أمر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس بتخصيص 274 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للشعب اليمني، وبينما جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما التزام بلاده بأمن المملكة خلال مكالمة هاتفية أجراها مع الملك سلمان، أعلنت باكستان أنها ستشارك في تطبيق قرار مجلس الأمن بشأن اليمن.

Ad

 غداة نداء عاجل وجهته الأمم المتحدة من أجل أعمال الإغاثة الملحة في اليمن، تبرعت المملكة العربية السعودية أمس بكل المبلغ الذي طالبت به المنظمة الدولية لإغاثة الشعب اليمني والمقدر بـ274 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة.

 وقال الديوان الملكي السعودي في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية، إن الملك سلمان بن عبدالعزيز «أمر بتخصيص مبلغ أعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن من خلال الأمم المتحدة».

وكان نائب الرئيس اليمني، خالد بحاح، أعلن تشكيل لجنة إغاثة، معتبرا تقديم المساعدات الإنسانية في قمة أولويات حكومته في ظل تردي الأوضاع المعيشية داخل اليمن، حيث تشير الأرقام إلى أن 150 ألف يمني نزحوا من مناطقهم، وأن أعداد مَن يعانون نقصا في المواد الغذائية وصل إلى 12 مليونا وسط نقص حاد في الوقود ومشتقاته وارتفاع أسعار المواد التموينية بنسبة 40 في المئة.

وتقدر الأمم المتحدة أن 61 في المئة من سكان اليمن بحاجة إلى المساعدات الإنسانية حتى قبل التطورات الأخيرة في البلاد.

أمن المملكة

إلى ذلك، أفاد البيت الأبيض في بيان بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما تحدث هاتفيا مع العاهل السعودي مساء أمس الأول لبحث التطورات في اليمن.

وأضاف أن أوباما والملك سلمان اتفقا على أن التوصل لحل سياسي من خلال التفاوض ضروري لتحقيق استقرار دائم في اليمن. وقال البيت الأبيض إن أوباما أكد خلال الاتصال «التزام الولايات المتحدة بأمن السعودية».

ولاحقا، بحث العاهل السعودي في اتصال هاتفي أمس مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الأوضاع الاقليمية والدولية، خاصة في اليمن، إضافة إلى الملف النووي الإيراني.

ويأتي اتصال الملك سلمان مع الرئيس الفرنسي بعد أسبوع من لقاء عقده مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، استعرض خلاله الجانبان مستجدات الأوضاع في المنطقة، إضافة الى أوجه التعاون بين البلدين الصديقين.

«مجلس التعاون»

على صعيد آخر، طلبت دول مجلس التعاون الخليجي عقد اجتماع عاجل مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقرر أن يعقد غدا مع سفراء الخليج، لبحث تعيين مبعوث جديد لليمن بعد استقالة جمال بنعمر من منصبه.

وجاء طلب دول مجلس التعاون غداة مطالبة الأمم المتحدة بـ»وقف فوري لإطلاق النار في اليمن».

في سياق ذي صلة، أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عبدالله التركي أن صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 بشأن اليمن جاء نتيجة جهود مكثفة أكدت نجاح الدبلوماسية السعودية والخليجية في إقناع المجتمع الدولي بعدالة مواقفها وسلامة توجهاتها.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية أمس عن التركي في ختام جولة وفد الرابطة في كمبوديا واليابان وتايوان قوله إن «الرابطة وجدت تأييدا وتجاوبا كبيرا من الجمعيات والمراكز الإسلامية التي زارها وفد الرابطة حتى من غير المسلمين، إضافة إلى المسؤولين في اليابان وكمبوديا وتايوان، مع القرار الذي اتخذته المملكة بإطلاق عاصفة من أجل رفع الظلم عن الشعب اليمني من طغيان ميليشيات الحوثي».

مشاركة باكستانية

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية مساء أمس الأول عن اتخاذ خطوات لتطبيق قرار مجلس الأمن بشأن اليمن الذي يدعو إلى فرض قيود وحظر على الأسلحة إلى الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تسنيم أسلم، إن الوزارة أصدرت تعليمات بتطبيق تجميد الأصول وحظر السفر وحظر على الأسلحة والالتزامات ذات الصلة، وفقا لقرار مجلس الأمن.

