غبتِ عن المسرح منذ قدمت {ربنا يخلي جمعة} (2005)، لماذا؟

Ad

تلقيت عروضاً مسرحية من القطاعين العام والخاص، لكن أدى الركود الذي يعانيه المسرح إلى ابتعادي عنه، إلى جانب أن ارتباطي به كان يشتتني ويجعلني غير قادرة على تقديم أعمال درامية، لذا فضلت الابتعاد لبعض الوقت.

ما الذي شجعك على العودة من خلال مسرحية {بابا جاب موز}؟

كونها مسرحية كوميدية خالية من السياسة والتراجيديا، يحتاج الجمهور، في هذا الوقت، إلى متابعة عمل خفيف يقدم له تسلية خلال ساعتين ونصف الساعة أو ثلاث ساعات، وينسى همومه والمشاكل التي مرت بها البلاد في السنوات الماضية.

 

وما دورك فيها؟

أجسد شخصية {نرجس}، امرأة شريرة وخفيفة الدم في آن، يقع زوجها (طلعت زكريا) في صراع مع أشقائه الثلاثة حول ميراث والدهم، ويكون لـ {نرجس} دور في ذلك.

برأيك، هل يجب أن يقدم المسرح أعمالاً كوميدية؟

على غرار السينما التي تتضمن أفلام مقاولات خفيفة وأفلاماً درامية ضخمة، يجب أن تكون ثمة مسرحيات درامية ثقيلة وأخرى كوميدية، وهذا أمر موجود منذ سنوات، ويفضل استمراره لأن تقديم أنواع متعددة من الفن يتيح للجمهور حرية الاختيار، ويصب في النهاية في صالح المسرح والمشاهد والفنان.

هل كنت ترغبين في أن تكون عودتك إلى المسرح كوميدية؟

أضع نفسي مكان الجمهور دائماً، ولأنني لم أشارك في سباق دراما رمضان لهذا العام، وكنت مشاهدة لها، وجدت أن جرعة الحزن المقدمة في المسلسلات كبيرة،  إلى جانب جرائم القتل والسرقة والخيانة، وبعد انتهائها شعرت بالحاجة إلى متابعة أعمال تضحكني. كذلك، تعب الجمهور من كثرة المواجع المعروضة فيها، ولا يرغب بعض الناس في مناقشة الأمور السياسية، لذا وافقت على {بابا جاب موز} لإخراج الجمهور من هذه الحالة.

هل لديك شروط للمشاركة في كوميديا مسرحية؟

بالطبع أهمها ألا تكون مبتذلة، وأن يتم تقديمها باحترام لأن أولادي سيحضرون مسرحيتي، كذلك أرفض التحدث بألفاظ خارجة، رغم أن الفترة الماضية شهدت إطلاق شتائم، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة وجوب تقديمها في أعمال درامية، بل تقديم لغة حوار للمشاهد، كذلك يجب أن تكون في ظل سياق مناسب.

وهل تتوقعين إقبال الجمهور على المسرح في الوقت الراهن؟

بالطبع، نحن شعب يحب الحياة، ويبحث عن وسائل ترفه عنه وتغير حالته المزاجية بأي شكل، بعدما استهلك شعوره وعقله مع السياسة بما يكفي، ثم لن تُعرض المسرحية يومياً بل ثلاثة أيام في الأسبوع، ما سيجعل الجمهور مشتاقاً لحضورها.

كيف ترين ندرة الأعمال المسرحية في الفترة الماضية؟

يمرّ المسرح راهناً بمرحلة إعادة تصحيح مساره مثل السينما، وبدا هذا واضحاً من خلال تقديم مجموعة من الأفلام في موسمي عيد الفطر والأضحى، ما يشكل عودة بشكل مختلف للسينما، كذلك الحال بالنسبة إلى المسرح من خلال التجارب التي قُدمت في الفترة الأخيرة.

برأيك... هل ترجع قلة هذه الأعمال إلى غياب النجوم عنها أم تراجع دور الدولة؟

بعد قيام ثورة 25 يناير كان ثمة تخوف من بعض المنتجين من ألا تحقق أعمالهم قبولا جماهيرياً، وهو ما سيتسبب في خسارة كبيرة لهم، وهذا بالطبع حقهم، لكننا نحتاج إلى مغامرة فنية لتحريك المياه الراكدة، وإعادة تنشيط المسرح. اقترح على الدولة أن تعيد عرض المسرحيات التي لم تشاهدها الأجيال السابقة، من خلال نجوم جدد عبر المسرح القومي.

ما سرّ غيابك عن دراما رمضان؟

لم أجد في العروض المقدمة إلي أي إضافة لما قدمته قبل الشهر الكريم بعامين في مسلسلات: {نقطة ضعف} مع جمال سليمان، {الصقر شاهين} مع تيم حسن، {خاتم سليمان} مع خالد الصاوي، وحققت أدواري فيها نجاحاً لا يمكنني التراجع عنه.

لكن تتسم خطواتك الفنية عموماً بأنها بطيئة.

أعترف بذلك، وهذا لا يعيبني لأنني أعمل بمنطق أن تقدمني أعمالي خطوة إلى الأمام، حتى إن تأخر الوقت، أفضل من أن تعيدني إلى الخلف، وهذا ما يفسر عدم مشاركتي في أعمال فنية لمجرد إثبات وجودي، إنما اقتناعي بقصة العمل وفريقه ودوري فيه أبرز ما يجعلني أوافق.

هل تختلف معايير اختيارك لأدوارك في الدراما عن المسرح؟

بالطبع، لأنني حققت نجاحاً في الدراما، وحينما أتلقى عروضاً لتقديم أعمال على شاشة التلفزيون أكون دقيقة جداً في خياراتي، إلى جانب أنني لا أشترط أن أكون البطلة الأولى فيه، بل أؤمن بالبطولة الجماعية والمشتركة، كذلك لا أهتم بمساحة الدور، إنما بمدى تأثيره في الأحداث، دائماً أضع نصب عيني الدور الذي، في حال حذف من الأحداث، لا يمكن اكتمال العمل، أي أن تكون شخصيتي في المسلسل محورية.

هل ستشاركين في السباق الدرامي في رمضان المقبل؟

أتمنى، لكنني حتى هذه اللحظة لم أستقر على عمل معين من بين العروض التي تلقيتها.