يضم ديوان {قصائد حب كردية} الصادر أخيراً قصائد لافتة بقلم 56 شاعراً وشاعرة، تحكي الوجدان بكل ما يحمله من لذة وألم، وتكتب الحب بعناوينه كافة، ضمن مدارس شعرية  متنوعة وأقلام من اجيال متباينة.

Ad

هنا يحضر الحنين، تفتح الذكريات ذراعيها للحب الماضي والزمن الجميل ومقاعد الدراسة وأصدقاء الطفولة.

النسخة الأولى من الديوان كانت صدرت في العام 2010، وقد أضيفت إلى النسخة الأخيرة قصائد جديدة وأسماء شعراء شباب. والشعراء المشاركون هم: إحسان حسن زبير، أحمد جاسم، أحمد ياسين بندي، أديب عبدالله، آشتي كرمافي، ئه لند ئاكره يي، آمنة زكري، بدرخان السندي، بدل رفو المزوري، بلند محمد، بيار زاويتى، تريفة دوسكي، حسن نوري، حكيم نديم الداوودي، خليل دهوكي، خليل عبدالغفور، خيري هه زار، درباس مصطفى، دلشا يوسف، دلير كمال، ره نكين ئاميدي، رمضان عيسى، سعيد ديره شي، سلام بالايى، سلمان شيخ مه مي، سلمان كوفلي، سلوى كولي، شكري شهباز، شيركو بيكه س، شيلان عبدالمناف، شيلان محمد بيرموس، صديق شرو، عارف حيتو، عبدالرحمن بامرني، عبدالرحمن مزوري، عصمت العصمان، عصمت خابور، غالب جميل، فه هيل  ئاميدي، قهرمان عكيد، كاميران برواري، كاميران رشيد برواري، كولنار علي، لقمان ئاسيهي، محسن قوجان، محفوظ  مايي، محمد علي ياسين، محمد ملا حمدي، مصطفى سليم، ناجي طه برواري، نذيرة أحمد (دايكا داليايى)، نيوار عبدالقادر حجي، هزرفان، هفال فندي، هوار كمال بافي، هيفاء دوسكي.

في تقديمها لديوان {قصائد حب كردية} تقول الشاعرة د.هدية الأيوبي: {الحب... هل بقي هذا الذي يسمونه {الحب {بمنأى عن دخان الحروب وقسوة الطبيعة الإنسانية. هل ما زال هو نفسه الحب الذي صدح ذات يوم على مشارف الصحراء حين كانت الأرض تنجب عشاقاً؟ {قصائد حب كردية}...هل حقيقة ما زال هناك عشاق وعاشقات؟}.

تتابع متسائلةً: {ما بالهم هؤلاء الشعراء الكورد الذين ترجمهم بدل رفو المزوري؟ إنهم يحبون ويسهرون ويتألمون ويشتاقون إنهم عشاق طبيعيون جداً. كأن الحب القادم من وراء الجبال لم يتنفس سوى هواء كردستان النقي بعيداً عن عالم لوثته سموم النفاق والمادة. الوفاء... الدموع... الشوق... الخجل.. الحبيبة... الحبيب... مشاعر دافئة نفتقدها في ظلام صراع الحضارات}.

تبتسم الشفاه

في حضن طبيعة كردستان الساحرة ينمو الحب وشجر الكلام، كما تذكر الأيوبي. في حضرة العشق تبتسم الشفاه للحياة هازئة من متاعبها، من ضجيج الحروب في الخارج. إنه الحب الصافي الخجول، حيث العاشق يفتدي الحبيبة بروحه، حيث ما زال للقبلة لونها البريء، ولعيني الحبيبة نكهة الضوء. عشاق على الدرب التي تاه عليها آلاف الأبطال، وانكسرت على صخورها ملايين القلوب. يمزق الشوق ستائر المسافات، يعلو نبض القلب، يرسم قوس قزح حافلاً بالأمنيات والفرح.

