«المضحكون الجدد» يغزون الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي

نشر في 04-02-2015 | 00:00
آخر تحديث 04-02-2015 | 00:00
ظاهرة جديدة يشهدها الوسط الفني وهي صعود نجوم الكوميديا الشباب الذين يحصدون مزيداً من الضحكات بأعمالهم المنتشرة في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ما يرسم علامات استفهام حول رؤيتهم للكوميديا ونوعية العروض المسرحية التي يقدمونها، والأدوات التي يمتلكونها وتميزهم عن نجوم الكوميديا المعروفين.
يرى أشرف عبد الباقي أن الفن، على غرار أي مجال في الحياة،  تتسلم فيه الأجيال الراية من الأجيال الأخرى، مشيراً إلى أن النجاحات التي حققها  في الفترة الأخيرة مع وجوه شابة جديدة تعود إلى امتلاكها كما هائلا من {الطاقة والإخلاص} تكفل استمرار صعود نجمها، مؤكداً أن هذا الجيل مكسب لأي عمل .

يضيف: {الموهبة هي الأرضية المشتركة  بين الأجيال، بالإضافة إلى {عامل مساعد} قد يكون فناناً يكتشف الشباب  أو يرشدهم أو يشاركهم أعمالهم، ولكن الفرق الملموس هو تأثير التكنولوجيا على الفن، ذلك أن الوجوه الحالية برزت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتم تدشين قناة رسمية على {يوتيوب}، لشرح الشروط المطلوبة وطريقة التقديم للمواهب الجديدة، الراغبة في المشاركة، وهي تسهيلات تقنية لم تتوافر للأجيال السابقة .

ينصح هؤلاء الشباب بعدم الغرور أو الخوف، مذكراً إياهم بأنهم تسببوا في انتعاشة الفن، {فأعدنا المسرح إلى الواجهة بعد توقف، والعروض السينمائية التي تطلب ظهوركم عديدة، والمسلسلات كذلك}.

كوميديا الموقف

يوضح علي ربيع (ممثل شاب وعضو فريق «تياترو مصر»)، أن بزوغ نجمه في الفترة الأخيرة لم يكن وليد المصادفة،  بل خاض تجارب على مدار السنوات السابقة استفاد منها على المستوى الشخصي، وساهمت في تطور قدراته.

يضيف في تصريح لـ «الجريدة»: «أقول لمن يتهموننا بالوصول السريع والنجاح السهل إنني، شخصياً، قدمت 25 عرضاً مسرحياً في مهرجانات الجامعات خلال دراستي في كلية التجارة بجامعة القاهرة، قبل أن التحق بمركز الإبداع في دار الأوبرا المصرية، والاشتراك في مسرحية «أين أشباحي» مع المخرج خالد جلال».

يتابع: {النوعية التي نقدمها حالياً تأخذ طابع الاسكتشات المنفصلة، ويعتمد ظهورنا الدرامي أو السينمائي على {كوميديا الموقف}، لذا توجه إلينا انتقادات بأننا لا نقدم عملا متكاملا ذات معنى مترابط من بداية العرض حتى نهايته، أتفهم ذلك جيداً، وأعتبره {مرحلياً} من ناحية، ومطلوب لذاته من ناحية أخرى، لجهة رسم الضحكة على وجوه المشاهدين كـ {غاية} من دون أهداف أخرى، فبعضنا يقف على خشبة المسرح للمرة الأولى، وبمرور الوقت سنترك بصمات مؤثرة في الكوميديا .

حول ما أضافه جيله أكثر  من جيل هنيدي ومحمد سعد وأشرف عبد الباقي نفسه، يوضح: {لكل جيل سمات معينة تميزه، وأعتبر الموهبة هي {الأرضية المشتركة} التي يقف عليها الجميع ولا تتأثر بفكرة الأجيال، لكن يكمن الاختلاف في الألفاظ والأفيهات السريعة الطابع التي نستخدمها، علاوة على {ظهورنا الجماعي} وقدرتنا على إضحاك المشاهدين، من خلال اشتراك  23 ممثلا في مشهد واحد، في حين يعتمد هنيدي أو سعد على الظهور {الفردي}، وسنحافظ على فكرة الأداء الجماعي وتجنب البطولات المطلقة.

يبدي محمد أسامة (ممثل شاب وعضو {تياترو مصر}) رضاه عن المستوى الذي حققه زملاؤه في الأعمال المختلفة على الشاشة، مؤكدا لـ {الجريدة} أنه اشترك في أعمال عدة أهمها:  الجزء الرابع من مسلسل {الكبير} مع الفنان أحمد مكي، وعروض {تياترو مصر} مع أشرف عبد الباقي، ومعتبراً أن المهمة الملقاة على {المضحكين الجدد} أثقل من تلك التي ألقيت على الأجيال السابقة، نظراً إلى الظروف السائدة في البلاد حاليا وانعكاسها على نفسية المشاهد.

يضيف أن اختيار الطابع الكوميدي في غالبية الأعمال لا ينفي القدرة على تقديم أدوار أخرى وشخصيات مختلفة، معتبراً أن أهم ما يميز جيله عن سابقيه من نجوم الكوميديا هو {الشمولية} في تقديم ألوان متنوعة في التمثيل، سواء المسرحي أو السينمائي، وما ساعد على ذلك العروض التي  قدموها في دار الأوبرا المصرية، فضلا عن موهبة أعضاء {تياترو مصر} في الرسم وإلقاء الشعر والغناء إلى جانب الكوميديا.

يسعى أسامة وأصدقاؤه إلى أن تدخل الكوميديا مرحلة {الوعي} ليس بمعناه الفني، بل السياسي والاجتماعي، {فيلمس المشاهدون اهتمامنا بمشكلاتهم وليس تركيب المفارقات فحسب}، مشيراً إلى أنه يطمح يوماً ما إلى بلوغ مستوى {ثلاثي أضواء المسرح}، وليس ترك بصمة فقط، كأجيال الكوميديا المعاصرة رغم تقديره الشديد لها.

تجربة إيجابية

يرى الناقد المسرحي عبد الغني داود ثمة إيجابية في تجربة الشباب في {تياترو مصر}، ومن الممكن أن تفرز أجيالا جديدة من راسمي البهجة على وجوه المشاهدين، محذراً، في الوقت ذاته، من تحول الموضوع إلى مصدر ربح مادي وأن يصاب الجيل الجديد بعدوى الاحتكار من المنتجين، وأن تغلب التجارة على عروضهم المسرحية.

يتمنى عدم اقتصار الأمر على اعتماد جيل جديد من {المضحكين} بقدر ما يفرز مواهب أخرى، على صعد التأليف والإخراج والغناء والديكور، مؤكداً لـ {الجريدة}: {لا تجد بلادنا مشكلة في إيجاد من يضحك الناس، لكن نريد أن يكون لعودة العروض المسرحية وصعود نجم الشباب صدى في مستويات فنية أخرى، تشكل نقلة نوعية في عالم الفن}.

back to top