رئيس الهيئة الهندسية اللواء عماد الألفي لـ الجريدة•: لن نرد على المشككين في القناة الجديدة إلا بالعمل والأيام بيننا
• المرحلة الأولى من الحفر انتهت في ثلث الوقت المقرر... والزيادة في العائد ستغطي التكلفة سريعاً• مشروع «المليون شقة» لم يتوقف... ونخطط لإنشاء 6 مراكز لتجميع أطفال الشوارع ورعايتهم
أكد رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء أركان حرب عماد الألفي، أن أول مركب سيعبر «قناة السويس الجديدة» سيكون في اليوم السادس من شهر أغسطس المقبل، مشدداً على أنه تم الانتهاء من خطوات كبيرة في المشروع اختصرت نحو 66 % من الوقت المحدد.وأشاد اللواء الألفي ـ خلال مقابلة مع «الجريدة» ـ بالروح الوطنية والحماس اللذين جعلا العمال يوجدون في مقر الحفر حتى يوم عيد الأضحى، مشيراً إلى أن دراسات الجدوى التي أعدتها هيئة القناة تؤكد أن الزيادة في عائد القناة مضمونة، وستغطي التكلفة خلال سنوات قليلة. وفي ما يلي نص الحوار:• في البداية نود أن نطمئن على الوضع الحالي لمشروع حفر قناة السويس الجديدة، وهل سيتم الانتهاء منه في الموعد المقرر خلال عام؟- بعون الله، سيمر أول مركب بالفعل يوم 6 أغسطس 2015، وسيتم الانتهاء من مرحلة الحفر الجاف مبكراً عن الموعد المقرر وفق خطة التنفيذ، لدينا الآن 68 شركة تعمل في الموقع، بالإضافة إلى وحدتي طرق، وبدأنا فتح الطريق للكراكات يوم 6 سبتمبر بدلاً من يوم 6 نوفمبر كما كان مقرراً، أي قبل الموعد المحدد بشهرين كاملين، وهو إنجاز كبير جداً، حيث انتهت هذه المرحلة في شهر واحد بدلاً من ثلاثة أشهر، باختصار 66% من الوقت المقرر.رئيس الوزراء تابع بنفسه بدء دخول الكراكات، وهيئة قناة السويس قامت بمجهود كبير للتعاقد مع الشركات المالكة للكراكات، من أجل التعاقد معها للعمل، وبالفعل هناك 29 كراكة في الطريق خلال هذا الشهر للمشاركة في المشروع، وتم تأسيس اتحاد يضم شركات من بلجيكا وهولندا والإمارات لهذا الغرض.ونحن نطمئن المصريين بأن المشروع سيتم الانتهاء منه في الموعد المحدد، ويساعدنا في هذا وجود خبرات كبيرة لدى هيئة قناة السويس، ونحن سعداء بروح التحدي التي تدفع العاملين المدنيين إلى الوجود بموقع العمل خلال عيد الأضحى.• وماذا عما يقال عن ظهور المياه مبكراً في الموقع، وأن هذا سيعوق المشروع أو يزيد تكلفته؟- متوسط ظهور المياه عند عمق 18 متراً، وأحياناً تصل إلى 30 متراً في الأماكن التي كان بها الساتر الترابي الذي كان جزءا من خط بارليف، وفي كل الأحوال يتم الحفر 24 متراً تحت سطح الماء، وبالتالي لا يوجد فارق كبير عند ظهور المياه في أي عمق، ولا يوجد تأثير، ونحن شعارنا في هذه المرحلة هو العمل، ودع من يهاجم أو يشكك ليقول ما يشاء، وفي النهاية الأيام بيننا، ونحن نرى بشارات وتسهيلات نعرف بخبرتنا أنها علامة على التوفيق، فهناك معدات حولتها شركات من مشروعات في بلدان أخرى إلى القناة، ولم نكن نتوقع هذا، والعمال يعملون لمدة 16 ساعة يومياً، رغم أن سعر التعاقد مع الشركات يتضمن هامش ربح محدودا جداً، لكنها الروح الوطنية.• هل توقعتم الإقبال الشعبي غير المسبوق على الاكتتاب في المشروع؟- بصراحة سيادة الرئيس فقط هو من كان متوقعاً هذا الإقبال، وشعبنا يفاجئ الجميع دوماً، ربما لأن المخزون الحضاري لديه يظهر في أوقات الشدائد، وفي التاريخ المصري ظهر ذلك في حرب أكتوبر وفي ثورة 25 يناير، حين نزل الملايين رغم أن معظمهم لم تكن له أي صلة بالسياسة من قبل، وهو ما تكرر في 30 يونيو، وفي يوم التفويض 26 يوليو. وما نتمناه هو أن تستمر هذه الروح طوال الوقت، وهذا ما يركز عليه دوماً الرئيس السيسي والقائد العام، وهو أن تكون القوات المسلحة قاطرة تجر القطاعات المدنية لنفس معدلات الأداء والانتظام والالتزام بالعمل، والقوات المسلحة جزء أصيل من الشعب، والنسبة العظمى من قوامها من المجندين الذين ينخرطون في المنظومة العسكرية، فيرتفع أداؤهم ومستوى انضباطهم، وهو ما يعود مرة أخرى إلى الحياة المدنية. • أوضاع العمالة في المشروع، هل أنتم راضون عنها؟