الثنيان: أهداف «جيواستراتيجية» للخلافات القائمة بين السعودية وإيران
نظم مركز السلام ندوة بعنوان «تطور العلاقات السعودية الإيرانية والدور الأميركي»، وذلك ضمن سلسلة محاضرات للباحثين الشباب في جمعية الخريجين الكويتيين.
قال الباحث في العلوم السياسية حمد الثنيان، ان الاختلاف المذهبي والعرقي بين السعودية وايران ليس السبب الرئيسي في الاحتقان والاختلاف السياسي الحاصل، بدليل أن علاقة السعودية بأغلب دول الغرب جيدة رغم أنها لا تتشارك معها في شيء إطلاقا، موضحا أن البلدان يوظفان بعض الخلافات كأدوات سياسية يتم إشعالها احيانا وإخمادها أحياناً أخرى لأهداف «جيواستراتيجية». جاء ذلك خلال ندوة «تطور العلاقات السعودية الايرانية والدور الاميركي» التي نظمها مركز السلام ضمن سلسلة محاضرات للباحثين الشباب التي أقيمت في جمعية الخريجين مساء امس الاول.
وأوضح الثنيان ان المشاكل ما بين السعودية ومجلس التعاون الخليجي وإيران يعود تاريخها الى ما قبل الثورة الايرانية في منتصف القرن الماضي، حيث اشارت بعض الوثائق الى ان شاه ايران في بداية السبعينيات اجتمع مع وزير الخارجية الاميركي كيسنجر وأطلعه على نية إيران غزو الكويت كضربة استباقية لأطماع العراق في ذلك الوقت، وهذا ما ولد عدم ثقة الحكومات الخليجية والسعودية على وجه الخصوص، بالمؤسسات الايرانية، اضافة إلى ذلك استشعار السعودية بالخطر الدائم من الجانب الإيراني. وأشار الى ان هناك نقاط التقاء تاريخية بين البلدين، تجلت في بداية سنوات انتاج النفط، حيث رغب الطرفان في تأمين ممر آمن لشحنات النفط وزيادة الثروات، ومحاربة المد القومي والاشتراكي في المنطقة، وايضا الوضع العراقي في ذلك الوقت، الذي شكل التهديد الاكبر لكلا الطرفين.واستعرض الثنيان أحداث الربيع العربي وخطر خسارة السعودية حليفا كبيرا مثل مصر بعد مرحلة نظام مبارك وترحيب ايران بنظام الإخوان المسلمين الذي وصل الى إعادة مد الجسور الدبلوماسية بين البلدين، وايضا تقاطع المصالح في القضية السورية.وبين دور الولايات المتحدة في تعزيز عدم الثقة بين السعودية وايران، حيث لعبت الولايات المتحدة الأميركية دورا مهما في حرب اسعار النفط والسيطرة عليه، بحيث اصبحت توزع الحصص النفطية لدول العالم حسب رغباتها واستراتيجيتها السياسية.ومن جانبه، ذكر استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. غانم النجار ان التدخل السعودي في اليمن جاء ردا على تراجع أميركا في حسم الامور في سورية «وكأنها تقول نحن هنا ونحن فاعلون في الساحة السياسية»، حيث ذكرت اطراف انه كانت هناك خطة اميركية سعودية لضرب النظام السوري وطي صفحة الاسد، موضحا انه بعد عاصفة الحزم في اليمن بدأت تلوح في الافق بوادر تفاهم وتسويات بين السعودية وإيران.