أضحت القوى السياسية المشاركة في الحكومة تتلاقى وتتقاطع أكثر من أي وقت مضى على توجه مشترك حيال ملف المخطوفين العسكريين من قبل "داعش" و"النصرة".

Ad

وأسقط بعض هذه القوى "الفيتو" ضد المقايضة الذي كان رفعه في المراحل الأولى من القضية. ولعل هذا التوجه بات يقوم الآن على مبدأ استخدام كل ما يمكن استخدامه لإعادة الأسرى العسكريين سالمين، ووقف مأساة ذبحهم واحداً تلو الآخر كما حصل.

وفي المقلب الآخر، يبدو أن الخاطفين، الذين نجحوا حتى الآن في إدارة المرحلة الأولى من التحضير للمفاوضات عن طريق استغلال الشعور الإنساني لدى أهالي العسكريين وتحريضهم على قطع الطرقات، انتقلوا إلى مرحلة أخرى متقدمة في ممارسة المزيد من الضغط.

وتحدثت المعلومات عن لائحة جديدة رفعها الخاطفون إلى الموفد القطري وفيها أسماء جديدة على لائحة المطلوبين من سجن رومية لمقايضتهم مع العسكريين، ومن بينها اسم أحد أخطر المطلوبين من جماعة "كتائب عبدالله عزام" المدعو نعيم عباس، الذي أوقف مع آخر من المرتبة نفسها، من حيث الخطورة وهو جمال الدفتردار.

في السياق، نفذ أهالي العسكريين المخطوفين، اعتصاماً أمام السراي الحكومي في رياض الصلح، تزامناً مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء، وقد حضر وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور إلى مكان الاعتصام مكلفاً من رئيس الحكومة تمام سلام يرافقه رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير.

باسيل

إلى ذلك، قال وزير الخارحية جبران باسيل، في تصريح من السراي الحكومي قبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء أمس: "لم أكن مكلفاً بلقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ولكن من الطبيعي الالتقاء به، خصوصاً أنه وزير خارجية سورية، ونحن لنا علاقات دبلوماسية معها". وأضاف باسيل أن "مسألة المخيمات بحاجة إلى قرار من مجلس الوزراء، ولن تمر لا اليوم ولا بعد مئة سنة".

سفير النظام

إلى ذلك، شدد السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، على أن "التنسيق بين لبنان وسورية، وبين الحكومتين، ومع السفارة وكل الجهات المعنية، هو ما يوصل إلى النتائج التي تخدم لبنان وسورية والسوريين في المناطق اللبنانية المختلفة".

ودعا إلى "ضرورة التنسيق مع الحكومة السورية والقيادة السورية والجيش السوري والسفارة السورية للخروج من أزمة النازحين"، مؤكداً أن "سورية تمّد يدها وتفتح قلبها، وهؤلاء مواطنونا، وسورية الأقدر على مساعدة أبنائها، ولكن قبل كل ذلك يجب أن يكون الخطاب واضحاً أيضاً للجهات التي تدعي الحرص على لبنان أن أوقفوا تمويلكم لهؤلاء الإرهابيين وأوقفوا تسليحهم أهم من الهبات والدول التي تجتمع في مؤتمر للمانحين".

ونقل عبدالكريم عن بري تشديده على "ضرورة التنسيق بين البلدين والحكومتين والجيشين"، معتبراً أن "الهروب من هذه الحقيقة يضعف الحملة في مواجهة الإرهاب ولا يحسن لا إلى المخطوفين ولا إلى الجيش اللبناني في معركته المحقّة والشرعية".