• من تولى العمل على زيارتك للكويت؟
- سعدت بزيارتي الأولى للكويت صاحبة النهضة الثقافية، رغم عملي في المجالين الفني والثقافي كشاعر ومخرج، ولي كتبي وندواتي وأعمالي منذ أكثر من خمسين عاماً. لقد أسهمت في وجودي في الكويت مجموعة من الأصدقاء بينهم د. كافية رمضان، ود. غانم النجار، ورئيس المهرجان العربي لمسرح الطفل محمد العسعوسي. • ماذا تعرف عن الكويت وفنها؟ - الكويت من الدول العريقة الآن في هذا المجال بسبب التراكم المعرفي والثقافي والرغبة الحقيقية من شبابها، ففي خمسينيات القرن المنصرم برزت الحركة الثقافية الحقيقية وكانت مشعة، ومنذ ذلك الوقت والكويت مركز حضاري، وشخصياً أتابع سلاسل الكتب والتلفزيون من خلال الممثلين الكويتيين، لا أنسى على سبيل المثال «بساط الفقر» لعبدالحسين عبدالرضا، وسعاد عبدالله، وإبراهيم الصلال، ومحمد جابر. • لديك تجربة مسلسل كويتي... ما هي؟ تخرجت في معهد السينما المصري، وكان أحد زملائي المخرج والكاتب الكويتي د. نجم عبدالكريم، وكتبت للكويت عام 1973 مسلسلاً طويلاً بعنوان «القيود»، عن الأحمدي، ولم أزر الكويت وكنت سعيداً بهذه التجربة، لأنهم وفروا لي المعلومات اللازمة. • كيف وجدت المهرجان العربي لمسرح الطفل؟ كنت رئيساً لمهرجان شبيه به في مصر، منذ سبعة أعوام تقريباً، أنا مع فكرة المهرجانات الخاصة بالطفولة، حيث تعود فائدتها من ناحية تقصير المسافات بين المبدعين أنفسهم، وكذلك مع الناس والشعوب. نحن مع الأسف في زمن الفرقة بعدما كنا نحلم بالقومية العربية، وعلينا أن نعود إلى التجمع ولم الشمل مرة أخرى، ولن نعود إلا عن طريق الفن وديدنه، فالفن أقوى من السياسة في أن يكون سفيراً للدول والشعوب. • هل فن العرائس بحاجة إلى تفعيل أكثر؟ - نحن بحاجة إلى نهضة، ويشكر المهرجان العربي لمسرح الطفل على اهتمامه بفن العرائس الدمى، لأننا بالفعل في حاجة ملحة لذلك، سواء كان ذلك في مصر أو الكويت، من خلال العمل المكثف على هذه الفنون، وعالم الأطفال، إضافة إلى الغرافيكس والرسوم المتحركة، وتتويجه بانتاجات جديدة، نحن نمتلك العديد من الكوادر، لذا علينا أن نتكاتف معاً من أجل الخروج ببرامج ومسلسلات وأفلام ومسرحيات قائمة على التقنيات الحديثة. خصوصاً أننا نتمتع بتراث فني وثقافي عريق جداً، مثل «ألف ليلة وليلة» و«كليلة ودمنة» وغيرهما. • أين موقع مسرح العرائس في زمننا الحالي؟ - أين هو فن العرائس كمسرح وتلفزيون وسينما؟ علينا القيام بالعمل الدؤوب والمضني في هذا الحقل، فما نقدمه لا يعد إلا شذرات، منها العمل الذي قدمناه في المهرجان «فركش لما يكش»، و«الليلة الكبيرة»، بودّي أن أعمل فيلماً للعرائس، مع الشباب السينمائي الكويتي لأنني أثق وأساند الكوادر الجديدة، ولأن الكويت مؤهلة لأن تكون دولة رائدة في مجالات عديدة وعلى رأسها فنون الطفل. • كيف وجدت التفاعل مع «فركش لما يكش» في الكويت؟ - كان تفاعل الجمهور الكويتي رائعاً ومتوقعاً، ويتكون العمل من فصلين متماسكين وجاذبين. واستغربت هذا التعجب من كون المسرحية ذات فصلين، أصلاً المسرح يتكون من ثلاثة فصول، ولمن يعتقد غير ذلك فليرجع إلى المسرح الإغريقي. لكن بتطور العصر تكون المسرحية مكثفة في أقصر زمن، والبناء الدرامي والتشويق قوي والإيقاع السريع والحبكة الدرامية منضبطة وعناصر جاذبة، أي تكامل العناصر الفنية، ما يجعل المتلقي متسمراً في كرسيه حتى يرى ماذا سيحدث في المشهد التالي إلى أن تنتهي المسرحية، وهذا هو الفن الحقيقي. • بعد إعادة عرض المسرحية... هل تأثر جانب الإقبال عليها؟ - الإقبال عليه في حالة ازدياد، وهذا هو الفرق ما بين العبق و«العبط»، وقمنا بتغيير بسيط إلى حد ما في طاقم العمل، إضافة إلى التحديث في العرائس العناية بها والحفاظ عليها إضافة إلى الديكورات في مخازن جيدة. ونعمل الآن على تحويل هذه المسرحية إلى فيلم من تأليفي وإخراجي برؤية جديدة. • هل نحن في عصرنا الحالي بحاجة إلى «بقلظ» و«أرنوب» و«كوكي كاكا»؟ - قدمت هذه الأعمال في منتصف الستينيات، التي تماشت مع الشعب المصري الذي تعاطف مع شخصياتها الشهيرة إلى اليوم، لأنها تمتعت بالجاذبية والبناء الدرامي المحكم، وتكامل العناصر الفنية. • هل تجد الدعم المادي المناسب لأعمالك؟ - هي «خناقة» متبادلة بيننا وبين المنتج، في فيلم شهير للمخرج فيلليني اسمه «8 ونصف» لماذا؟، لأن النصف هو «الخناق» وهذا صراع كوني أبدي منذ زمن بعيد بين الفن والإنتاج. ولا تزال مستمرة بيننا كفنانين وبينهم كمنتجين وتجار لوحات، ونحن من يرسمها، فكيف سيبيعها ويوزعها ويسوقها؟، هذه قضية الانتهازية الرأسمالية المستغلة لفنوننا. والفن هو الذي يصنع قيمة للإنسان عموماً وللدول بشرط أن يكون فناً رائداً وواعياً باحتياجات الفنان في زمانه ومستقبله.
توابل - مسك و عنبر
شوقي حجاب: أستعد لفيلم العرائس «فركش لما يكش»
31-05-2015