المؤلف مصطفى سالم: «حديد» مكتوب خصوصاً لعمرو سعد

نشر في 13-10-2014 | 00:01
آخر تحديث 13-10-2014 | 00:01
يشارك المؤلف مصطفى سالم في موسم عيد الأضحى السينمائي بفيلم {حديد} الذي كتب قصته منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويقوم ببطولته كل من عمرو سعد ودرة وأحمد عبد العزيز. مصطفى أكد أن الفيلم يحمل رسائل عدة للجمهور من بينها أن السجن ليس مجرد أسوار وأبواب مغلقة، وأحياناً تكون الحياة خارجه مليئة بالقيود. حول هذه التجربة السينمائية، وتأجيل تقديم الفيلم، وسيطرة أفلام السجون على الموسم ، كان معه هذا اللقاء.
كتبت قصة الفيلم منذ ثلاثة أعوام ونصف العام... لماذا تم تأجيل تنفيذه؟

كان المنتج محمد السبكي مشغولاً بتنفيذ أعمال سينمائية أخرى من بينها {حلاوة روح}، لذا قرر تأجيل العمل حتى يتفرغ له ويقدّم بالتالي فيلماً مدروساً من جوانبه كافة، ويختار فريق عمل جيداً بأفراده كلهم، من بينهم العاملون خلف الكاميرا. ولعل النتيجة النهائية تؤكد ذلك. كذلك كنت مشغولًا بكتابة الجزء الثاني من مسلسل {شارع عبد العزيز} الذي قام ببطولته عمرو سعد، وهو أيضاً من رشحني لكتابته.

كيف جاءت فكرة الفيلم؟

كان عمرو سعد يرغب في تقديم عمل يتناول عالم السجون وما يحدث خلف الأسوار، وعرض الفكرة على السبكي الذي رشحني له بدوره لكتابة الفيلم. ولكن حدث موضوع التأجيل، فقدمت مع سعد {شارع عبد العزيز 2} لتبدأ صداقتنا، ويبرز ذلك عند كتابة {حديد}، لا سيما أن جميعنا كان يرغب في إضفاء واقعية على العمل السينمائي.

وهل هذا يعني أنك كتبت الفيلم لعمرو سعد؟

هذا صحيح؛ لا أخجل في التصريح بأنني كتبته خصيصاً لعمرو سعد، وهذا لا يقلل من شأني في ذلك، فهو من اقترح الفكرة، وأنا نفذتها بناء على رؤيتنا ورؤية السبكي أيضاً في موضوع الفيلم؛ فهو بمثابة المدير الفني للعمل وعرف كيف يمكنه جمعنا على الخط الفكري نفسه.

وما الذي رغبت في توضيحه من خلال {حديد}؟

بعد استطلاع ومتابعة لحال السجون رغبت في استعراض هذا العالم الذي يتضمن لغة وتصرفات ودنيا مختلفة تماماً عن حياتنا خارجه، وركزت على فكرة الحرية في أنه قد يحدث أن المسجون يجد حريته في سجنه، فيما يكون السجن الحقيقي في الخارج، إضافة إلى أن العمل يشير إلى صحة مقولة {ياما في الحبس مظاليم}.

ومن خلال استطلاعك على أحوال المساجين ما أبرز ملاحظاتك التي رغبت في بيانها في الفيلم؟

المشهد خارج السجن وما يتضمنه من طبقية وتقسيم للمواطنين في الحقوق والواجبات، ترادفه داخل السجن طبقية وتفرقة عنصرية تتمثل في شخص رجل الأعمال الذي يجسده أحمد عبد العزيز الذي يحصل على ما يريده في زنزانته، كذلك يدير مصالحه خارج السجن، واستطاع الحصول على ملفات المساجين بنفوذه أيضاً. ويشير الفيلم إلى أن حبس المتهم في سرقة بسيطة مع تجار المخدرات، على سبيل المثال، يصنع زعيم عصابة.

هل يندرج الفيلم تحت نوعية الأفلام السياسية؟

{حديد} ليس سياسياً، ولكن لكوني مؤلفاً مصرياً لا يمكن ألا تشتمل أعمالي على نزعة سياسية، وربما على إسقاط سياسي يشير إلى المشاكل التي تتعرض لها البلاد، وحال المجتمع العربي. عموماً، أعتبر العمل اجتماعياً واقعياً يحمل إسقاطات سياسية.

وكيف تجد تشابه فكرة التعرض لحال السجون في أفلام عيد الأضحى؟

لا يمكنني الحديث عن الأعمال الأخرى، لكن فيلمنا كُتب منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، وحصل على الموافقة الرقابية آنذاك، وهذا يعني أننا سبقنا الجميع بالتعرض لهذا العالم. وخلاف ذلك، يمكن اعتبارها محاولات للتقليد. عموماً، المجال مفتوح للمنافسة مع الجميع.

