أجرى العبادي، أمس، مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين في طهران، لبحث الحرب على "داعش"، في حين تواصلت التفجيرات الانتحارية، حيث انفجرت أمس 8 سيارات مفخخة في بغداد وكربلاء.

Ad

التقى رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، فور وصوله إلى العاصمة الإيرانية طهران أمس، الرئيس الإيراني حسن روحاني، وبحث معه مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية".

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد لقائه العبادي إن طهران «دعمت منذ البداية الشعب والجيش العراقي في محاربة الجماعات الإرهابية، وستبقي حتى النهاية الي جانب الشعب العراقي، ولن تدخر أي جهد لمساعدة الحكومة العراقية».

وأشار الى أن «الإرهاب يشكل معضلة كبيرة تواجه جميع دول المنطقة، وأن إيران تعتقد أن القوات العسكرية والشعبية العراقية يجب أن تتحمل المسؤولية الرئيسية في محاربة التنظيمات الإرهابية».

وأضاف روحاني أن «قضايا المنطقة مشتركة ومرتبطة بعضها بالبعض الآخر وأن سورية أصبحت ساحة للإرهابيين، لذا فإن على دول المنطقة أن تتحد لمواجهة الإرهاب».

من جانبه، تحدث العبادي عن التحديات الخطيرة التي تهدد العراق من قبل الجماعات الإرهابية، قائلا إن "هذه الجماعات تحاول تدمير الإنجازات التي حققها الشعب العراقي في المرحلة الجديدة، وخلال السنوات الـ11 الماضية"، مؤكدا أن "الإرهاب الذي ينشط حاليا في العراق لا يشكل تهديدا للعراق فحسب بل لكل المنطقة، وأن الجماعات الإرهابية تحاول إشعال فتيل الحرب الطائفية بين الشيعة والسنة".

كما أكد "إصرار العراق على وأد الفتنة الطائفية"، لافتا إلى أن "الموضوع الأساسي حاليا في العراق هو التصدي لخطر الإرهاب الذي ينبغي للجميع أن يتوحد لمواجهته".

خامنئي

من ناحيته، قال قائد الثورة الإيرانية علي خامنئي بعد لقاء العبادي، إن «العراق حكومة وشعبا، ولاسيما شباب هذا البلد، لديهم القدرة على دحر الإرهابيين وإقرار الأمن ولا حاجة إلى الوجود الأجنبي في البلاد».

وتابع: «الوضع الراهن للمنطقة ومنها العراق هو إفراز للسياسات اللامسؤولة للقوى الأجنبية وبعض دول المنطقة في سورية»، مضيفا: «إننا نقف الى جانبكم، وسندافع عن حكومتكم بجد، كما دافعنا عن الحكومة السابقة».

عبداللهيان

وكان مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبداللهيان، قال أمس إن "محاربة الإرهاب بحاجة إلى إرادة دولية"، مضيفا أن طهران "تعتبر أن مكانتها أرفع من الدخول في تحالف فاشل".

ووصف عبداللهيان، الائتلاف الدولي ضد "داعش" بأنه "استعراضي"، مضيفا أن "الإجراءات المتخذة من جانب هذا التحالف لم تؤثر في أوضاع داعش، بل إنها أفضت أيضا إلى تصعيد التطرف".

وزير الدفاع

على صعيد آخر، تعهّد وزير الدفاع العراقي الجديد، خالد العبيدي، أمس، بالتحقيق في تراجع الجيش العراقي أمام هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية" ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، مبديا عزمه على "تحرير" المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف.

وقال العبيدي في خطابه الأول بعد تعيينه في منصبه: "سنحقق بعمق وصدق لمعرفة أسباب كل التداعيات السابقة، ونقلها بوضوح وشفافية أمام الرأي العام ليأخذ كل ذي حق حقه".

