيلي في حوار مع أحد أعلامه في المغرب، ومقالة عن سيكلوجية الألوان.يقدم العدد رواية جديدة، جاءت هذه المرة من مصر، إضافة إلى مجموعة قصصية من العراق، وديوان شعر من مصر. ينطوي العدد على دراسات أدبية ونقدية تطرح قضايا عدة أو تتابع بالتحليل والمسح والتمحيص منجزات الإبداع العربي من شعر ورواية ومساراته؛ مع مزيد من القصائد والقصص، وأبواب {الكلمة} المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد وكتب ومواجهات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية.عيد الثورةفي {عيد الثورة المصرية الرابع... ومفارقاته المؤسية} يكتب رئيس تحرير {الكلمة}، الناقد الدكتور صبري حافظ، عن اختلاط الأوراق في العيد الرابع للثورة المصرية، فبدا ميدان التحرير خالياً من المحتفلين ومثيراً للرثاء... وساد خطاب مغلوط يشوه الثورة، ويمهد لعودة غير ميمونة للنظام القديم.يسعى الباحث المغربي مصطفى الغرافي في دراسته «تجنيس السرد العجائبي» الى استعراض الدراسات التي تناولت العجائبي وتجنيسه نظرياً انتهاء ببلورة أسس «تقاليد» معينة رسخها ارتباطه بالجنس الأدبي.ويقدم الناقد العراقي فاضل تامر قراءة تحليلية لـ{رواية فندق كويستيان» وشروط اللعبة الميتاسردية»، فيما يختار الباحث المغربي مراد ليمام أن يقدم «مدخلاً تأسيسياً» لقضايا الهوية والتحيز اللغوي»، ويتناول الباحث التونسي بلقاسم مارس «اللغة في السرد الرحلي... الشكل والدلالة» من خلال روايات عبدالرحمان منيف، وينشر الناقد العراقي حسين سرمك حسن في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير المغدورة دراسة «استشراف الهدير... في ميدان التحرير». كذلك تنشر «الكلمة» الجزء الثاني من دراسة الباحثة السودانية خديجة صفوت عن انتهاك الرأسمالية المالية المنظم للطفولة في دراسة وسمتها بـ{شكرا للسماء على البنات الصغيرات»، ويكتب الناقد المغربي فريد أمعشطو عن «الخيالي والتاريخي».في باب «شعر» تنشر الكلمة للشاعر المصري سالم الشبانة ديوان «قطوف التكنولوجيا»، وتنشر قصائد للشعراء: هاتف الجنابي، ونيس المنتصر، فتح الله بوعزة، حسن العاصي، مروة أبو ضيف، عبدالسلام الشبلي. أما في باب «السرد» فنقرأ رواية «22 درجة مئوية» للروائي المصري محمد عبدالرحيم تكشف طبيعة مجتمعات الكبت الاجتماعي، ومجموعة قصصية للمبدع العراقي نهار حسب الله بعنوان «جنون الضحك»، الى جانب نصوص المبدعين: سلام ابراهيم، ليلى بارع، ياسر المحمدي، راينه ماريا ريلكه، عبدالواحد الزفري.في باب «النقد» يتناول الباحث المصري خليل كلفت «الثورة الشعبية بين سياقين تاريخيين مختلفين» والتحول الاجتماعي والسياسي، فيما يقارب مصطفى قمية «العزلة» ويمر على تجلياتها، ويستبين الكاتب محمد أنقار «كناية قتل الأم» في مقاله «الكتابة وقتل الأم»، ويتبين الكاتب سعيد بوخليط «كيف يمكن حقا للتصوف، دحض التطرف»، ويقربنا الباحث أحمد غريب من ظاهرة التسجيلات المسربة في «متعة التلصص السياسي»، ويكتب الباحث اللبناني أحمد بيضون في «نقل فؤادك» عن علاقة الأتوبيوغرافي بالتخييل الذاتي، في حين يسطر زياد عبدالله حزنه لرحيل السينمائية أسماء البكري والتي وسمها بالساخرة النبيلة، واختار عبدالكريم سليم علي «سيكولوجية الألوان» كي يسبر أغوار اللون في التطور الحضاري، وعن «فلسفة مبسطة: الديالكتيك» يستقصي نبيل عودة طرح الأسس الفكرية العامة بلغة سلسلة، وعن ماهوية السماري وهويته يبحث عدنان الظاهر، فيما تتجه قراءة سحر عبدالله إلى {ظلال محترقة} للروائية الباكستانية كاملة ناهيد شمسي.في باب «علامات»، يكتب السينمائي ناصر كامل في «ولادة نجمة» عن سيرة الفنانة فاتن حمامة، والتي ودعتنا أخيراً، كاستثناء دال في التاريخ الفني العربي. ويعود باب «مواجهات» إلى حوار/ وثيقة من ذاكرة مجلة «أنفاس» أجرته كنزة الصفريوي مع الفنان التشكيلي المغربي الراحل فريد بلكاهية، أحد أعلام الحركة التشكيلية المعاصرة في العالم العربي.بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و{أنشطة ثقافية»، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي.لقراءة هذه المواد تصفح موقع «الكلمة»: http://www.alkalimah.netكتب في باب «كتب»، يرصد علاء الديب «حديث الحجر الأسود»، ويكتب شوقي عبدالحميد يحيى عن سعاد سليمان وهي تطفئ «شهوة الملايكة»، ويعود بهاء عبدالمجيد الى «تصريح بالغياب» وعلاقة الفرد بالكل في رواية ستظل حاضرة في ذاكرة الكتابة العربية الجديدة، ويتناول شمس الدين المغلغل «الربيع العربي: الثورة والانتفاضة والإصلاح» فيما يعتبره ثورة سياسية أكثر منها ثورات اجتماعية. ويرى الكاتب ابراهيم سعد الدين في ديوان «وقت لأنسنة الذئب» تناصات ذات حمولات متعددة، وتكتب سناء شعلان عن علي السباعي وهو يخط مدونات امرأة أرملة، وينهي كتاب أدب العجيب في الثقافتين العربية والغربية، باب «كتب» لهذا الشهر.