- العاملون في الموقع معظمهم يتبعون شركات المقاولات المتعاقدة، وهم يحصلون على عائد جيد، والأهم أن معظم العاملين في مشروع قناة السويس الجديدة من أبناء سيناء، ويليهم أبناء محافظات القناة، وهذه نقطة مهمة جداً في كل المشروعات التنموية، حيث يشعر أبناء المنطقة بعائد سريع لهذه المشروعات، من خلال توفير فرص العمل.• الإعلان المفاجئ عن المشروع أثار تساؤلات عن جدية الدراسات التي سبقته؟- هيئة قناة السويس أعدت الدراسات الخاصة بالمشروع من فترة طويلة، وبعض البدائل لم تكن مقبولة من القوات المسلحة، وانتهت الهيئة إلى اقتراحين، وتم الاستقرار على المشروع الذي ينفذ حالياً، بينما كان الاقتراح الآخر يتضمن حفر مسافة أطول، ولم يكن الفارق في العائد مجزياً، ودراسات الجدوى التي أعدتها هيئة القناة تؤكد أن الزيادة في عائد القناة مضمونة وستغطي تكلفة المشروع خلال سنوات قليلة.• وهل ستكون هذه الطرق برسوم مرور، وماذا عن جودة المواصفات؟- الرئيس دوماً يؤكد على ضرورة أن تكون المواصفات عالمية في أي مشروع جديد، ولا يقبل للمواطن المصري إلا أفضل مستوى، وبالتأكيد ستكون هناك رسوم مرور للطرق التي يوجد لها بديل مجاني. • مشروع المليون وحدة سكنية توقف الحديث عنه بعد توقيع بروتوكول التعاون مع شركة آرابتك الإماراتية، هل تعثّر المشروع أم أنه يواجه عقبات تعرقل تنفيذه؟- تغيير رئيس مجلس الإدارة في الشركة له دور، وكذلك نحن وضعنا محددات للمشروع، أهمها ألا تحصل الشركة على قروض من البنوك المصرية، وحالياً هناك مفاوضات للوصول إلى بروتوكول بين الشركة وهيئة المجتمعات الجديدة، تحدد شكل الشراكة بين الجهتين برعاية الهيئة الهندسية، والشركة اقتنعت بعدم الحصول على قرض من البنوك المصرية، وهيئة المجتمعات هي التي تملك الأرض، والشركة ستنفذ البناء، فالمفاوضات لتحديد حقوق وواجبات كل طرق، لكن المشروع قائم ولم يتوقف.• ماذا عن مشاريع الإسكان المتوسط؟- وقعنا بروتوكولا لإنشاء 150 ألف وحدة سكنية ستنفذ خلال 18 شهرا من تاريخ انتهاء التصميمات، ودور الهيئة هو تنفيذ البناء فقط، ثم تسليمه لوزارة الإسكان التي تتولى بيع الوحدات للمواطنين.• هذا الموضوع يستدعي السؤال عن الأبعاد الاجتماعية في خطة التنمية الحالية ومدى انحيازها لمحدودي الدخل؟- الهدف الأساسي الذي تسعى إليه خطة التنمية هو رفع المعاناة عن المواطن المصري، وهذا هو سبب الاهتمام بإنشاء وحدات الإسكان الاجتماعي، كما أن الهيئة تنشئ 78 وحدة صحية موزعة على قرى 23 محافظة، والعديد من المستشفيات المركزية، وكذلك بناء 25 صومعة غلال لتقليل الفاقد من القمح.والأهم أننا حالياً في مرحلة التخطيط مع وزارات الشباب والداخلية والتربية والتعليم والتضامن الاجتماعي لتنفيذ 6 مراكز لتجميع وإعادة تأهيل أطفال الشوارع، حيث سيتم محو أميتهم وتدريبهم على حرف مختلفة، والعناية بهم تعليمياً ودينياً ورياضياً.الطرق الجديدةفي حديث عن خطة الرئيس لإنشاء طرق جديدة بأطوال تمتد أكثر من 3 آلاف كيلومتر خلال عام واحد، وأهميتها في ظل الظروف التي تمر بها مصر، وكيفية رسم مسارات هذه الطرق، قال اللواء الألفي إن الطرق تم اختيار مواقعها وتحديد مساراتها بناء على دراسات علمية تفصيلية، باعتبارها شرايين التنمية الصناعية والزراعية والسياحية، ولتسهيل الانتقال بين المحافظات، وهذه الدراسات اشترك في إعدادها كل الوزارات بمعاونة الهيئة الهندسية، حتى توصلنا إلى خريطة لهذه الطرق الجديدة. ووفق الخطة سيتم الانتهاء خلال عام واحد من 17 طريقا جديدا، ستغير شكل الحياة في مصر تماماً، وبعضها سيساعد كثيراً في حل مشكلة المرور في القاهرة مثل محور روض الفرج الذي يمتد بعرض 64 متراً، حيث يشمل كل اتجاه 4 حارات للسيارات، وحارة للنقل العام، وأخرى لقطار مكهرب، وحارة طوارئ.