شهدت القاهرة تظاهرة تشكيلية حضر فيها إبداع الشباب، تمثلت في معارض {حوارات الصمت} للفنان مجدي الكفراوي، و«القرين} للفنان د. نبيل متولي، و«بقايا كائنات} للفنان كريم حلمي، وتناغمت بين التعبيرية والرمزية والتجريد.

Ad

ضمَّ معرض {حوارات الصمت} للفنان مجدي الكفراوي في متحف الفن الحديث بدار الأوبرا، مجموعة من اللوحات المعبرة عن الروح المصرية، وتنويعات لونية في الوجوه والأماكن. معرض الكفراوي الثالث عشر يتميز بفضاء تعبيري بلا ضفاف، واستحضار أكثر من مدرسة فنية، وارتحالات باللون وحركية العناصر، والتجريب في تشكيل ملامح الوجوه وتناغمها مع خصوصية المكان، وسطوع روح مميزة للوحات، ظلت واضحة في معارضه السابقة، وتتجلى أكثر في معرضه الأخير.

لفت الفنان الكبير عصمت داوستاشي إلى أن وجوه الكفراوي، تتسم بحس تعبيري يتجه ببطء إلى التجريد، ولعل هذه المعالجة ستبلور مرحلته المقبلة، وتخلصه من الزخرفية الشعبية، والحاضرة  في معارضه السابقة، وسيكون {حوارات الصمت} مدخلاً إلى مرحلة جديدة {التعبيرية التجريدية}. كذلك أكد رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية د. أحمد عبدالغني أن لوحات الكفراوي، تحمل حساً تعبيرياً وفنياً متميزاً، ورغم تنوع مواضيعها الفنية، فإننا نلاحظ طغيان عالم المرأة، و{استطاع الفنان من خلال لغة الوجه تقديم معالجات فنية ولونية أظهرت دراية واسعة بالدلالات اللونية، وتجسيد فلسفة خاصة تجاه العالم}.

كذلك وصف الفنان عادل ثابت أعمال مجدي الكفراوي بأنها تتنقل بين روافد عدة، وتطمح إلى تشكيل عالم متفرد، وتوحي ريشته بتمكن في استخدام اللون الأحمر بدرجاته، وتتنوع بين رسم الفلاح والحصان والزهور والأشخاص بسكين الباليت، إضافة إلى كثير من وجوه المرأة المصرية.

من جانبه قال الفنان مجدي الكفراوي: {علاقتي بالصمت بدأت منذ الطفولة وتعمقت أكثر وأكثر، صار يشير إلى ذاته في الوجوه التي تجاورني في الحياة، حتى عندما كان الصخب يملأ الشوارع من حولي، صارت الوجوه كشاكيل تروى حيوات وتجارب، وكائنات الصمت تسرح في خلفيات المشاهد كافة}.

ارتقاء الروح

في سياق متصل، افتتح د. أحمد عبدالغني معرض {القرين} للفنان د. نبيل متولي، في مركز كرمة بن هانئ الثقافي في متحف أحمد شوقي، وضم المعرض 35 لوحة تتنوع بين الرسم بالرصاص والألوان، بحضور نقاد وفنانين وجمهور من محبي الفنون الجميلة.

عن فكرة معرضه، قال الفنان نبيل متولي: يظل الاتجاه التعبيري إحدى أهم الحركات التحررية في الفن، وهو المتنفس الحقيقي للفنان إذا ما حاول التعبير عن مشكلة اجتماعية أو نفسية، ولوحات {القرين} حاوية لمعادل تشكيلي لدراما اﻹنسان.

 لفت متولي إلى تعبيره من خلال حركات اﻷجساد عن حاﻻت تعلو فوق جوانب كثيرة من مشكلات المجتمع، وحالة الانقسام الداخلي للفرد، ولحظة التمزق والتخبط مع الذات، ومحاولة اﻹنسان الدائمة والمتعطشة للاستقرار النفسي وفكرة ارتقاء الروح إلى مستوى يعلو فوق حياة الجسد المادية.

تنوعت تشكيلات {القرين} بين حالات ثنائية من الوئام والحذر، وتجريدية اللوحات، وارتحال إلى مرايا الذات، ونلاحظ سطوع اللون الأبيض ودلالته الموحية بفضاء الحلم، وتشظي المعاني وانفلات الوعي الكامن بخبراته المشحونة بالأساطير، ناهيك ببروز إرث المعتقدات الشعبية الراسخة.

يذكر أن الفنان نبيل محمد متولي حاصل على دكتوراه في فلسفة التصوير عام 2004 من كلية الفنون الجميلة في القاهرة، وأقام نحو 12 معرضاً خاصاً، وشارك في معارض جماعية عدة، وله عدد من الجداريات الزيتية في هيئات ومؤسسات ولدى أفراد، داخل مصر وخارجها.

حكايات مصورة

استضاف غاليري {مصر} في القاهرة معرض {بقايا كائنات} للفنان التشكيلي كريم حلمي، حيث جسدت اللوحات أطروحات جريئة للأفكار، وحاورت المتلقي عبر إبداع تصويري متفرد، طارحةً قضايا اجتماعية وسياسية، وتفاعلاً مع اللحظة العربية الراهنة.

لفت مدير الغاليري الفنان محمد طلعت إلى أن {بقايا كائنات} تميز بتنوع موضوعاته، والتناغم بين الرمز والواقع، وتكوين بناء تشكيلي متكامل العناصر، وتكثيف المعاني الدالة على شحنات انفعالية متواترة، ووثيقة الصلة بخصوصية المجتمع المصري.

وأشار طلعت إلى أن اللوحة لدى كريم حلمي بمثابة حكاية مصورة، تقدم للرائي مشاهد ممتعة، وتتواصل مع الأعمار كافة عبر سطوع المعنى وجدلية العلاقة بين الإنسان وقيود البيروقراطية مستخدمة دلالات موحية باللونين الأسود والأبيض، رافضةً المثالب الاجتماعية والسياسية.

يذكر أن الفنان كريم حلمي من جيل الفنانين الشباب، وحاصل على بكالوريوس الفنون الجميلة قسم التصوير 2007، وماجستير من جامعة الإسكندرية 2011، ويعمل مدرساً مساعداً في كلية الفنون الجميلة الإسكندرية منذ 2009 حتى الآن، وله مشاركات عدة في معارض مصرية ودولية.