أكدت منظمة الصحة العالمية (وفقاً لأرقام وبيانات وإحصاءات وزارة الصحة) أن الكويت ليس بها استراتيجية للحد من النظام الغذائي غير الصحي أو تعزيز النظم الغذائية الصحية.

Ad

كشف تقرير حديث أصدرته منظمة الصحة العالمية أن الأمراض المزمنة غير المعدية في الكويت تسببت في 73% من الوفيات خلال العام الجاري.

وقال التقرير إن إجمالي الوفيات خلال الفترة من أول يناير 2014 حتى نهاية يوليو الماضي بلغ 6100 حالة وفاة بسبب تلك الأمراض التي تشمل أمراض القلب والسرطان والسكري والأمراض التنفسية المزمنة.

وأكد التقرير الذي حصلت «الجريدة» على نسخة منه أن الكويت تفتقر الى وجود خطة وطنية متعددة القطاعات والسياسات والاستراتيجيات لمجابهة والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية. وأشار التقرير إلى أن وزارة الصحة ليس بها استراتيجية للحد من استخدام الكحول على نحو ضار، كما لا يوجد لديها سياسة أو استراتيجية أو خطة عمل للحد من الخمول البدني أو تعزيز النشاط البدني.

وأضاف التقرير أن الكويت ليس بها كذلك استراتيجية للحد من عبء تعاطي التبغ ولا استراتيجية للحد من النظام الغذائي غير الصحي أو تعزيز النظم الغذائية الصحية، إلى جانب عدم وجود مبادئ توجيهية وطنية أو بروتوكولات أو معايير قائمة على الأدلة لإدارة الأمراض غير المعدية الرئيسية من خلال نهج الرعاية الصحية الأولية، كما أن الوزارة ليس بها نظام لمراقبة ورصد الأمراض المزمنة غير المعدية.

وفيات

وجاء في التقرير أن الوزارة يوجد بها إدارة للتصدي ومكافحة تلك الأمراض، والحقيقة أن هذه الإدارة ما زالت حبرا على ورق ولم تتم الموافقة عليها رسميا من ديوان الخدمة المدنية، وأشار التقرير إلى أن الكويت لديها سجل وطني للسرطان.

وأكد التقرير أن أمراض القلب والأوعية الدموية تتسبب في 41% من الوفيات في الكويت، فيما يتسبب مرض السرطان في 14% من الوفيات ومرض السكري في 4% من إجمالي الوفيات في دولة الكويت.

وأشار التقرير إلى أن احتمال الوفاة بين سن 30 و70 سنة بسبب الأمراض غير المعدية الرئيسية 12%، لافتا إلى أن نسبة السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و70 سنة هي 45.8%.

وأكد تقرير منظمة الصحة العالمية أن عدد سكان الكويت من مواطنين ومقيمين 3 ملايين و250 ألف نسمة، مشيرا إلى أن التقرير يعطي نظرة عامة عن التقدم المحرز في إطار التصدي للأمراض المزمنة غير المعدية حول العالم، ويقدم لمحة عامة عن وضع تلك الأمراض ومساعي الحكومات في 194 بلدا للتصدي لتلك الأمراض. وأوضح التقرير أن نصف دول العالم لديها خطة وميزانية لمعالجة هذه الأمراض، وأن الإصابة بتلك الأمراض تضاعفت في عدد من البلدان منذ عام 2010، ورصدت منظمة الصحة العالمية عوامل الخطر الرئيسية لتلك الأمراض وهي تعاطي التبغ والنظام الغذائي غير الصحي والخمول البدني وتعاطي الكحول على نحو ضار.

تحديات

بدورها، وتعليقا على هذا التقرير قالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية د. مارغريت تشان: «لا أرى أي نقص في الالتزام، أرى عدم القدرة على التصرف، وخاصة في العالم النامي».

وأضافت تشان أن «أحدث البيانات المتوفرة لدينا تشير إلى أن 85% من الوفيات المبكرة بسبب الأمراض المزمنة غير المعدية تحدث في البلدان النامية، والتحديات التي تطرحها هذه الأمراض هائلة».

