في خطوة تعكس توازن القوى الدقيق السائد في العراق الذي شُكلت حكومة حيدر العبادي على أساسه، أجرى الأخير سلسلة اتصالات أمس بزعماء دول إقليمية، وشدد على ضرورة إبعاد العراق عن أي استقطاب إقليمي.
في إطار تحرك دبلوماسي موسع، أجرى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اتصالاً بالرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، غداة اتصاله بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو.وأكد العبادي في بيان أمس، أن "العراق يرحب ويثمن وقوف الدول الجارة والصديقة، منها إيران والتحالف الدولي معه في حربه العادلة، ضمن احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه، وبعيداً عن الاستقطابات الدولية أو الإقليمية".وفي أكبر إشارة على تحسن العلاقات بين بغداد والرياض، قال مكتب العبادي، إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وجّه الدعوة إلى العبادي لزيارة الرياض، خلال اتصال هاتفي بينهما أمس الأول.وقال بيان صادر عن مكتب العبادي، إن الأخير أبلغ الملك سلمان بأن "الانتصارات على تنظيم داعش الإرهابي تحققت بمشاركة أبناء الشعب العراقي كافة".كما أكد العبادي لنظيره التركي أحمد داود أوغلو، أن من يحارب تنظيم "داعش" الآن هو الشعب العراقي، ولا يوجد مقاتلون أجانب على الأراضي العراقية، مضيفاً أن "الحرب التي يخوضها العراق ضد الإرهابيين يقودها العراقيون أنفسهم، وبمقاتلين عراقيين".وشدد العبادي على "عدم وجود أي مقاتل على الأرض غير عراقي، إنما يوجد مستشارون لعدد من الدول، ليس أكثر". في السياق، اعتبر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أن هناك فتنة بالمنطقة "نعمل على تجاوزها بتكاتفنا"، مشيداً بالانتصارات المتحققة ضد تنظيم "داعش"، وذلك خلال اتصال تلقاه من العبادي.الحكيم والأردنفي الأثناء، أكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم خلال زيارته للأردن، أن "خطر تنظيم داعش، لم يعد يقتصر على العراق، بل امتد إلى المنطقة والعالم"، مضيفاً أن الأردن يقع ضمن خريطة الدول التي يريد "داعش" السيطرة عليها.وشدد الحكيم في لقاء بعمّان مع الجالية العراقية في الأردن مساء أمس الأول، حول ما يتم تداوله بشأن ميليشيات طائفية تستهدف مكوناً بعينه أو تسيء له في العراق على أنها "لا تعمل في إطار الدولة"، نافياً أن "تكون قوى الحشد الشعبي محسوبة على تلك الميليشيات".وقال الحكيم، إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني "لا يقود المعارك على الأرض في العراق، إنما يعمل مستشاراً عسكرياً للعراق". وصنف الحكيم حل المشكلة الأمنية التي يواجهها العراق، ضمن أربعة مسارات تشمل "حلولاً عسكرية وتنموية واجتماعية وسياسية، يتم من خلالها القضاء عسكرياً على داعش، وإطلاق مصالحة وطنية، وإعادة بناء البنية الاجتماعية المتصدعة، وإعادة المهجرين إلى مناطقهم". وأشارت تقارير أمس، إلى أن زعيم التيار الصدري رجل الدين مقتدى الصدر يستعد لزيارة عمان.علاويإلى ذلك، كشفت "القائمة الوطنية" أمس، أن نائب رئيس الجمهورية أياد علاوي لم يتسلم ملف المصالحة الوطنية بشكل رسمي، مضيفة أن الحكومة علقت العمل بالأموال المرصدة للملف بعد تخفيض النفقات في موازنة 2015.وقال القيادي في القائمة النائب عدنان الدنبوس، إن "هناك قوى سياسية تعمل على الحؤول دون تسلم أياد علاوي هذا الملف، لدواعٍ سياسية وغيرها من الأمور"، مبيناً أن "نائب رئيس الجمهورية لم يتسلم بشكل رسمي ملف المصالحة الوطنية، لعدم وجود أموال التخصيصات المالية للمصالحة".وأضاف الدنبوس، أن "هذا الملف مازال عالق التطبيق الفعلي، لعدم تخصيص أي موارد المالية له"، مشيراً إلى أن "الحكومة عملت على تجميد العمل بالفقرات التي أضافها مجلس النواب على الموازنة المالية لعام 2015، ومنها الأموال المخصصة للمصالحة".وأكد أن "علاوي يعمل بالهمة العالية نفسها لغرض لملمة شمل الشعب العراقي"، لافتاً إلى أن "تفعيل ملف المصالحة يتطلب تفعيلاً قانونياً وتشريع قوانين منها العفو العام والمساءلة والعدالة".معصوم والصينفي غضون ذلك، أعرب الرئيس العراقي فؤاد معصوم أمس، خلال استقباله في قصر السلام ببغداد مستشار الدولة في جمهورية الصين الشعبية يانغ جيشي والوفد المرافق له عن أمله في "تعزيز التعاون بين الصين والعراق في جميع المجالات"، مؤكداً ضرورة أن "يتقدم التعاون في المجال العسكري والمعلوماتي في إطار الحرب على داعش والإرهاب".(بغداد ــــــ أ ف ب، رويترز، كونا)
دوليات
العبادي لطهران و«الائتلاف»: أبعدوا العراق عن «الاستقطابات»
24-03-2015