ساد الصمت أمس شركات الطيران والمطارات، دقيقة واحدة، حداداً على أرواح ضحايا طائرة "جيرمان وينغز" الألمانية التي تحطمت فوق جبال الألب الفرنسية المنكوبة، في حين أعلن رئيس شركة لوفتهانزا الألمانية للطيران كارستن سبور أمس أن الطائرة التي كان على متنها 150 شخصا قتلوا جميعا، لم يكن عليها أي مأخذ فني، معتبرا أن الحادث، الذي أثار صدمة هائلة في أوروبا والعالم، لا يمكن تفسيره.

Ad

ووصل أحد الصندوقين الأسودين للطائرة من جبال الألب إلى باريس لتحليل البيانات بالرغم من إصابته بأضرار في وقت استؤنفت عملية ضخمة وخطيرة بحثا عن جثث الضحايا في منطقة وعرة يصل ارتفاعها إلى 1500 متر.

وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أمس، إنه "يجب دراسة كل الاحتمالات لمعرفة سبب الحادث"، لكنه أشار إلى أن "احتمال التعرض لهجوم إرهابي ليس مرجحا".

من جهته، ذكر الطيار خافيير روي أن انتشال أشلاء الضحايا من موقع التحطم لا يمثل أولوية للبحث والإنقاذ، مضيفا أنه من الآن فصاعدا سيركز عمال البحث على انتشال صندوق أسود آخر وتأمين المنطقة.

ووصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي أمس الى موقع الكارثة، حيث ينتشر أكثر من 300 دركي ومئة من رجال الإطفاء.

ومعظم ضحايا هذه الكارثة الجوية التي تعتبر الأسوأ في فرنسا منذ أكثر من ثلاثين عاما هم ألمان وإسبان.

وقال المدعي العام لمرسيليا المكلف الملف انه سيتم ارسال "عشرة اطباء شرعيين وثلاثة علماء انتروبولوجيا" الى الموقع للتعرف الى الضحايا بواسطة عينات من الحمض الريبي.

وأوضحت الشركة أن الطيار كان لديه خبرة لأكثر من عشر سنوات، وأكثر من ستة آلاف ساعة في الجو، والطائرة كان عمرها 25 سنة، وخضعت لكشف عام في صيف 2013.

وكانت تقارير اشارت الى أن الطيار قد يكون انتحر.

وقالت السلطات الفرنسية أمس، إن ضحايا حادث تحطم الطائرة جاؤوا من حوالي 15 بلداً. والعدد الأكبر للضحايا هم ألمان (72) ثم الإسبان (على الأقل 49).

وهناك 16 فتى ومدرساً من الضحايا الألمان، يتحدرون من هالترن (شمال غرب ألمانيا)، علاوة على رضيعين ألمانيين واثنين من مغني أوبرا دوسلدورف أرليغ بيراك (54 عاماً) وماريا رادنر (33 عاماً) العائدين من عرض لأوبرا ريتشارد فاغنر "سيغفريد" في العاصمة الكاتالونية.

ومن بين الضحايا المؤكدين 3 بريطانيين و 3 من كازاخستان وقتيلان من الأرجنتين وأستراليان وأميركيان وإيرانيان ويابانيان وفنزويليان، إلى جانب قتيل واحد من كل من بلجيكا وكولومبيا والدنمارك وإسرائيل إلى جانب قتلى من المغرب والمكسيك.

(باريس - أ ف ب، د ب أ، رويترز)