التدخل في اليمن يعزز زعامة السعودية

نشر في 29-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 29-03-2015 | 00:01
بلورت حملة السعودية ضد الحوثيين الزعامة العربية للمملكة وحددت دورها في الشرق الأوسط لسنوات ومعالم الخصومة الإقليمية بينها وبين إيران حليفة متمردي اليمن. وإذا نجحت الحملة فإنها ستعزز مكانة الرياض كزعيمة فعلية للدول السنية بالمنطقة التي استطاعت جمعها في تحالف للمشاركة في عملية مسلحة معقدة وتشجعها على اتباع نهج أكثر حزما وصرامة في مواجهة ما ترى أنه مطامح توسعية لعدوها اللدود إيران في العراق وسورية ولبنان والبحرين.

ولا مجال أمام المملكة سوى النجاح لأن الفشل يعني ضعف قدرة الرياض على إقناع الحلفاء والجيران بالانضمام إليها في مغامرات في المستقبل وقد يكون نكسة لعاهلها الجديد الملك سلمان وكذلك كبار الأمراء الآخرين في أوائل حكمه.

وتريد الرياض أن تعيد بعض الاستقرار ونفوذها في اليمن بالعمل على أن يكتسب الرئيس عبدربه منصور هادي من القوة ما يكفي لإجبار خصومه على التفاوض.

وكانت الخبرة السابقة للمملكة في قتال الحوثيين أثناء حرب حدودية قصيرة في 2009-2010 اعتمدت على صور الأقمار الصناعية الأميركية أما مشاركتها في الضربات الجوية في سورية فاعتمدت على عمليات القيادة والتحكم الأميركية.

وفي هذه المرة فإنها تضرب أهدافا في شتى أنحاء اليمن من الجو بدون مساعدة أميركية وتشرف على عمليات طائرات الحلفاء العرب وتنسق دور عدة قطع لقوات بحرية وتقوم بإعداد قوات برية.

ومع أن الرياض لم تستبعد القيام بعملية برية، فإن محللين قريبين من التفكير السعودي يعتقدون انه من المستبعد إلى حد كبير القيام بغزو عبر الحدود، فمثل هذا الغزو سيعزز مواطن قوة الحوثيين ولكن من المحتمل أن ترسل المملكة قوات خاصة إلى داخل اليمن.

والحملة العسكرية للرياض تسايرها خطة سياسية طموحة وهي استخدام الغارات الجوية والضغوط المتواصلة من تحالف يضم تسع دول عربية بالإضافة الى باكستان في حمل الحوثيين على الجلوس إلى مائدة التفاوض وإجبارهم على الدخول في اتفاق.

وإذا نجح الحوثيون في الاستيلاء على عدن في الأيام القادمة على الرغم من الضربات التي تقودها السعودية ومنعوا الرئيس عبدربه منصور هادي من العودة إلى البلاد فإن هدفا رئيسيا للحرب السعودية سيتم إحباطه سريعا.

وأي نكسة من هذا القبيل ستكون اختبارا حادا للقوة السياسية للتحالف الذي يبدو بالفعل هشا بعض الشيء. فقد ناقضت باكستان التصريحات الأولية للسعودية بأنها جزء من التحالف قائلة إنها لم تقرر بعد هل ستنضم إلى التحالف أم لا.

من جهة أخرى، ستكون مكانة السعودية واعتزازها بأنها القائد الأخلاقي للعالم الإسلامي محل اختبار إذا وقعت إصابات بين مقاتليها أو قتلت بطريق الخطأ مدنيين من خلال ضربات بالخطأ.

(الرياض ــ رويترز)

back to top