وهل أنت صاحب الاقتراح على عمرو سعد بأن يجري عملية جراحية في عينه اليمنى؟

تخيلت الشخصية على هذا النحو عند كتابتي قصة الفيلم التي تدور حول شخصية {عمار حسن جاد الحق حديد الأعور} فهي صفة مرتبطة باسمه، وتوقعت أن الأمر سيضبط من خلال الماكياج أو الخدع، لكن فكرة العملية ذاتها كانت اقتراحاً من عمرو سعد نفسه ووجدت تأييداً من السبكي.

وما الذي دفع عمرو سعد لتنفيذ هذه الفكرة؟

من تعاوني مع سعد في {شارع عبد العزيز 2} علمت أنه فنان لا يحب القص واللصق في الأدوار، فهو إما أن يقدم الشخصية كما يجب أو لا يفعل، إلى جانب أن الماكياج لن يخرج الشخصية بشكل واقعي يصدقه المشاهد، ومع ذلك أعتبرها مجازفة من عمرو سعد والسبكي.

وهل أضاف سعد إلى شخصيته في الفيلم تفاصيل غير مكتوبة في القصة؟

سعد مشخصاتي {من العيار الثقيل}، لذا وضع كثيراً من بصماته على الشخصية، من بينها طبقة الصوت التي استخدمها، وحركة رأسه نحو الجانب الأيسر أي صوب عينه التي يرى بها؛ فالأعمي يحرك رأسه يميناً ويساراً لأنه يستدعي ذاكرته ويتعامل مع الواقع من خياله وذاكرته أيضاً، لكن الذي يرى بعين دون أخرى يحرك رأسه نحو تلك التي يرى بها.

وفي رأيك ما الذي يميز {حديد} عن غيره من الأعمال المطروحة في دور العرض؟

الطابع الرومانسي الذي تتضمنه أحداثه؛ فهو يمثل عودة إلى السينما الرومانسية، إذ إن بطل الفيلم دخل السجن بسبب قصة حب عاشها مع حبيبته تم تكليلها بالزواج، ولكن والدها لم يكن يرغب في إتمام الزيجة، لذا فإنه حتى بعد إنجابهما طفلاً يقرر أن يحرمه منهما ويطلق نبأ وفاتهما، ليدخل هو السجن. وعند خروجه، يتبين له أنهما ما زالا على قيد الحياة، وتتوالى الصراعات. كذلك فإن ممثليه يقدمون أدواراً لم يعتادوا تقديمها، كالعاهة التي ظهر عليها عمرو سعد.

ألم يثيرك قلق في شأن إنتاج السبكي لفيلمك؟

على الإطلاق. استغرب كثيراً الانتقادات الموجهة إلى أفلامه، والقول إنه لا يقدم سوى الأعمال الشعبية، في حين يغفل كثر عن أفلام مثل {الرجل الثالث} الذي قام ببطولته أحمد زكي، و}امرأة هزت عرش مصر} من بطولة نادية الجندي، وأعمال أخرى عدة. إضافة إلى ذلك، لمست ردود أفعال جيدة من الجمهور في دور العرض حيث قمت جولة.

وهل أسهمت في اختيار فريق العمل؟

ليس كله. جاءت درة من اختيار المنتج محمد السبكي الذي عرضه على عمرو سعد وهو أيّد الاقتراح لأنه كان يرغب أيضاً في التعاون معها، إضافة إلى أن الشخصية تنطبق على ملامحها الهادئة الرومانسية المطلوبة في الدور، فيما جاء اختيار رامي غيط من عمرو سعد، وكانت ترشيحاتي لعدد من الوجوه الجديدة بالعمل مثل أحمد عبد الله محمود.

وما رأيك في المنافسة بين الأفلام الثمانية المطروحة في دور العرض؟

عددها نفسه يسعدني؛ فقد اعتدنا خلال المواسم الماضية أن تكون قليلة، وأعتقد أن العمل السينمائي القيّم هو الذي سيُكتب له الاستمرارية.

وما جديدك؟

كتبت قصة مسلسل جديد، وأدرس عروضاً تلقيتها لإنتاجها، خصوصاً أن معظمها يشترط تحديد الميزانية المنفقة عليه، وهو ما قد يؤثر على نتيجة العمل النهائية. كذلك أحضر مشروعاً سينمائياً يتسم بالواقعية أيضا لأن الجمهور لا يحب المواضيع التي يتعالى أصحابها بها عليه.

back to top