عاد الاهتمام بـ«الكتاتيب» في مصر إلى الواجهة، ضمن مواجهة المؤسسة الدينية الرسمية للتيارات التكفيرية، لتعود الروح إلى مؤسسة تعليمية تنتمي إلى القرون الوسطى، كانت الركن الرئيس في تحفيظ القرآن الكريم وقتها، لكن مطالب عودتها في القرن الواحد والعشرين مرتبطة هذه المرة بمواجهة أفكار التطرف والإرهاب التي غزت بعض مناطق الريف المصري.

Ad

وفي حين طالبت الفائزة الأولى في المسابقة العالمية للقرآن الكريم هذا العام، فاطمة عبدالحكيم الدويب، في تصريحات صحافية، وزارة الأوقاف بالمحافظة على «الكتاتيب»، بدأ وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، خطة طموحة لإعادة إحياء «الكتاتيب» في الريف، بعدما أصدر قرارا نهاية الشهر الماضي، برفع مكافأة الكتاتيب المالية بنسبة 100 في المئة للمحفِّظين، وبنسبة 200 في المئة لمحفظي حلقات القرآن، في حين خصص مليون جنيه جوائز للفائزين بالمسابقة العالمية لحفظ القرآن.

وشدد وزير الأوقاف على أن الوزارة لن تسمح لأي جهة أن تفتح «كتاتيب» لتحفيظ القرآن إلا بعد الحصول على رخصة من «الأوقاف»، حتى لا يتم استغلالها في تمرير أفكار التشدد عبر بعض المحفظين والمحفظات المنتمين إلى الجماعات المتشددة.

وبينما قال رئيس القطاع الديني بوزارة «الأوقاف»، محمد عبدالرازق عمر، إن الوزارة فتحت باب التقديم لراغبي الحصول على ترخيص لفتح مقرات «الكُتّاب العصري لتحفيظ القرآن»، أكد وكيل الوزارة لشؤون المساجد والقرآن الأسبق، سيد عبود، أن الوزارة تتبنى حاليا فكرة الكُتّاب العصري، التي تتعدى دوره القديم إلى العمل على زرع القيم الأخلاقية في نفوس الأطفال، فضلا عن تحفيظهم القرآن الكريم.

بدوره، شدد أستاذ الفقه المقارن بجامعة «الأزهر»، الدكتور سعد الدين هلالي، لـ»الجريدة»، على ضرورة إخضاع جميع «الكتاتيب» في مصر لإشراف الأزهر الشريف، على أن يتم تعيين متخصصين لإدارتها وتولي عملية التحفيظ.

ويأتي توجه وزارة الأوقاف المصرية وسط غياب إحصاء رسمي لعدد الكتاتيب ودور تحفيظ القرآن غير المرخصة.

يذكر أن الكتاتيب هي الأماكن الأساسية لتعليم الأطفال حفظ القرآن منذ العصر الأموي ومن مشاهير خريجي الكتاتيب رفاعة الطهطاوي وطه حسين.