وجاءت تصريحات المتحدثة عقب إعلان باكستان، بعد اجتماع عالي المستوى ترأسه رئيس الحكومة نواز شريف، أن قواتها المسلحة ستكون على استعداد تام للمشاركة في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الخاص باليمن، لاسيما منع توريد أسلحة لجماعة الحوثيين وتفتيش سفن نقل متوجهة إلى موانئ اليمن.

وذكرت قناة «دون» أن الحكومة الباكستانية تبحث إرسال سفن حربية لتطبيق الحظر الذي سيتضمن تفتيش سفن متجهة لليمن تحمل أسلحة للميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس السابق.

تحرك جزائري

في غضون ذلك، كشفت مصادر عن تحرك الدبلوماسية الجزائرية لإقناع السعودية بضرورة إعطاء فرصة لاختبار المبادرة التي أعلن عنها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لوقف المعارك في اليمن.

وذكرت تقارير أمس أن الجزائر نقلت رسائل إيرانية إلى الرياض عن استعداد الحوثيين لوقف المعارك في عدن والانسحاب من صنعاء والعودة إلى معاقلهم في صعدة مقابل وقف التحالف العربي غاراته.

«عاصفة الحزم»

ميدانياً، واصلت غارات تحالف «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية ضربتها ضد المتمردين الحوثيين لليوم الـ24 على التوالي أمس في صنعاء وتعز وعدن وصعدة وعمران.

وأكدت مصادر مقتل ثمانية عشر قياديا من ميليشيات الحوثي وصالح في قصفٍ لطائرات التحالف، استهدف قصر الشعب في مدينة تعز. كما تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورا لانفجارت كبيرة لمخازن الذخيرة بمعسكر القوات الخاصة التابع للمخلوع صالح في الصباحة بصنعاء وقتل 27 شخصا في تعز جنوب غرب اليمن في معارك شوارع ليل الجمعة ــ السبت بين أنصار الرئيس عبدربه منصور هادي والمتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق.

وأوضح مصدر طبي أن من بين القتلى 19 حوثياً وأربعة جنود من اللواء 35 المدرع الموالي لصالح وأربعة مقاتلين موالين لهادي.

كما شهدت أحياء في عدن من بينها دار سعد والمعلا مواجهات جديدة تخللها إطلاق نار على المنازل. وفي رأس عمران على بعد 15 كلم غربا، خاض مقاتلون موالون لهادي معارك عنيفة ضد الحوثيين وحلفائهم الذين يحاولون منذ خمسة أيام التقدم باتجاه مصفاة عدن.

وفي محافظة لحج المجاورة، قالت مصادر عسكرية إن مواجهات جرت للسيطرة على قاعدة العند الجوية بين المتمردين ومقاتلين موالين لهادي نجحوا في مساندة رجال قبائل في التقدم في القطاع والسيطرة على تلة تشرف على القاعدة. وتصدى اللواء مدرع 312 في محافظة مأرب لثلاث هجمات من ميليشيات الحوثي، نتج عنها أسر 7 حوثيين وقتل 5.

إجبار طائرة إغاثية انتهكت الحظر على الهبوط

أفاد الناطق الرسمي باسم «عاصفة الحزم» العميد ركن أحمد عسيري أنه تم إجبار طائرة إغاثية على الهبوط في مدينة جازان السعودية بعد تحديها الحظر المفروض على الأجواء اليمنية، مشدداً على أنه يجب التقيد بإجراءات إدخال مساعدات الإغاثة والإخلاء. وأشار عسيري خلال الإيجاز الصحافي أمس الأول في العاصمة الرياض إلى أن «هناك سفناً تُمنع من وصول الموانئ اليمنية عندما يشتبه في حمولتها، أو ترفض التعاون مع السفن التي تنفذ الحظر».

(صنعاء، عدن، إسلام آباد -  د ب أ، رويترز، أ ف ب)