تشرفت في الأيام القليلة الماضية، بأداء مناسك الحج، في المشاعر المقدسة بمكة المكرمة... وكعادة أي موسم حج، لابد من وجود الإيجابيات والسلبيات... غير أن الغلبة دائماً تكون للإيجابيات، هكذا عودتنا حكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة.

Ad

أبرز الإيجابيات تمثل في الأداء المتميز للأمن، في كل المناسك، والتعامل الأخوي الحضاري مع الجميع، مما ساهم بشكل كبير في تقديم عمل أمني متميز، من ناحية القيادة والسيطرة على زمام الأمور، رغم تجاوزات بعض الحجاج، التي تعامَل معها أفراد الأمن بمهنية عالية بطريقة "لا ضرر ولا ضرار"... لذا يستحق الأمن السعودي العلامة الكاملة، بل أكثر... إذ كان صمام أمان لجميع الحجاج.

ومن الإيجابيات الواضحة كذلك توسعة المسجد الحرام، فقد كان الطواف على أربعة أدوار، غير المعلق بنصف الصحن... ما أوجد انسيابية في حركة الحجاج، وساهم في تسهيل الطواف، وبالطبع لن أتحدث عن الجمرات، فقد تم حل مشكلتها.

أما السلبيات، فكان أهمها وأخطرها، بلاشك، ما يسمى بالافتراش، حيث افترش بعض الحجاج الطرقات في مزدلفة ومنى، وفي الطريق إلى الجمرات كان المفترشون يسببون زحاماً، ويساهمون في تعطيل مرور سيارات الخدمات من دوريات أمن وإسعاف وغيرهما.

ولذا لابد من إيجاد حلول واقعية لهذه المشكلة، إذ يعلم الجميع أن أولئك المفترشين، هم أو أغلبهم، حجاج غير نظاميين، أي بلا تصاريح... وهنا يجب أن يكون الحل إدارياً تنظيمياً، وأمنياً كذلك.

فمن الجانبين الإداري والتنظيمي، ينبغي النظر بجدية في ارتفاع أسعار حملات الحج، إذ باتت تلك الأسعار غير معقولة، وليس بإمكان كل شخص أن يوفرها، لذا من الممكن أن تصدر قرارات تنظم أسعار الحملات، لأن ارتفاعها ليس من المصلحة العامة في شيء، بل من شأنه أن يشجع الحج غير النظامي، وهو متوافر بكثرة، ولا أكون مجافياً للحقيقة إذا قلت إن عدد الحجاج غير النظاميين يتجاوز النظاميين.

أما عن الحل الأمني، فكان ينبغي وضع حواجز إضافية تحدد مسار الشارع، إذ بدا أن هناك صعوبة في السيطرة، وذلك على الأقل بفتح أربعة أمتار لتمكين السيارات من المرور، في حل سريع مؤقت كان كفيلاً بحل المشكلة... ريثما ينتهي الأمر.

وعموماً... لاشك أن الإيجابيات كانت أكثر بكثير من السلبيات وأنها غطت عليها، حيث كان موسماً ناجحاً، وأياماً لا تنسى.

وما يجعلني أهتم بكتابة هذه الكلمات، هو أهمية الحج، باعتباره الركن الخامس من أركان الإسلام، لمن استطاع إليه سبيلاً، لهذا أرى واجباً عليَّ كمسلم، التحدث عما واجهته ورأيته والكتابة عنه مشاركةً في الجهد العام لتسهيل أمور الحجاج، فعندما تبدو الانطباعات واضحة، وتصل إلى أصحاب القرار، قد يكون في ذلك خير للجميع... وقد تتبدل سلبيات هذا العام إلى إيجابيات في الموسم المقبل.

أسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه، وأن يحفظ بلادنا، وبلاد المسلمين جميعاً من الشرور والفتن.