لك باع طويل في حقل الإعلام، كيف تختصر هذه المسيرة؟
استطعت تحقيق جزءاً من أحلامي الكثيرة، كسرت الشاشة خجلي، فأنا خجول بطبعي، وجعلتني أكتشف قدرات وطاقات كامنة في داخلي، فاستثمرتها ونجحت فيها، إلى حدّ بعيد. وأستطيع القول إن التقديم والإعداد يحتلان الحيّز الأكبر من حياتي، وأشعر بسعادة في كل خطوة أخطوها في هذا المجال.بعدما حققت نجاحاً في برنامج {أخبار الصباح} على شاشة {المستقبل}، تطل اليوم عبر شاشة {أم تي في} في برنامج ALIVE الذي تشرف على إعداده أيضاً، كيف تقيّم هذه النقلة؟عملي في {أم تي في} ليس جديداً، فأنا أشارك في إعداد بعض برامجها منذ سنوات. أما تلفزيون {المستقبل} فبدأت مسيرتي الإعلامية فيه واستمريت معه إلى أن شعرت بأن الوقت حان لإحداث تغيير، فأي شخص يطمح إلى التقدم وخوض مغامرات جديدة يحقق من خلالها جزءاً من أفكاره، لذا عليه استغلال الفرص المناسبة المتاحة أمامه، فكانت {أم تي في} هذا المكان الذي ليس بجديد بالنسبة إلي، إلا أن الفرصة كانت، بحدّ ذاتها، مهمة، كونها سمحت لي بالتعبير عن نفسي، وإثبات قدراتي أمام الشاشة وخلفها. من هنا أعتبرها إحدى أهم الخطوات التي قمت بها خلال حياتي المهنية، وأنا على يقين بأنني سأحقق في هذه المرحلة الجديدة أموراً كثيرة كنت أصبو إليها.أنت اليوم منسّق إعلامي ومعدّ ومقدم برامج، إلى أي مدى يسهل عليك تحويل الأفكار التي تملكها إلى واقع؟صحيح أن أفكاري كثيرة إلا أنها واقعية وليست خيالية، من هنا ليس من الصعب تحقيق أمور جديدة في هذه المرحلة، مع وجود إدارة تقدّر الشخص المجتهد وتعرف كيفية استثمار موهبته وإمكاناته بشكل مناسب. سعادتي كبيرة كوني أعبر عمّا أريده في {أم تي في}، وثمة حوار دائم مع الإدارة والزملاء وهذا مهم وضروري، ويساعد نفسياً وجسديا إلى حدّ بعيد.أين تجد نفسك أكثر أمام الشاشة أم في الإعداد؟لا يجب البقاء في إطار واحد، من يملك قدرة معينة يستطيع توظيفها في أكثر من ناحية أن يثابر، أجد نفسي في الإعداد كما في التقديم. كذلك أهوى الكتابة وأموراً أخرى في الحياة، وأصقل موهبتي باستمرار. وصلت إلى مرحلة حققت فيها توزاناً في شخصيتي وعملي، وما ساعدني على ذلك أن التعب لا يتغلب عليّ بل أحب التحدّي لبلوغ ما أريد.أخبرنا عن برنامج ALIVE.انطلق في سبتمبر الماضي بحلّة جديدة، أشرف على إعداده، وهذه مسؤولية ملقاة على عاتقي، كذلك يبذل فريق العمل، بعناصره كافّة، جهوداً لتكون النتيجة متكاملة ويصل البرنامج بشكل راقٍ ومشرّف للمشاهد، نظراً إلى تنوع فقراته التي تلقي الضوء على أمور آنية وحديثة نتوجه من خلالها إلى فئات الناس كافة.لماذا تغيب الفقرات الثقافية عن شاشاتنا اليوم؟الفقرات الثقافية موجودة، كذلك الترفيهية والفنية والرياضية وغيرها، لكن وقتها بات أقصر وتقدّم بطريقة حديثة ومختلفة. الأهم الحفاظ على رقيّ الأسلوب في التقديم كي لا نجرح عين المشاهد ونحافظ على مستوى ثقافي وفني وإعلامي مميز.ما الفرق في البرامج بين الماضي والحاضر؟من حسن حظّي أنني عملت مع وجوه إعلامية مخضرمة تتمتع بخامة مختلفة وحضور أقوى، وما زالت بصمتها موجودة حتى اليوم ويذكرها الناس دائماً، وهي لا تشبه هذا الزمن الحالي السريع العشوائي في مكان ما، حيث تسيطر السخافة على ما نشاهد والسطحيّة على بعض من يطل على الشاشة أيضاً... ثم في الماضي كانت ثمة جديّة وحرفيّة والتزام ومواهب أكثر أهمية، خلافاً للواقع المسيطر اليوم.كيف تقيم علاقتك مع مقدمي البرامج خصوصا أنك عملت مع أكثر من واحد؟