«المشبوه»، آخر مشاريع تحويل الأفلام إلى مسلسلات، توقف العمل فيه بعد رفض فنانين كثر المشاركة فيه، لا سيما محمد إمام الذي رفض أداء دور  والده عادل إمام  في الفيلم، أحمد الفيشاوي الذي رفض أداء دور والده فاروق الفيشاوي، منة شلبي وهند صبري وعلا غانم اللواتي رفضن أداء دور سعاد حسني خشية مقارنتهن بها، ما جعل المخرج سمير سيف يتراجع عن إخراجه.

Ad

بدوره رفض مصطفى شعبان تحويل فيلم «الكيف» للمؤلف محمود أبو زيد إلى مسلسل، وكان يفترض أن يؤدي دور محمود عبدالعزيز، مع أن شعبان له تجربة سابقة في هذا السياق  في مسلسل «العار».

كذلك تراجع المنتج محمد السبكي عن تقديم مسلسل مقتبس من فيلم «شباب امرأة» (1956)، إخراج صلاح أبو سيف، سيناريو السيد بدير وحواره، بطولة: شكري سرحان وتحية كاريوكا وشادية، وكان الفيلم شارك في مهرجان «كان» وارتدت تحية كاريوكا في حفلة الافتتاح جلباباً بلدياً يعبر عن الفولكلور الشعبي المصري.

بعدما ظهر مشروعان لـ«شفيقة ومتولي» يحملان الفكرة نفسها، الأول للمخرج حسني صالح والآخر للمخرج محمد النقلي، توقف العمل في الاثنين بسبب هذا التضارب. كذلك توقف مشروع تحويل فيلم «إمبراطورية ميم» بطولة فاتن حمامة لأسباب إنتاجية، وكانت رشحت له أكثر من نجمة، و{الأرض» المقتبس من الفيلم الذي أخرجه يوسف شاهين عام 1970 وكان مرشحاً لبطولته جمال سليمان.

موهبة وابتكار

تعرب آيتن عامر عن سعادتها بمشاركتها في «الزوجة الثانية»، دراما مقتبسة  من فيلم قديم، لافتة إلى أن المسلسل نجح  وما زال يعرض على الشاشات لغاية الآن، مؤكدة أن الجمهور يقبل على هذه الأعمال.

تضيف: «حاولت الابتعاد عن الشخصية التي جسدتها سعاد حسني حتى لا تتم مقارنتي بها»، مشيرة إلى أن من الظلم مقارنة أي فنانة بالسندريلا، وأن المخرج خيري بشارة وقف إلى جانبها ووجه إليها ملاحظات لتبتعد عن الشخصية التي قدمت في الفيلم.

السيناريست مصطفى محرم الذي حوّل أكثر من فيلم إلى دراما تلفزيونية على غرار «رد قلبي» و{الباطنية» و{سمارة» يؤكد أن نجاح هذه المسلسلات يتوقف، في الأساس، على قدرة السيناريست على ابتكار شخصيات جديدة وأحداث توسع نطاق السيناريو والحوار بعيداً عن المط والتطويل، فضلا عن موهبة الفنانين الواجب ابتعادهم عن تقليد النجوم الذين أدوا بطولة العمل الأصلي، وقدرة المخرج على التحرر من أجواء الفيلم.

يضيف: «تحويل الأفلام القديمة الناجحة إلى مسلسلات تلفزيونية أمر مشروع ويحدث في العالم»، مشيراً إلى أن على كاتب سيناريو المسلسل جعل المعالجة الدرامية ملائمة للعصر الذي تقدم فيه، ليخرج العمل من بوتقة الفيلم القديم ولا يكون مجرد مسخ منه، موضحاً أنه إذا توافر هذا العنصر، بالتحديد، فسيحظى المسلسل بالنجاح المطلوب.

ملاءمة العصر

السيناريست طارق البدوي، مؤلف مسلسل «عمر المختار»، المقتبس من الفيلم الذي يحمل الاسم نفسه (بطولة أنتوني كويني وعبدالله غيث، إخراج مصطفى العقاد)، يوضح أن المشروع توقف بسبب أحداث الربيع العربي التي ضربت المنطقة العربية بأسرها، مشيراً إلى أن مجدي كامل استعد للمسلسل لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، وتوقف العمل حتى إشعار آخر، بعدما شعر المنتج الليبي بأن الوقت الحالي لا يصلح لتقديم مثل هذا العمل، لذا ألغى التعاقدات وينتظر استقرار الأمور السياسية لاستكمال المسلسل الذي يتناول كفاح البطل الليبي.

بدوره يرى الناقد الفني محمود قاسم أن تحويل كلاسيكيات السينما إلى مسلسلات أمر مألوف في الدول المتقدمة فنياً، خصوصاً أن هذه التجارب تكون جذابة لصانعي الدراما المصرية بسبب الأرضية الجماهيرية والإعلامية المتوافرة لها، قبل بدء عرضها، بالإضافة إلى شغف الجمهور برؤية الأبطال الجدد الذين سيحلون محل النجوم القدامى.

 يضيف: «تبقى السينما الجاذب الأكبر والأهم، خصوصاً أن الفيلم يكون مكثفاً في وقت قليل، بالإضافة إلى صعوبة حذف مشهد أو اختصار حوار، مقارنة بالمسلسل الذي  يمكن إلغاء نصف حلقاته ولا يتأثر بسبب المط والتطويل، مشيراً إلى أن ثلاثية نجيب محفوظ عندما حوّلت إلى مسلسل لم تكن بجودة الفيلم نفسه.