ما الذي حمسك للمشاركة في «الليلة الكبيرة»؟

Ad

بداية السيناريو الجيد والمختلف في الوقت نفسه أكثر ما جذبني إلى قبول العمل، فهو مكتوب بحرفية شديدة من المبدع أحمد عبدالله، كذلك حمسني التعاون مع المخرج المتميز جداً سامح عبد العزيز. يُضاف إلى ذلك «عدد النجوم» في العمل والذين أتعاون معهم. لذلك فإن مشاركتي في «الليلة الكبيرة» تجربة مختلفة بالمقاييس كافة بالنسبة إلي.

تدور الأحداث في 24 ساعة وداخل موقع واحد، والفيلم مليء بمجموعة عناصر تعزز روح التنافس الشريف، ما يصبّ في صالح الجمهور الذي سيجد الممثلين والعمل بمستوى عال جداً في إطار تلك المنافسة.

علمنا أنك تعاقدت على العمل بحصولك على أجر أقل من أعمالك السابقة، وأن دورك صغير.

كل ما يهمني في العمل الجانب المعنوي من خلال قيمة الدور وليس حجمه. أما بالنسبة إلى الأجر فمن الطبيعي أن يكون أقل لأن العمل مهم يجمع عدداً كبيراً من النجوم، وبالتأكيد سيكون أجري أقل مما أتقاضاه عن البطولة المنفردة، وهذا ليس تنازلاً بل تعاون لخروج العمل إلى النور. عموماً، هذه ليست حالي وحدي إنما يشاركني فيها الزملاء في الفيلم.

ماذا عن شخصية رجل الدين المتحرش التي تقدمها؟

لا أقدم شخصية رجل دين، كما تردد. وللأسف، لأنني ظهرت في أكثر من لقاء ولحيتي كثيفة، وتحدثت أنني لم أعتمد هذه الإطلالة تماشياً مع الموضة بل لأجل دور جديد أقدمه في فيلم «الليلة الكبيرة»، توفع البعض أنها شخصية رجل دين. واضطررت إزاء ذلك إلى «حرق» جزء من تفاصيل الشخصية، وقلت إنها شخصية «متحرش مولد»، فحدث خطأ أكبر أصابني بالهلع حينما كتب أحدهم «رزق يجسد شخصية شيخ متحرش في المولد». بكل بساطة، أجسد دور رجل متواجد في المولد، وهي شخصية مركبة جداً وصعبة، لديه أسباب جعلته في حالة التحرش هذه وتسببت له في عقدة نفسية من والدته (الفنانة الكبيرة صفية العمري) التي تجمعه بها دراما خاصة جداً.

كيف رأيت تجربتك الأولى في العمل مع المخرج سامح عبد العزيز؟

ثمة كيمياء مشتركة بين أحمد عبدالله وسامح عبد العزيز لأن هذا الثنائي نجح في تقديم أعمال عدة أضافت إلى أرشيف السينما المصرية. سعيد بالمرة الأولى التي أعمل فيها مع سامح عبد العزيز لأنه مخرج مهم، ونموذج مثالي للتعاون المشترك بين الممثل والمخرج والمؤلف، ولديه قدرة على تنمية فكرة الممثل في أن يقدم إضافة إلى الدور، ما يتيح الفرصة لمناقشة الفكرة وتطويرها. وأتمنى تكرار التجربة معه.

هل يتعرَّض الفيلم لمعالجة الفتنة الطائفية في المجتمع؟

الحمدلله لا توجد في مصر فتنة طائفية، ويحاول الفيلم التركيز على هذه الجزئية ويقدمها بشكل إيجابي، وهي أن الله أكبر من أي فتنة وأي تقسيم أو طوائف، خصوصاً أننا انقسمنا كثيراً حتى على المستوى الديني. يقول الفيلم رسالة مهمة جداً، ولم أتردد لحظة بمجرد أن جاءتني الفرصة للمشاركة فيها.

يقال إن ثمة عدداً من الفنانين يرفضون الأعمال الجماعية التي يشارك فيها زملاء منافسون لهم؟

يضمّ الفيلم مجموعة فنانين يقوم كل منهم ببطولة عمل وحده، وهذا أكبر دليل على أن الممثل لا يفكر في حجم الدور بقدر أهمية الأخير في العمل. الموضوع والنص والقصة والدراما التي تجمع الممثلين كانت كفيلة بأن لا يتردد أي أحد منهم في الموافقة على الفيلم، ولم يفكروا في حجم الدور أو في الاسم على الملصق أو غير ذلك. أشير هنا إلى أننا كفنانين مظلومون بعدم توافر النص الجيد والدراما المكتوبة بطريقة لافتة، والتجربة أثبتت أنه حينما يتوافر النص الجيد لن يعيق تنفيذه شيء.

هل ترى السينما في فترة انتعاشة حالياً؟

أرى أنها بدأت تعود، وهو أمر جيد، خصوصاً أن النوعيات التي أصبحت تقدم في السينما تحمل أفكاراً وصوراً ودماً جديداً ومختلفاً، وهذا سيكون مفيداً للسينما خلال الفترة المقبلة.