الحريري يحضر الذكرى العاشرة لاغتيال والده
بعد أنباء عن نيته إلقاء كلمة عبر الشاشة في الذكرى العاشرة لاغتيال والده رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، فاجأ رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري مناصريه منتصف ليل الجمعة - السبت بوصوله إلى لبنان لحضور المناسبة وشارك شخصياً في الاحتفال الذي أقيم في مجمع البيال ببيروت.وحلت الذكرى العاشرة لاغتيال الحريري وسط تطورات مصيرية يجتازها لبنان سواء من حيث الواقع السياسي الذي يعاني أزمة الفراغ الرئاسي وإرباكات داخل الحكومة أو من حيث الواقع الأمني الذي تطبعه المواجهة مع الإرهاب ومشاركة بعض اللبنانيين في الحري داخل سورية.
وحلّت الذكرى هذا العام بينما تعيش "قوى 14 آذار" التي تشكلت عقب اغتيال الحريري أسوأ مرحلة سياسية لها، إذ أجبر مكونها السني المتمثل بـ "تيار المستقبل" على الدخول في حكومة ائتلافية مع "حزب الله" دون الحصول على أي تنازل من الحزب الذي بقي مشاركاً في الحرب السورية ورافضاً أي نقاش بشأن سلاحه.وأتبع "المستقبل" دخوله في الحكومة بحوار مع "حزب الله" أسفر حتى الآن عن إزالة شعارات وصور. وتزامناً مع إحياء في هذه الذكرى، اتخذت القوى الأمنية إجراءات مشددة في شوارع العاصمة المؤدية إلى الوسط التجاري والبيال، حيث قطعت طريق بشارة الخوري بالأسلاك الشائكة في الاتجاهين، والطريق المؤدية إلى زقاق البلاط والطرق التي تؤدي الى أسواق بيروت. وزار ضريح الحريري، رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ورئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط على رأس وفد ضم نجله تيمور والنائبين مروان حمادة وغازي العريضي، كما زار مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري الضريح ووضع عليه وروداً.كذلك وضِع إكليلان باسم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام. وأضيئت الشعلة في عين المريسة كتقليد سنوي في مكان الانفجار الذي أودى بحياة الرئيس الحريري.وأكد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، أن "الرئيس سعد الحريري أراد أن يكون مع اللبنانيين في الذكرى العاشرة لاغتيال والده"، مشيراً إلى أن "مجيئه اليوم (أمس) إلى لبنان يعني إيمانه بالبلد، وبأن يبقى الأمل موجوداً لدينا، وإيمانه بأن المستقبل في هذا البلد لايزال موجوداً كي نسير به على خطى الرئيس الشهيد".إلى ذلك، أكد منسّق الأمانة العامة لقوى"14 آذار" النائب السابق فارس سعيد أمس، أن "حضور الرئيس سعد الحريري إلى لبنان ضروري ونؤيده"، لافتاً الى أن "الجميع في 14 آذار يحمل أمانة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي سعى إلى وحدة لبنان من خلال علاقاته مع الجميع ودمه الذي سال منذ 10 سنوات لن يذهب هدراً".وقال: "منذ عشر سنوات حتى اليوم تغيرت المنطقة كلياً وعلينا أن نتوحّد حول حماية لبنان"، مضيفاً أن "هناك حرباً سنية شيعية مفتوحة وواضحة وموصوفة في المنطقة في اليمن وسورية والعراق ونحن في لبنان نسعى إلى تجنبها ونقوم بكشف السيارات المفخخة قبل أوانها، لذلك نقوم بكل ما يجب لكي نحمي أنفسنا".