لم تنجح الاتصالات الجارية لإعادة عقد جلسات الحكومة، في ضوء اللقاء بين رئيس الحكومة تمام سلام وكل من وزيري الخارجية والمغتربين جبران باسيل، والدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش أمس الأول.

Ad

وقالت مصادر متابعة إن «اللقاء كان سلبيا، إذ تمسك كل طرف بموقفه»، لافتة إلى أن «إصرار رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، الذي يوجه رسائل قاسية تنذر بمزيد من التصعيد عبر الكلمات التي يلقيها أمام وفود شعبية تقصد منزله في الرابية، على تعيين قائد جديد للجيش اللبناني».

وأضافت المصادر أن «سلام نبه الى أن البلاد ليس بوسعها البقاء من دون حكومة فترة زمنية طويلة»، مشيرة إلى أن «المواجهة لا محال واقعة الأسبوع المقبل، لأن سلام لا يستطيع الانتظار الى أجل غير مسمى، وأن الجنرال سيواجه أي جلسة لا يدرج على جدول أعمالها بند التعيينات الأمنية بحشد شعبي في الشارع للمطالبة بحفظ حقوق القوى الشعبية التي يمثلها الجنرال».

في السياق، توقع نائب «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت أن تستمر الأزمة الحكومية، مشيرا إلى أن «فريقا يريد إدخال الحكومة في إجازة دون إسقاطها، أو إخضاعها لشروطه ومصالحه الشخصية».

وقال الحوت إن «التيار الوطني الحر لا يأبه بتعطيل الحكومة كسلطة تنفيذية تسير شؤون المواطنين لأجل ملف واحد هو ملف التعيينات الأمنية»، مستغربا محاولة فرضه معنى جديدا بقوله إنه يحل محل رئيس الجمهورية في الحكومة، متناسيا الأفرقاء المسيحيين الآخرين الممثلين فيها.

ورأى الحوت أن «التيار ذهب بعيدا في مزايداته ومحاولته احتكار التمثيل المسيحي وإلغاء دور رئيس الحكومة الذي نص عليه الدستور في حال غياب رئيس الجمهورية»، مؤكدا أن «لا أحد ضد طرح ملف التعيينات الأمنية»، مشيرا إلى أن «الاعتراض هو على اشتراط التيار تحديد نتيجتها مسبقا».

الحوار

في موازاة ذلك، عقدت مساء أمس الأول جلسة الحوار الثالثة عشرة بين «حزب الله» و»تيار المستقبل» في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة. وتأتي الجلسة في وقت ترتفع فيه حرارة الخطابات بين الطرفين، وأبرزها ما صدر عن نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم. ولم تحقق الجلسة اختراقا في جدار الأزمة الحكومية، وبرز ذلك من خلال صيغة غامضة تحدثت عن «المناخات الملائمة لعمل المؤسسات».

بلبلة داخل حزب الله

في سياق منفصل، أكدت مصادر مطلعة أن «الصورة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تجمع نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، مع عدد من مقاتلي الحزب في جبهة القلمون لم تمر مرور الكرام داخل أروقة حزب الله».

وأشارت المصادر الى أن «الصورة التي ظهر فيها قاسم باللباس العسكري، إضافة الى مقاتلي الحزب الذين لم تموه وجوههم، بل ظهرت كما هي، أثارت بلبلة داخل بعض المراكز المسؤولة في حزب الله، نظرا لما اعتبروه خرقا كبيرا لقواعد الحزب الأساسية المعتمدة منذ التأسيس والقائمة على عدم إظهار عناصر حزب الله أمام عدسات الكاميرات أو في الصور، وذلك حفاظا على السرية».