بدأت في تاريخ 15 ديسمبر 2014 في استعراض ما ورد في يوميات حاجي أحمد، الذي انطلق مع مجموعة يرأسها المقيم البريطاني في بوشهر لويس بيلي في عام 1863م لزيارة للكويت. وفي المقالات التسعة الماضية أشرت إلى العديد من المعلومات المهمة التي كتبها حاجي أحمد، منها ما ذكره عن قرية الجهراء الكويتية، وسفوان العراقية، ومنطقة الزين، والفلاحية، والمحمرة، وغير ذلك.

Ad

وبقية اليوميات تتضمن أيضاً معلومات مهمة عن تاريخ عدد من القرى والمناطق مثل العشار، والمعشور، والخزائن، وقلعة حصار، وشط تميم، وغيرها.

وبتاريخ 9 مارس وصلت القافلة البريطانية إلى بلدة «هنديان» التي لا تبعد كثيراً عن «الفلاحية»، التي تحدثنا عنها في المقال السابق، يقول حاجي أحمد في يومياته «قبل طلوع الشمس صار المسير إلى الهنديان والمسافة اثتي عشر فرسخ وصلناها المغرب جاء الأمير عبدالله لاستقبال الباليوز صاحب وكلفه من طرف المير مهنا بالنزول في المجلس فاعتذر منه وصار مضرب الخيام على حافة النهر».

وحسب ما نعرف من معلومات أن الأمير مهنا وابن أخيه الأمير عبدالله من قبيلة «الشريفات» التي ينسبها البعض إلى شريف بن جروة بن أسيِّد بن عمرو بن تميم، والتي استقرت في الأهواز منذ فترة طويلة، وتولت الحكم في «هنديان» وبعض المناطق المجاورة لها. ويوجد في الأهواز أيضاً أمير آخر يحمل نفس الاسم الأول، وهو الأمير مهنا بن ناصر الزعابي حفيد الأمير حمد بن ناصر الزعابي أمير «بندر ريق» وجزيرة «خارج» الذي طرد الهولنديين من «خارج» في عام 1669م.

ويكمل حاجي أحمد يومياته بالقول «وهذه (اي هنديان) قرية كبيرة فيها قلعة مربعة مال الامير مهنا ببروجها وبيوتها كلها دور وفيها جمع من الرجال تقريبا اربعماية نفر لكن طرف الاخر الذي من الجنوب عن النهر بيوته اقل وفيها مزارع وسكانها عرب الشريفات جماعة الامير مهنا». وفي اليوم التالي قام الأمير مهنا بزيارة المقيم البريطاني ورفاقه، ثم زار المقيم منزل الأمير مهنا ووجد عنده أحد كبار المستشارين لشاه إيران، وهو محمد هاشم خان ويلقب بمعتمد الدولة. وجاء في اليوميات «جاء الامير مهنا مع ابن اخيه الامير عبدالله لملاقات جناب الصاحب وحصلت الالفة والصحبة بينهم كذلك جناب الصاحب الظهر توجه لملاقات الامير مهنا في منزله وكان هناك واحد من خدام الشاهزادة فرهاد ميرزا الملقب بمعتمد الدولة اسمه محمد هاشم خان طلب من الصاحب ان يحرر له كلمتين خط يده شرح حال اذا اسئله الشاهزادة فكتب له وتوادع الصاحب مع الامير مهنا ووصل الامير عبدالله الى حافة النهر لمشايعة الصاحب». وقد توجه الوفد بعد ذلك إلى قرية صغيرة اسمها «شاه عبدالله» وأهلها يطلق عليهم «الدراويش» وهم تحت حكم بني كعب لكنهم لا يدفعون ضريبة. «وصلناها (اي شاه عبدالله) بعد اربع ساعات من الليل وفي اثناء الطريق توجه الصاحب مع الحكيم لملاحظة طلين (مرتفعين) كانوا في الطريق مسكن قديم وهذه القرية صفيرة فيها قبة شاه عبدالله المسطور وجماعتها قليلة يقال لهم الدراويش وهي تحت شيخ كعب ولا يسلمون خراج ولا غيره بل معافين ولا يحصل فيها حلوفة للدواب وماءها غير حالي لكن يجيبون الماء الحالي من بعيد وجميع الاشياء متعسرة عندهم».