متى ما تسلم المبدعون دون محسوبية أو شللية زمام الأمور فإن التميز واستقطاب الناس سيكونان حليفيهما بلا أدنى شك، وعلى هذا الأساس أقول إنه لابد من الاستفادة من الطاقم الإعلامي الكويتي المبدع الذي تمكن من صنع نجاح تلفزيون الوطن، وأعني هنا تسليمهم إدارة تلفزيون الكويت ليعيدوا له بريقه.
لا حاجة لي بأن أبين موقفي من مالكي جريدة وتلفزيون "الوطن"، فأنا وإن تجاوزت قناعاتي الخاصة بشخصية وأخلاقيات الملاّك فلن أستطيع تجاوز سياساتهم السيئة طوال سنوات تملكهم لتلك المؤسسة الإعلامية، وكمية الفتن والأزمات التي افتعلوها على مرّ الزمن. وكما اتضح في الآونة الأخيرة فإن أداءهم التجاري لم يختلف كثيرا عن سياساتهم السيئة، فقد خسرت مؤسستهم الإعلامية أكثر من 90% من رأس المال؛ مما حتم على وزارة التجارة إغلاق المؤسسة لانتفاء شرط أساسي من شروط قيامها.ولكن بعيدا عن رأيي الخاص بالملّاك وبعيدا أيضا عن أدائهم السياسي والتجاري فإن تلفزيون الوطن تمكن خلال السنوات الماضية من إثبات أن الإعلاميين الكويتيين قادرون على صنع ما هو مميز ومُتابع من الناس، فقد تمكن الطاقم الإعلامي الكويتي الذي عمل في تلفزيون الوطن من استقطاب المشاهدين داخل الكويت وخارجها، ولم يكن هناك أي مجال للمقارنة بين جودة ما يقدم بتلفزيون الوطن إذا ما قورنت مع الأعمال التي يقدمها تلفزيون الكويت بقنواته المتعددة مجتمعة، وإمكاناته الأكبر بكثير من تلفزيون الوطن، أو أي تلفزيون خاص آخر داخل الكويت.وبالطبع فإن ما قام به تلفزيون الوطن لا يعتبر أمرا خارقا، بل هو الأمر الطبيعي والمتوقع حدوثه عند تسليم زمام الأمور للمبدعين الكويتيين من أهل الاختصاص، فمختلف المخرجين فيه هم ممن عمل في تلفزيون الكويت في بداياتهم أصلا، كيعرب بورحمة، وأحمد الدوغجي، وعلي حسن، وكذلك الحال مع بعض مقدمي البرامج والمعدين كإيمان نجم، وبسام العثمان، ونادية صقر، وعبدالعزيز عطية، بالإضافة لتطعيمهم بوجوه شابة أصبحوا اليوم نجوما كعمر العثمان وعلي حسين وحصة اللوغاني.وهو ما يثبت بشكل لا يدع أي مجال للشك أنه متى ما تسلم المبدعون دون محسوبية أو شللية زمام الأمور فإن التميز واستقطاب الناس سيكونان حليفيهما بلا أدنى شك، وعلى هذا الأساس أقول إنه لابد من الاستفادة من الطاقم الإعلامي الكويتي المبدع الذي تمكن من صنع نجاح تلفزيون الوطن، وأعني هنا تسليمهم إدارة تلفزيون الكويت ليعيدوا له بريقه، وهم قادرون على ذلك، كما كان واضحا من خلال تجربتهم بتلفزيون الوطن.فبدلا من بعثرة أموال تلفزيون الكويت على برامج تافهة ومسلسلات لا أحد يتابعها أصلا، وصور إخراجية رديئة ترهق أعين المشاهدين، توجه تلك الأموال لمن يستحقها لتقديم ما يستحق المشاهدة فعلا.فمن تمكن من النجاح بأقل من ربع إمكانات تلفزيون الكويت على صعيد المادة والأرشيف وعدد الاستوديوهات المتاحة فعليكم أن تتخيلوا ما هو قادر على فعله إن تسلم زمام الأمور في تلفزيون الكويت.هي أمنية بأن نستفيد من تلك الطاقات ونستثمرها لتحقق المردود الطيب، ولكن لا أعتقد أن وزارة الإعلام قادرة على استيعاب هذه الفكرة البدهية البسيطة أصلاً.
مقالات
استفيدوا منهم
10-06-2015