في أي فضاء تحلّق؟

أنت كإنسان تولد على الفطرة ولادة سليمة من أي تحريف، إلا أن البرمجيات التي غُذي بها عقلك جعلتك إنسانا معلباً داخل صندوق تتحرج الخروج منه خشية ألا تكون ضمن القطيع الذي عرفته، فيرفضك مجتمعك، ولو أبديت محاولات في الخروج عن تلك البرمجيات البالية لَهُوِي بمطرقة على رأسك تنذرك بألا تحيد عن القطيع المبرمج من الأساس على عادات وتقاليد ليس لها أساس من الصحة؛ لذا انهض ولا تدع الديدان تنخر حقيقتك التي ولدت عليها، ودعني أخبرك ببعض الطرق التي تسمح لك بكسر ذلك الصندوق الذي أقحموك فيه:

بداية عليك أن تتساءل عن سبب وجودك في الحياة؟ وما رسالتك؟ وماذا لديك لتعود إلى فطرتك السليمة؟ بعدها يبقى لك أن تلتقط معولك لتحرث أرض الوعي والإدراك وعيش اللحظة التي ستصل بك إلى حقيقتك الطاهرة النقية، وعليك أن تعلم أنك نفخة إلهية ربانية مكرمة من أي اتباع جائر لقوانين فرضت رغما عن تلك الروح السامية التي هي نفخة من روح الله.

 حتى العبادة التي تؤديها باتت شكليات بلا معنى، والسبب أنك تؤديها إكراها وترهيبا وخوفا، ولكي تنقح عبادتك أطلق نية التسليم والقبول، ولا ترتضِ عيش الاستسلام والخنوع وما تم فرضه عليك، وانتبه وركز على رغبة روحك لتجدها متمثلة بصفات الله الجليلة الخلق والإبداع.

 فإن أردت التحليق الحقيقي فعليك محاربة النمط العام والتفرد عنهم وسن قوانينك ومبادئك، ولا تلتفت خلفك لأنهم سيلحقون بك لما رأوه من متعة ووفرة وإبداع لديك، فلمَ لا يلحقون بك وقد فتحت بصيرتهم بأن كل ما في الكون مسخّر لك فقط، آمن بنفسك وقدراتك وثق تماما بأن الكون مليء بكل ما تعتقد تجاهه، فاعتقد الخير دائما، وأن الله عند ظن عبده به.