تربطني علاقة طيبة معهم، حين يعلم مقدم البرامج ما هو عمله تحديداً، وحين يتقن المسؤول عن الإعداد عمله لا يعود ثمة مجال للخلاف، وأنا بطبعي هادئ ومسالم ومريح في العمل، وأثبتّ، طيلة عملي في هذا المجال، أنني أهل للثقة، وهذا ضروري، فحين تكون الثقة مزعزعة بيني وبين المقدّم أو أي شخص آخر أنسحب بسرعة من العمل.من يلفتك اليوم على الشاشة؟منى بو حمزة، كاتيا خوري مندلق، رولا صفا، رزان المغربي، ميراي مزرعاني، نعمت عازوري أوسي، هيام أبو شديد...من الأنجح اليوم على شاشة {أم تي في؟}لا يمكن المقارنة، فالبرامج التي تعرض ناجحة في معظمها وتحقق نسبة مشاهدة عالية، لا يمكن لأحد أن يأخذ مكان أحد، ولكل واحد هوية خاصّة وروح مختلفة، وحده المشاهد يحكم في هذه الحال، ويختار البرنامج الأقرب إليه والمقدم الذي يمتلك كاريزما. هنا لا بد لي من التوقف عند موهبة مقدم البرامج محمد قيس كوني أعمل معه، فهو مجتهد وملتزم إلى أقصى الحدود ويهتم بتفاصيل عمله، وقد أهلته هذه العناصر إلى التقدم بسرعة وتحقيق نجاح.ماذا عن وسام بريدي وعادل كرم؟عملت مع وسام في حلقات خاصّة، وهو شخص محبوب ومقدام، كذلك يحقق برنامج عادل كرم إقبالا. في النهاية اعتبر أن نجاح أي برنامج، يعني نجاح الجميع، فكلنا ننتمي إلى الأسرة نفسها.كيف تقيّم ظاهرة استيراد البرامج من الخارج، وهل ثمة شحّ في الأفكار المحلية؟لا حدود للتلفزيون وليست هذه ظاهرة سلبية بنظري، تتشابه البرامج، بطبيعة الحال، ويحتاج التلفزيون إلى برامج ناجحة، وتلك المستوردة من الخارج نجاحها مضمون، خصوصاً إذا توافر فريق عمل على قدر المسؤولية، لكن من الضروري أن تكون هذه البرامج مشابهة لمجتمعنا كي لا يرفضها المشاهد. من جهة أخرى، علينا امتلاك أفكار محلية ونوظفها وندعمها بإنتاج كبير، كي تليق بتطلعات المشاهد الذي اعتاد نوعية مهمة وضخمة من البرامج والإبهار. تعمل سبعة أيام في الأسبوع، ألا يتعبك ذلك على الصعيد الشخصي؟أنا منظّم بطبعي، وأستطيع التوفيق بين حياتي الشخصية والمهنية، وأعطي لكل شيء وقته. تمر أوقات ضاغطة أحياناً، لكن حبّي للتلفزيون وللعمل الذي أقوم به يبعد عنّي التوتر والتعب، فلا أتذمّر بل أتحمّس لإنجاح العمل ولا أفكّر بأي أمر آخر.هل تنتظر تقديراً بعد كل عمل ناجح تقدمّه؟النجاح الذي أحققه لا يكون لي وحدي فحسب، فالمحطة تفتح لك نافذة وتعطيك فرصة، وعليك أن تكون على قدر الثقة المعطاة لك، لكن التهنئة من ربّ العمل على عمل ناجح أنجزته يغمرني بسعادة كبيرة.ألا تخشى الخطوات الناقصة؟لا يمكن لشخص أن يجتهد في تنفيذ عمل ما ويكون مكتمل العناصر ويفشل. لا شك في أن ثمة أعمالاً أكثر نجاحاً من غيرها، يعود ذلك، في مكان ما، إلى دور المحطة ودعمها لبرامجها وظروف أخرى طارئة أحياناً، لكن العمل الجيد يصل إلى الناس ولو بمراتب أو نسب مختلفة.هل أنت سعيد في الحياة كما أنت مبتسم دائماً؟سعيد في عملي ومحظوظ بعائلتي ولدي أصدقاء أوفياء يدعمونني وصحتي جيدة... كل هذه العناصر تعطيني اندفاعاً للأمام، ولا مكان للحزن في حياتي بل يتملكني رجاء كبير. من هنا أنظر إلى الأمور بطرق إيجابية، مهما كانت سوداء وهذه نعمة في حدّ ذاتها.ماذا عن الخيبات في حياتك؟ يخذلك بعض الأشخاص أحياناً في حياتك الشخصية أو المهنية، ويحاول البعض الآخر وضع العصيّ بدربك نتيجة حسد او غيرة، لكني أتسلح بإيماني وبألا أحد يستطيع الوقوف في دربك ما دمت تعمل بكدّ وجديّة وتملك موهبة.هل لديك أعداء في الوسط الفني؟لا أتوقف عند هذه الأمور وأنا قادر على محو أي شخص سيئ من ذاكرتي أو أي مرحلة صعبة من حياتي، وبطريقة سريعة، لأعود وأنطلق من جديد.
توابل - مزاج
إيلي أحوش: التلفزيون اختلف بين الأمس واليوم
12-02-2015