زار الرئيس السيسي الكويت في زيارة هي الأولى من نوعها، وجاءت في توقيت يصفه القادة العرب بالصعب والخطير، حيث الضعف الأمني العربي في مواجهة اضطرابات وتهديدات تهدد أمن المنطقة بالكامل، فجاءت الدعوات والمباحثات من أجل التنسيق والدعوة إلى الوحدة العربية لمواجهة التحديات.
نجحت معظم المباحثات في جمع الشمل العربي، وكانت الكويت الراعي الرسمي لهذه الدعوات، وحاولت جاهدة أن تجمع الشمل، ودائما كانت تترك في كل أزمة مجالا للمباحثات والمفاوضات، وأسرعت السعودية الخطى في التنفيذ على أرض الواقع، فكانت نتائج ذلك المصالحة المصرية القطرية، وجاءت زيارة الرئيس السيسي إلى الكويت لتؤكد التقارب العربي واﻻتفاق على الأهداف والخطط المستقبلية.وﻻ يخفى الهدف اﻻقتصادي من الزيارة، والذي وصفه المحللون اﻻقتصاديون بالناجح، فكان اﻻستقبال من الكويت على المستويبن الرسمي والشعبي يليق بمكانة مصر. ولكن كان المصريون في الكويت يعلقون الآمال والأمنيات عليها، فكانت بالنسبة إليهم تمثل طوق النجاة لغريق يصارع الموت، فلهم مشاكل يحاولون التوصل إلى حل لها بعد فشل دبلوماسي تعانيه الجالية، مثل تكدس المواطنين بالقنصلية الوحيدة في الكويت والتي يبلغ عددها 600 ألف مواطن مصري، ويخدمهم مكتب واحد فقط فيه ما ﻻ يزيد على 50 موظفا! كيف؟ بالإضافة إلى سوء المعاملة وضعف التواصل معهم أو انعدامه، وعدم تقديم التوعية للجالية، وهذا ما تمثل في أزمة الجوازات وغراماتها التي اضطر المصريون إلى اﻻلتزام بقيمتها احتراما للقانون الكويتي، إﻻ أن الأمر يعود إلى قصور دبلوماسي في التوعية من كادر السفارة، وهذا ما يبين أن العدد الكبير من المخالفين هم المصريون.وهناك مشكلة مصر للطيران التي ألغت رحلتها من مطار سوهاج، وتم استبدالها بطيران اير كايرو الخاص، والمشكلة تكمن في أن الذي يتوفاه الله بالكويت ﻻ بد من نقل جثمانه على طيران بلده الحكومي، وهنا تكمن المتاعب، حيث يضطر إلى نقل جثمانه إما إلى مطار الأقصر أو مطار القاهرة، وهذا ما يمثل عبئا آخر على أهله بمصر. وهذه المشكلة تعانيها ثلاث محافظات هي سوهاج وأسيوط وقنا، ومطار سوهاج من أكبر الرحلات التي تتجه الى مصر فلمصلحة من هذه الخسارة لطيران قومي لحساب طيران خاص، ولو كان خط الطيران خاسراً فلماذا تقوم به الشركة الخاصة؟ الجالية المصرية في الكويت كانت تريد أن تساهم بمشاريع تنمية في مصر بشرط أن تكون معدة وجاهزة، ويبدو أن ما تقدمه من دعم لمصر والمصريين خارج نطاق اﻻهتمام والتقدير، نعم هناك مجهود رائع لروابط واتحادت يتمثل بدعم الفقراء بمصر وبناء مدارس، إﻻ أن هؤﻻء خارج الحسابات قبل اغترابهم عن بلدهم وبعده.مشكلة كبيرة جدا أيضا تعانيها الجالية المصرية بالكويت، وهي مدرسة مصرية بالكويت، فهل من المعقول جالية تعد الأولى أو الثانية بالكويت وﻻ يوجد لهم مدرسة مصرية إسوة بالجاليات الهندية والباكستانية والإيرانية كيف ذلك؟ فكنا نتأمل تدخلا أو طلبا بسيطا من الرئيس لحل المشكلة، وغيرها الكثير من الهموم والقضايا كانت معلقة على زيارته إﻻ أنها كانت زيارة قصيرة واقتصرت على أهدافها اﻻقتصادية والأمنية.
مقالات
زيارة الرئيس
10-01-2015