استهداف بعثات طرابلس... والنار تلتهم «السدرة»
ضبط أسلحة قادمة من تركيا إلى مصراتة... والحريات الصحافية تعيش أسوأ عام
انفجرت سيارة مفخخة أمس، أمام مبنى الإدارة العامة لحماية البعثات الدبلوماسية بوزارة الداخلية في العاصمة الليبية طرابلس، في وقت التهمت النيران خمسة خزانات نفطية في مرفأ السدرة النفطي بقذائف ميليشيا "فجر ليبيا".ونقلت وكالة الأنباء الليبية (وال) عن مدير الإدارة العقيد مبروك بوظهير قوله، إن مجهولين وضعوا سيارة مفخخة أمام مبنى البعثات الدبلوماسية وفجّروها عن بعد، ما تسبب بحدوث أضرار مادية، في وقت بدأت الأجهزة الأمنية البحث والتحري عن الجناة لتقديمهم للعدالة.
وأكد بوظهير أن هذا العمل "الإجرامي" هدفه زعزعة الأمن والاستقرار الذي تشهده العاصمة طرابلس، والنيل من عناصر الشرطة القائمين على أمن وحماية مقار البعثات الدبلوماسية.وفي بنغازي، قال علي الحاسي المتحدث باسم القوات الحكومية المرابطة في منطقة الهلال النفطي، أغنى مناطق البلاد بالنفط، إن "النيران امتدت أمس لتلتهم أربعة صهاريج نفطية، بعد أن اندلعت في أول صهريج الخميس الماضي جراء قذيفة صاروخية أطلقتها مليشيات فجر ليبيا من زورق بحري باتجاه المرفأ".وأكد محمد الحراري المتحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط "الحادث"، مطالباً بـ"تحييد مؤسسات النفط عن الصراع"، خصوصاً أن الصهاريج تحوي مخزونات نفطية كانت على وشك التصدير قبل اندلاع الأزمة.وقال شهود عيان، إن ألسنة اللهب والدخان الكثيف غطيا منطقتي السدرة وراس لانوف (130 كيلومتراً شرق سرت) بالكامل، ما ينذر بكارثة بيئية في حال عدم السيطرة على النيران التي قد تطال بقية صهاريج المرفأ، وتأتي عليه.ومنذ الهجوم الذي بدأته مليشيات فجر ليبيا في 13 ديسمبر الجاري على الهلال النفطي، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط حالة "القوة القاهرة" على مرفأي السدرة وراس لانوف، اللذين كانا يصدران نحو 300 ألف برميل يومياً. وأوقفت المؤسسة العمل في المرفأين، ما تسبب في تراجع إنتاج النفط إلى نحو 350 ألف برميل يومياً، مقابل 800 ألف برميل قبل اندلاع الأزمة.وأطلقت ميليشيات فجر ليبيا على عملية زحفها مطلع الأسبوع الماضي باتجاه "الهلال النفطي" اسم "عملية الشروق لتحرير الحقول النفطية" قائلة، إنها جاءت بتكليف من المؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته)، لكن قائدها طارق شنينة المصراتي قتل إثر غارة جوية عقب الهجوم.إلى ذلك، كشفت مصادر عسكرية ليبية لموقع "العربية.نت" عن ضبط باخرة كورية محملة بـ450 حاوية كانت في طريقها إلى ميناء مدينة مصراتة، قادمة من تركيا، مؤكدة اقتيادها إلى ميناء مدينة طبرق.على صعيد مواز، اعتبر مركز حقوقي ليبي معني بحرية الصحافة والإعلام أمس، أن سنة 2014 هي الأسوأ بالنسبة إلى وضع الحريات الصحافية والإعلامية في هذا البلد الذي شهد مقتل 8 صحافيين منذ يناير الماضي.وقال المركز الليبي لحرية الصحافة، في تقرير، إن "مؤشر الحريات الإعلامية تراجع خلال عام 2014 مقارنة بالأعوام الماضية، في ظل ارتفاع نسبة الانتهاكات، ما ينذر بخطوة وضع الحريات بعدما عاشت البلاد ذروتها إثر سقوط النظام السابق" في 2011.وأضاف المركز، أن "الانتهاكات وتصنيفها ودرجات خطورتها، تصدرتها مدينتا بنغازي وطرابلس تباعاً"، لافتاً إلى أن "الصحافيين في أكبر مدينتين في البلاد، يعيشون على وقع الاضطرابات والعنف المسلط ضدهم".وحمَّل "الجماعات المسلحة المتعددة الأيديولوجيات" المسؤولية الأولى عن أغلب الانتهاكات، لافتا إلى أنها على رأس القائمة السوداء التي تمارس التضييق والعنف ضد الوسائل الاعلامية والصحافية ولا تقبل بالتعددية في هذه المهنة".(طرابلس- أ ف ب، د ب أ)