احتفل آلاف من القاطنين على الحدود بين بنغلادش والهند اليوم الأحد بالاتفاق التاريخي الذي سيسمح لهم باختيار جنسيتهم بعد عقود من بقائهم بلا وطن.

Ad

ولوح القرويون الفقراء الذين يعيشون في الجيوب الحدودية بأعلام بنغلادش، وملأوا الشوارع بالمسيرات وهم يمسحون دموع الفرح بعد المصادقة على الاتفاق الذي يغطي أجزاء من الحدود على طول الجانب الشرقي للهند.

وقال معين الحق الذي يعيش في أحد الجيوب الهندية داخل الأراضي البنغلادشية "لم أحلم أبداً أنني سأعيش لأرى نفسي مواطناً في أي بلد".

وأضاف عبر الهاتف "لقد ذقت أخيراً طعم الحرية بعد 68 عاماً"، وغرق في البكاء بعدما انضم إلى "مسيرة النصر" مع أكثر من ألف شخص من جيب بوشبيشاي-بيتوكوتي.

من جهته، قال الأمين العام لجمعية للجيوب غلام مصطفى أن احتفالات مماثلة جرت في أماكن أخرى.

وأضاف مصطفى "كلنا أصبحنا الآن مواطنين بنغلادشيين، لقد انتهت آلامنا وولت عقود اليأس، لقد تحررنا ويمكننا الآن الحصول على حقوق المواطنة، وسوف يصبح في مناطقنا مدارس وعيادات ومكاتب حكومية".

ووقع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الاتفاق مع نظيرته شيخة حسينة خلال حفل السبت، مسلطاً الضوء على زيارته التى استغرقت يومين إلى أقرب حليف للهند.

إلا أن الاتفاق حول هذه الجيوب الـ 162 وغالبيتها مناطق للبلدين في كل منهما نتيجة اتفاقات على ملكية الأراضي قام بها أمراء محليون منذ قرون كان صعباً في العقود الماضية.

ويقدر عدد سكان هذه الجيوب بخمسين ألف شخص وهم يعانون من نقص في الخدمات الأساسية مثل المدارس والعيادات الطبية بسبب عدم ارتباطهم بحكوماتهم.

وبموجب الاتفاق ستتبادل الدولتان أراضٍ بحيث يتم تسليم 111 جيباً إلى بنغلادش و55 إلى الهند.

وسيتاح للسكان في الجيوب الاختيار بين العيش في الهند أو بنغلادش مع إمكان حصولهم على الجنسية التي يختارونها في الأراضي الجديدة.

ووافقت بنغلادش على الاتفاق منذ العام 1974، إلا أن البرلمان الهندي لم يقره سوى الشهر الماضي مما مهد الطريق أمام توقيع الاتفاق السبت بين مودي ونظيرته شيخة حسينة.

ووقع مودي وحسينة سلسلة من الاتفاقات الأخرى، بما في ذلك بناء محطات توليد الكهرباء التي تحتاجها بنغلادش بشدة، بينما أعلنت الهند قروضاً بقيمة ملياري دولار لبنغلادش بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين.

وكان متوقعاً أن يلتقي مودي في وقت لاحق الأحد زعيمة المعارضة المحاصرة خالدة ضياء قبل اختتام زيارته الأولى إلى بنغلادش منذ انتخابه في مايو من العام الماضي.

واستبعد مسؤولون هنود أن يقوم مودي بوساطة بين حسينة وضياء، إلا أنهم أشاروا إلى أنه سيحض ضياء على وضع حد للهجمات التي تستهدف الحكومة.

وقُتِلَ العديد من الأشخاص بهجمات بعبوات ناسف استهدفت عربات منذ دعت ضيا إلى مقاطعة وسائل النقل في مطلع العام الحالي.

وامتنعت الهند عن توجيه انتقادات لإعادة انتخاب حسينة في يناير 2014 في اقتراع قاطعته المعارضة واعتبره الغرب "فاقداً للمصداقية".