الضريبة... ومستشفى «العاشرة»!

نشر في 11-09-2014
آخر تحديث 11-09-2014 | 00:01
 عبدالمحسن جمعة مجموعة من المتخصصين في الاقتصاد ولغة الأرقام والمراكز المعنية بالشأن العام رأت في الأرقام التي حملها الحساب الختامي لميزانية الدولة 2014/2013 مؤشرات خطيرة على حالة الاقتصاد الكويتي وبداية عجز متنامٍ سيبدأ في خفض قيمة الفوائض المالية، والقضم منها بقيم تصاعدية، ما سيكون له أثر سلبي محسوس خلال السنوات القليلة المقبلة، وربما يكون أسرع من المتوقع لو تراجعت أسعار النفط بشكل مفاجئ.

طبعاً هذه المؤشرات تشكل قضية أمن وطني لأي دولة في العالم تستدعي التئام السلطتين التنفيذية والتشريعية لمواجهتها، وإن كانت السلطة الأولى (الحكومة) أكثر مسؤولية في هذا الشأن. وفي الكويت نعيش هاجس العجز وانهيار الميزانية بسبب اقتصادنا الأحادي الدخل منذ عقود، وهناك عدة اقتراحات للتعامل مع المشكلة المرتقبة والحد قدر الإمكان من تداعياتها، أهم تلك الاقتراحات وعنوانها هو الضريبة على الدخل التي تبدأ على أصحاب الدخول المرتفعة والمستفيدين بشكل أساسي من الثروة النفطية.

ولكن هناك مقاومة شديدة للضريبة من أصحاب القرار بشكل خفي، يُستخدَم صوت "العامة" في مقاومتها، وهم الذين لا يعون أن العدالة تستوجب تطبيق الضريبة تدريجياً، وبشكل خاص على قطاع الأعمال والتجارة ذي الإسهام الضعيف جداً في المساهمة في توظيف العمالة الوطنية ودعم خزينة الدولة وخدماتها المختلفة، ولذلك فإن تأجيل قرار فرض الضريبة على قطاع الأعمال وأصحاب الدخول المرتفعة لن يمنح الدولة أو مؤسساتها الدستورية (الحكومة ومجلس الأمة) المصداقية لإقناع الناس بإصلاحات اقتصادية حقيقية وإعادة تقييم أسعار خدماتها لرفعها طالما سيتساوى الملياردير مع صاحب أو صاحبة المساعدة الاجتماعية في سعر الكهرباء والماء ورسوم الخدمات.

نكرر هذه المطالب، وبشكل خاص البحث الجدي في قانون الضريبة على الدخل، فهي ليست عبثاً بل حاجة وطنية ماسة نرجو أن يتحمل رجال السلطتين المسؤولية الوطنية لإنجازها، وينحّوا أية هواجس شخصية من أجل إقرار قانونها، فقضية رزقنا ورزق الأجيال القادمة غير قابلة للتسويف والحسابات الذاتية، فالأيام تمضي والمخاطر ربما تتزايد، فابدأوا الموسم البرلماني الجديد بجدية في بحث كل الحلول المقترحة لتنويع الدخل وتعظيم موارد الخزانة العامة.

***

نبارك لأهالي محافظة الفروانية الأعزاء توقيع عقد مستشفى الفروانية الجديد، ونتمنى أن يُنجَز كما هو مخطط له بدون المعوقات المعتادة لمشاريعنا، وألا تنتقل إليه عدوى قرينه مستشفى جابر الأحمد الذي تأخر تسليمه وافتتاحه سنواتٍ، ولكننا في هذه المناسبة نكرر مطالب أهالي المنطقة العاشرة، أي محافظتي مبارك الكبير والأحمدي، الذين يعانون منذ سنوات بسبب اعتماد الألوف منهم على مستشفى وحيد هو مستشفى العدان، أفلم يحن الوقت لبناء مستشفى آخر في محافظة مبارك الكبير لخدمة أهالي المنطقة؟!

back to top