على منبر الأمم المتحدة انطلق صوت الكويت الدولي في أوائل الستينيات ليعلن استقلالها، وعلى المنبر ذاته أطلقت الكويت نداء الاستغاثة والسلام في أوائل التسعينيات؛ لتقوم المنظومة بتنسيق الجهود الدولية لإنقاذ الكويت من الغزو، والسعي نحو البحث عن الأسرى والمرتهنين من أبنائها.
وفي الفترة ما بين الاستقلال والتحرير استطاعت الكويت وبدعم أكثر من مئة دولة أن تصل إلى مقاعد مجلس الأمن في نهاية السبعينيات لتمثل الكتلة الآسيوية، وتحمل على عاتقها قضايا العالم العربي والإسلامي، التي ارتبطت ارتباطاً مباشراً بالنيران المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط ونقاط التماس بين قطبي الحرب الباردة. فشاءت الظروف أن تجد الكويت نفسها في مقدمة الدول الداعية إلى فض النزاع العربي العربي، والوصول إلى الموازنة الصعبة لاحتواء الصراع السياسي الداخلي المتمثل بالصراع بين سورية ولبنان إلى جانب الأمني الخارجي المتمثل بالذراع الأمنية للأمم المتحدة، وإرسالها قوات حفظ السلام للمنطقة في سيناء والجولان.ودفعت الكويت بقرار وقف إطلاق النار والدعوة للتفاوض، فأدركت الكويت منذ ذلك اليوم أهمية الأمم المتحدة، وأنه لا غنى عن ذلك "البيت الكبير" الذي يحمل تحت سقفه التدويل اليومي المستمر لقضايا العالم العربي، وأدركت أيضا مكانة قائد الدبلوماسية سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي ابتدأ حياته السياسية على المنبر الدولي، ودفع بالدولة الصغيرة إلى مقعد كبير في مجلس الأمن متحدياً الصراع الإقليمي والدولي. وقاد سموه وفوداً للمساعي الحميدة للصلح بين العديد من الدول مثل باكستان وبنغلادش في بداية السبعينيات، ودول الخليج مؤخراً، ثم وجه أنظار العالم إلى الكوارث والأزمات الإنسانية في المنطقة ذاتها التي نالت اهتمام دولة الكويت أثناء عضويتها في مجلس الأمن (منطقة الشرق الأوسط)... فهيئاً للكويت مكانتها الدولية المرموقة، وهنيئاً لقائد الدبلوماسية والإنسانية تكريمه من الأمم المتحدة.
مقالات
وسام الإنسانية
10-09-2014