لولا بعض المفردات الدالة على أدوات العصر الحديث: ألبومك... موقعك الإلكتروني... لقلنا إن هؤلاء الشعراء يعيشون في ذاك الزمن الأول حيث كان للوردة معنى وللعطر طعم الشفاه بعد القبلة. ما سر هذا العشق؟ كيف للشعراء أن يعلنوا الحب رغم تعقيدات الوجود؟ هل حقاً ما زال هناك للحب مكان في هذا العالم؟

عالم الطمأنينة

في {قصائد حب كردية} يبدو الشعر قادماً من عالم كل ما فيه جميل، بحسب الأيوبي، من عالم الطمأنينة والألوان والهدوء النفسي، حتى يخيل إلينا أن هؤلاء الشعراء يعيشون في {المدينة الفاضلة} التي حلم بها أفلاطون، إلى درجة أن حبهم أفلاطوني أو عذري. كأن قصائدهم هاربة من مادية العالم إلى جنة لا تسمع فيها لاغية. الحب بكل براءته وانفعالاته وشقاوته المحببة ومعاناته الممزوجة بأمل جميل. إنه ببساطة الحب في ذات زمن جميل كان أو ربما سيكون.

وتختم الأيوبي بأن الشعراء الكورد يكتبون بحبر أبيض ينبع من قلوب ما زالت تؤمن بأن الحب هو الخلاص الوحيد في عالم بعيد عن سماء كردستان الشديدة الزرقة.

تصميم غلاف {قصائد حب كورية} لكريم النجار بلوحة الفنان فهمي بالايي. وبدل رفو الذي يعيش في دولة النمسا منذ عام 1991، أصدر أخيراً أيضاً كتاباً بعنوان {دم الصنوبر} حيث يترجم قصائد الشاعر بدرخان السندي.

تراودا النمساوية *

بقلم بدل رفو المزوري   

تضحك على أنغام قيثارة

يعزفها أنس الليالي

وأماسي العشق

فاتنة حسناء

بلون ليلة قمراء

وغمزة الشمس

{أجمل من الجمال}

قدها (الباني) المليح

يعلو سطوة الأزمان

ها هي تغفو في حضن الخلود

 تجتذب روح كل كلمة

إلى محراب القصيدة

حيث تتراقص ألحان الوفاء

في فؤادها الفسيح

في زمنها الموسيقي وسمفونية العهود

ترقص على جرح ٍ نازف لشرقي شريد

*نادلة

ولد بدل رفو المزوري عام 1960 في كردستان العراق. أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في مدينة الموصل، وبدأ النشر في نهاية السبعينيات باللغة العربية في جريدة {الحدباء} الموصلية. تخرج في قسم اللغة الروسية في كلية الأداب في جامعة بغداد عام 1985.

يعمل  المزوري في مجال الشعر والترجمة والصحافة، وهو عضو عامل في نقابة صحافيي كردستان ومنظمة الصحافيين العالمية، وعضو اتحاد الأدباء الكرد (فرع دهوك)، وعضو جمعية المترجمين العراقيين في بغداد.

المزوري عضو اتحاد أدباء وكتاب دولة النمسا، وعضو في نقابة الصحافيين النمساويين. شارك من خلال مسيرته الثقافية في كثير من المهرجانات الشعرية، وهو من الأوائل الذين عرَّفوا العرب عموماً والعراقيين خصوصاً إلى الشعر الكردي في منطقة بهدينان، وذلك في مهرجان المربد الشعري في بغداد.

من إصداراته: {ومضات جبلية من الشعر الكردي المعاصر} عن وزارة الثقافة والإعلام في العراق، {أغنية الباز} (قصائد كردية مترجمة)، {طالما تدور الأرض} بمشاركة خيري هزار مزوري دهوك، {أنطولوجيا شعراء النمسا} بالعربية، (ترجمة وإعداد عن الألمانية لدى دار الزمان في سورية)، {أنطولوجيا شعراء النمسا بالكردية} (ترجمة وإعداد عن الألمانية، لدى مؤسسة سبيريز للطبع والنشر في كردستان العراق)، {وطن اسمه آفيفان} (قصائد كردية مترجمة، لدى سندباد للنشر)، {آفيفان} قصائد للشاعر الكوردي عبدالرحمن مزوري (ترجمة، لدى دار سردم للنشر في السليمانية)، {قصائد حب نمساوية} (ترجمة عن الألمانية لدى دار الزمان السورية).