معركة مصيرية في «المسطومة»... وحرب شوارع في «اليرموك»

نشر في 04-04-2015 | 00:01
آخر تحديث 04-04-2015 | 00:01
No Image Caption
• الأسد يطلب تدخلاً دولياً

• نقل جمارك النصيب إلى السويداء

• الحرب تستقطب جهاديين من 100 دولة
دخل تحالف جيش الفتح في إدلب معركة مصيرية لتحرير مدينة المسطومة ومعسكرها، الذي يضم حشوداً من قوات النظام، في وقت تحولت معارك مخيم اليرموك إلى حرب شوارع مع إصرار تنظيم الدولة الإسلامية على إيجاد موطئ قدم في مقر سلطة الرئيس بشار الأسد.

بعد فرض السيطرة التامة على إدلب، أعلنت غرفة عمليات "جيش الفتح"، الذي تقوده جبهة النصرة وعدة فصائل إسلامية، مساء أمس الأول، بدء معركةٍ جديدة تهدف إلى السيطرة على معسكر ومدينة المسطومة الواقعة على بعد خمسة كيلومترات جنوب مدينة إدلب.

وأوضح المكتب الإعلامي في "فيلق الشام"، أحد فصائل "جيش الفتح"، أن معارك تحرير المسطومة بدأت بالفعل باستهداف قوات النظام في المعسكر بعشرات الصواريخ وقذائف الهاون والمدفعية، كما بثّ ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي شريطاً مصوراً يظهر تدمير دبابةٍ لقوات النظام قرب المعسكر، مستخدمين صاروخاً حرارياً من نوع "ميتس".

وفي وقت سابق، روّج إعلام نظام الرئيس بشار الأسد لوجود حشود ضخمة من قوات النظام في معسكر المسطومة، بقيادة العقيد سهيل حسن تأهباً لشن هجومٍ واسع على إدلب بهدف إعادة السيطرة عليها، الأمر الذي نفاه ناشطو المنطقة، مؤكدين أن عدد الآليات والجنود لم يحصل عليه أي زيادة ملحوظة.

معركة اليرموك

وفي قلب العاصمة السورية، تواصلت لليوم الثالث على التوالي المعارك الدامية في مخيم اليرموك بين كتائب أكناف بيت المقدس التابعة لحركة "حماس" مدعومة بمقاتلين من المعارضة السورية، وتنظيم "داعش"، الذي حقق تقدماً في مساعيه الرامية للحصول على موطئ قدم قريب من مقر الأسد.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن "داعش" أحرز تقدماً جديداً بعد تراجعه مع لجوء مقاتليه إلى حرب الشوارع فانهك منافسيه الإسلاميين، الذين تمكنوا أمس الأول من طرده من غالبية أجزاء المخيم اليرموك للاجئين، موضحاً أن "الدواعش" عاودوا الكرة على المخيم انطلاقاً من حي الحجر الأسود المجاور.

تدخل دولي

وبينما قال مصدر ميداني ان "الجيش السوري شدد من إجراءاته الأمنية في محيط المخيم لمنع مسلحي داعش من التمدد إلى خارجه"، وجهت وزارة الخارجية رسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن "حول دخول مئات من إرهابيي داعش بالتواطؤ مع ارهابيين من جبهة النصرة إلى مخيم اليرموك".

وطالبت الرسالة، التي نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، "بالتدخل العاجل للضغط على كل من السعودية وقطر وإسرائيل والأردن التي تمول وترعى وتدعم الارهابيين لإخراجهم من المخيم حفاظاً على أرواح المدنيين الفلسطينيين وسلامتهم".

حواجز وإعدامات

وبات تنظيم "داعش" للمرة الاولى قريباً بهذا الشكل من دمشق، لكن المصدر السوري أكد أن "المدخل الرئيسي للمخيم الذي يتصل بدمشق مؤمن"، مشيراً الى حواجز كثيفة للنظام والفصائل الفلسطينية المتحالفة معه وعلى رأسها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة.

وفي حين وثق المرصد السوري أمس إعدام 69 سورياً يعملون لصالح النظام في حماة خلال الأيام الخمسة الماضية على يد التنظيم المتطرف، أكدت حملة "دير الزور تحت النار" أن "داعش" أقدم على تنفيذ حكم الإعدام بحق ثلاثة من المدنيين في مناطق متفرقة من ريف دير الزور أمس الأول، بحجة انتمائهم للجيش السوري الحر، وقتال التنظيم.

وفي ريف دمشق، قصفت القوات النظامية بعد منتصف ليل الخميس-الجمعة مناطق في مدينة الزبداني وبلدتي كفربطنا وعين ترما بالغوطة الشرقية، بحسب المرصد الذي أشار إلى وقوع  اشتباكات عنيفة في محيط مدينة حرستا التابعة لمحافظة ريف دمشق.

معبر السويداء

إلى ذلك، كشف مصدر حكومي سوري أمس الأول عن اتجاه النظام لفتح معبر حدودي جديد مع الأردن في محافظة السويداء، مشيراً إلى أن الجهات الحكومية جّهزت هذا المعبر الحدودي منذ نحو عام تقريباً بناء على توصية من جهاز الاستخبارات العسكرية.

وقال المصدر، الذي تحدث من دمشق لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء طالباً عدم ذكر اسمه، ان "هناك اعتقادا على نطاق واسع أن النظام قرر التخلي عن معبر نصيب لأنه بقي منعزلاً، ولا يمكن تأمين الحماية الكافية له، وطالب الأردن بنقل المعبر الحدودي إلى السويداء لكن ذلك لم يحصل لأسباب متعددة"، دون تقديم مزيد من الإيضاح.

وأضاف: "نقل النظام السوري الأمانة الجمركية من معبر نصيب الحدودي مع الأردن إلى معبر جديد تم تجهزه في منطقة الرويشد بريف السويداء، ونقل معدات وأجهزة للمعبر الجديد في نوفمبر الماضي، بتوصية من أجهزة الأمن السورية وخاصة جهاز الأمن العسكري الذي يدير محافظة السويداء، الذي أراده بديلاً جاهزاً في حال خسر النظام معبر نصيب، وهو ما حصل فعلاً"، وفق قوله.

نصف العالم

بدورها، اعترفت الأمم المتحدة، في تقرير للجنة من الخبراء الدوليين، بأن عدداً قياسياً من المقاتلين الأجانب من أكثر من نصف دول العالم ينضمون إلى المجموعات الإسلامية وتنظيم القاعدة في سورية والعراق وليبيا بوتيرة "أعلى منها في أي وقت مضى".

وأوضحت اللجنة أن أكثر من 25 ألف مقاتل من أكثر من 100 دولة يشاركون في نزاعات مسلحة، مشيرة إلى رصدها زيادة بنسبة 71 في المئة في عدد المقاتلين الأجانب في أنحاء العالم بين منتصف 2014 ومارس 2015، حيث أبلغت دول أوروبية وآسيوية عن زيادات كبيرة في أعداد هؤلاء المقاتلين.

وبينما يأتي أغلب هؤلاء من تونس والمغرب وفرنسا وروسيا، إلا أن اللجنة تحدثت عن تدفق جديد للجهاديين من المالديف وفنلندا وترينيداد وتوباغو إضافة إلى عدد من دول إفريقيا جنوب الصحراء.

(دمشق، نيويورك- أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top