وأضاف في كلمة بثتها قناة "العراقية" الرسمية: "لن نتردد في محاسبة من ثبتت اساءته أو تقصيره في أداء مهام واجباته المهنية، أو تلطخت يداه أو استهان بدماء العراقيين من الأبرياء، أو من لم يتحمل مسؤولية"، مشددا "لن نتوانى عن ضرب الفساد والمفسدين، وسنعمل بعون الله على بناء مؤسسة عسكرية مهنية وفق العقيدة الوطنية"، وأكد العبيدي أن "شعارنا من الآن أن نحارب الفساد والإرهاب في وقت واحد، لأنهما وجهان لعملة واحدة"، كاشفا عن عزمه "تحرير المحافظات المنكوبة واستعادة وتحرير كل شبر غال علينا من أرض الوطن وطأته ودنسته حثالات التكفير والإرهاب".

ودعا العراقيين الى نبذ "الشائعات المغرضة التي تفرق أبناء العائلة الواحدة والعشيرة والمدينة، بأنه جيش طائفة على حساب طائفة أخرى"، في إشارة الى بعض الانتقادات السنية للجيش بأنه تابع للحكومة التي يرأسها شيعي.

وزير الداخلية

من جانبه، أكد وزير الداخلية العراقي الجديد، محمد سالم الغبان، أن الوزارة قدمت أكثر من 60 الفا بين قتيل وجريح خلال حربها على الإرهاب في السنوات العشر الماضية.

وقال الغبان لصحيفة "الصباح" العراقية الرسمية في عددها الصادر أمس، إنه سيضع في سلّم أولوياته الأمنية لفرض استقرار البلاد خطة لتوسيع دائرة التعاون الاستخباري مع دول الجوار.

وكشف خلال عملية تسلّمه الحقيبة الوزارية، عن" خطة لإشراك الإعلام الوطني في مواجهة الإرهاب الإعلامي ومكافحة الفساد العام من خلال تفعيل دور الأجهزة الرقابية في الوزارة"، موضحا أن "التحديات المصيرية في البلاد تحتاج الى تعاون استخباري إقليمي لتجفيف منابع الإرهاب ومنع تدفق الإرهابيين من خارج الحدود".

وأكد أهمية توثيق العلاقات الأمنية إقليميا ودوليا، مشيرا الى "أهمية دعم الأمم المتحدة والدول الكبرى لجهود قواتنا الأمنية في تصديها للإرهاب".

وقال إن "الحرب القائمة بين الشعب العراقي بمختلف طوائفه وبين الإرهاب المدعوم دوليا جزء كبير منها حرب إعلامية ونفسية تشنها قوى الظلام والطامعون في تقسيم البلاد، ما يتطلب الاستعانة والتعاون مع الإعلام الوطني لتنسيق الجهود لدحر الإرهاب"، لافتا إلى أن "الوزارة ستبدأ مرحلة جديدة من خلال وضع الخطط الاستراتيجية لتأخذ دورها الحقيقي في فرض الأمن ومكافحة الإرهاب ومعالجة الفساد العام ضمن البرنامج الوزاري للحكومة وتوفير الاستقرار والأمن في عموم البلاد، وخاصة العاصمة بغداد".

وشدد على "أهمية مكافحة ظاهرة الفساد المالي والإداري بالوزارة، لأنها تشكل خطرا كبيرا على الأمن، الأمر الذي يتطلب دعم الأجهزة الرقابية والتفتيشية بالوزارة".

وأكد أن "الأمن مسألة تضامنية بين مكونات الشعب العراقي كافة"، موضحا أن "هناك إجراءات أمنية سيكون لها دور كبير في حفظ الأمن بالمحافظات والعاصمة بغداد".

سلسلة تفجيرات

الى ذلك، قالت الشرطة العراقية إن ثلاثة انفجارات بسيارات مفخخة وقعت أمس، استهدفت مطاعم في أنحاء بغداد، ما أسفر عن سقوط 24 قتيلا وجرح أكثر من 37 آخرين.

وفي محافظة كربلاء، انفجرت 5 سيارات مفخخة، أمس، أدت إلى مقتل أكثر من 10 أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 15 آخرين.  

(طهران ـ أ ف ب، رويترز،

د ب أ)