ويشير التقرير إلى أن 38 مليون شخص (28 مليونا في البلدان النامية) يموتون بسبب الأمراض غير المعدية سنويا، (16 مليونا منهم يموتون قبل الأوان أي قبل سن الـ70). وأوضح التقرير أن عدد الوفيات بسبب الأمراض غير السارية زاد في جميع أنحاء العالم منذ عام 2000.

وأضاف التقرير أن أكثر من 190 حكومة حول العالم اتفقت على وضع خطة عمل عالمية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لوقف هذا الوباء والحد من الوفيات المبكرة الناجمة عن تلك الأمراض بنسبة 25% بحلول عام 2025. كما أن زعماء العالم اجتمعوا في الأمم المتحدة في نيويورك لاستعراض التقدم المحرز في السنوات الأخيرة ومناقشة كيفية تكثيف الإجراءات للحد من عبء الأمراض غير المعدية. كما أنه خلال جمعية الصحة العالمية في عام 2013، أقرت 194 دولة الأعضاء في المنظمة «خطة العمل العالمية لمنظمة الصحة العالمية لتوقي ومكافحة الأمراض غير المعدية من 2013-2020».

... وتثمِّن تبرع الكويت بـ 5 ملايين دولار لمكافحة «إيبولا»

أعربت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، د. مارغريت تشان، في جنيف عن بالغ امتنانها لتبرع دولة الكويت بمبلغ خمسة ملايين دولار لتمكين المنظمة من التعامل مع أزمة انتشار فيروس إيبولا.

وقالت تشان في تصريح لـ»كونا» عقب تسلّمها شيكا مصرفيا بالمبلغ من مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، السفير جمال الغنيم، «إن الكويت بهذا التبرع تعطي مثالا حيا حول مفهوم التضامن الإنساني والتفاعل الإيجابي مع الأزمات الطارئة والملحة».

وشددت على أن التبرع الكويتي الأول من نوعه الذي تتسلمه المنظمة من دولة عربية للمساهمة في مواجهة انتشار فيروس إيبولا يأتي في وقت مناسب تماما مع التداعيات التي تشهدها دول غرب إفريقيا والحاجة الملحة لكل مساهمة يمكن أن تدعم الجهود التي تقوم بها المنظمة في التعامل مع الأزمة.

وأكدت أن مساهمات الكويت للمنظمة حاضرة دائما في أوقات الأزمات أينما وقعت، وهذا يعكس مدى سعة الأفق ورحابة صدر الكويت في التعامل مع الكوارث الصحية التي تشهدها مختلف مناطق العالم، سواء في دول المنطقة أو حتى البعيدة عنها، مثلما يحدث الآن مع التبرع لعلاج مشكلة وبائية في غرب أفريقيا.

من جانبه، أكد السفير الغنيم لـ»كونا» «أهمية هذا التبرع الذي يأتي بتوجيهات سامية من سمو أمير البلاد، وينسجم مع الدور الإنساني الذي تقوم به الكويت في التعامل مع منظمات الأمم المتحدة المعنية بالشأن الإنساني».

كما لفت الغنيم الى «اهتمام سمو الأمير بالشأن الإفريقي، نظرا للعلاقات المتميزة بين الكويت والدول الإفريقية الصديقة، فضلا عن ترؤس الكويت هذا العام القمة الإفريقية - العربية»، مشيرا الى أن العلاقات بين الكويت ومنظمة الصحة العالمية متميزة، وهناك توافق في الآراء حول التعامل مع الأزمات الصحية الملحة التي تعالجها المنظمة وتساهم الكويت فيها.

وأوضح أن د. تشان قدمت شرحا وافيا للنواحي التي سيتم فيها إنفاق هذه المنحة الكويتية للتعامل مع كارثة «إيبولا». وأضاف أنه استعرض معها أيضا نتائج المساهمة الكويتية للتعامل مع اللاجئين السوريين، ونجاح الدعم الكويتي في تدشين حملة لمكافحة انتشار مرض شلل الأطفال بين اللاجئين السوريين.

وكانت الأمم المتحدة قد سمّت دولة الكويت «مركزا إنسانيا عالميا» وأطلقت لقب «قائد إنساني» على سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، حيث من المنتظر تكريم دولة الكويت ممثلة بسموه في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، في التاسع من سبتمبر المقبل، تقديرا لدورها الإنساني.