تدرّجت منذ طفولتك بأدوار تمثيلية عدّة، فهل حققت ما سعيت إليه؟

Ad

لا أزال أسير باتجاه تحقيق شيء ما، ربمّا شكّلت الأدوار التي أديتها أخيراً بداية انطلاقتي نحو ما أصبو إليه.

هل جاء هذا التدرّج بشكل منطقي أو بوتيرة بطيئة؟

يقول المحيطون بي إنني أسير بخطوات منطقية وفق الأصول، ولم أحرق المراحل، لأنني تطوّرت في نوعية الأدوار، ولم أحقق نجاحاً فجائياً بدور تمثيلي واحد. وهذا أمر إيجابي بالنسبة إلى الجمهور أيضاً، كوني فزت بجائزة «موركس دور» كممثلة واعدة. إنما شخصياً أشعر بأنني بطيئة نظراً إلى طموحي الكبير.

كيف تدعمين هذه الخطوات؟

يقوم المجال الفنّي على العلاقات العامة، لذا أظلّ على تواصل مع منتجين ومخرجين لئلا أدخل في دائرة النسيان. أمّا على الصعيد الشخصي، فأقرأ كتباً متخصصة بالتمثيل وأجري أبحاثاً وأخطط لأخذ دورس مكثفة بالتمثيل في الخارج هذا الصيف.

عُرض مسلسلا «اتهام» و{لو» في فترة متزامنة، في أي منهما لفتّ الأنظار أكثر؟

تنافس العملان على المرتبة الأولى في رمضان 2014، وتركا أثراً لدى الجمهور، لكن المفارقة أن الجمهور اللبناني يسألني دائماً عن «لو»، فيما العربي في دبي ومصر يناديني «سهى» (الشخصية التي جسدتها في «اتهام»)، لذا لم أشعر بأن ثمة أفضلية لأحدهما من دون الآخر، إلا أن نادين نجيم معروفة أكثر في لبنان فتابعها الجمهور، فيما تابع العرب عبر قناة «النهار» مسلسل «اتهام» لأن ميريام فارس محبوبة أكثر في مصر.

تختارين شخصيات صعبة ومركّبة، فكيف تتحضّرين لها؟

أفضّل اختيار أدوار صعبة تحوي مشاهد تثير اهتمام الجمهور مثل شخصيتيَّ في «اتهام» و{عشق النساء». ففي الثاني أديّت دور فتاة مصابة بمرض السرطان، وبحكم دراستي الصيدلة والعلوم المخبرية التقيت مرضى يتلقّون العلاج في المستشفيات، فضلا عن أنني خبرت معاناة جدّي وأصدقاء لي مع هذا المرض، لذا كانت لي وجهة نظري الخاصة في هذا الإطار، ثم تابعت مع المعالجة النفسية جوزفين غبريل المراحل النفسية التي يمرّ بها المريض وانعكاس ذلك على لغة جسده وتصرفاته.

أمّا بالنسبة إلى شخصية «سهى» في «اتهام»، فمن تمرّ بهكذا تجربة تكون أمام خيارين، إمّا الانتقام أو السير بلا وعي نحو الانتحار بسبب رفض الواقع. فأخترت تجسيد شخصية الفتاة التي ترفض الواقع، فتكون ملامحها من دون تعبير عن أي مشاعر.

هل التحضير المكثّف للشخصية يجعلك تنجحين في أداء دورك بواقعية وإتقان؟

طبعاً، فلا يمكن أن يصدّقني الجمهور في حال ظهرت بكامل الأناقة والماكياج فيما أعاني مرضاً خبيثاً وأقف على شفير الموت، أو أستيقظت صباحاً واضعة الماكياج على وجهي. يجب أن تعكس تعابير الجسد الشخصية لتثير تعاطف الجمهور فيصدّقها.

ألا تقع هذه المسؤولية على عاتق المخرج، أي مراقبة هذه التفاصيل؟

طبعاً، فضلاً عن متابعة المنتج والمسؤولين عن الأزياء والماكياج هذا الأمر، إنما أحياناً يصرّ بعض الممثلين على رأيه الخاص رافضاً رأي المخرج، خصوصاً إذا لم تكن شخصية هذا الأخير قويّة كفاية لفرض ما يريد. من جهة أخرى من الضروري أن يتحلى الممثل، كما المخرج، بالوعي المهني اللازم للتعاون وتبادل الرأي، لأداء واجباتهما على أكمل وجه.

تتحضّرين جسدياً ونفسياً لشخصياتك قبل بدء التصوير، ألا يتعبك ذلك؟

في أثناء تصوير «لو» تزامناً مع بدء تصوير «عشق النساء» شعرت في إحدى المرات بكآبة نفسية وضيق عميق، فاتصلت بالمعالجة النفسية باكية لا أعرف سبب شعوري هذا، فنصحتني بضرورة الفصل بثوانٍ بين دوري والواقع، هنا تكمن  قوّة الممثل، وهذا هو التحدي بالنسبة اليّ.

بم شعرت لدى أداء دورك في «عشق النساء»؟

تعبت كثيراً ونقص وزني، لأنني تذكّرت جدّي ومدى تأثّر العائلة والمحيط بالمرض الخبيث.

أي شخصية ستكونين في رمضان 2015؟

أؤدي دور «أمان» في المسلسل الدرامي «بنت الشهبندر»، تتميّز هذه الشخصية التي تتحدث اللهجة السورية بالمرح والضحك والشخصية القوية المغناجة، الساعية إلى تحقيق ما تريد، غير آبهة برأي الآخرين والنتائج المترتبة عن تصرفها.

  ما ميزة هذا المسلسل؟

يتميّز بإنتاجه الذي يشرف عليه مفيد الرفاعي، وطريقة إخراجه على يد سيف الدين السبيعي وبفريق الممثلين، فضلا عن قصته التاريخية الرائعة البعيدة من السياسة، إذ يتحدث الكاتب هوزان عكّو عن الحارات في القرن التاسع عشر. وأنا فرحة بالتصوير كونه يضم ممثلين سوريين رائعين مثل سلافة معمار، قصي الخولي، منى واصف، ديما الجندي، قيس الشيخ نجيب،  وممثلين لبنانيين قديرين على غرار فادي ابراهيم، سميرة بارودي، أحمد الزين، مجدي مشموشي، عصام بريدي، طوني عيسى، ليلى القمري، جسّي عبدو. لذا أتوقع أن يترك أثراً لدى الجمهور في رمضان المقبل.

هل تأتي خياراتك للدراما العربية على حساب الدراما المحلية؟

تقضي مصلحتي الشخصية بأداء أدوار في الأعمال المحلية بمقدار الأعمال العربية، إذ لا يمكن  تحقيق الانتشار في الخارج فيما لا يعرفني أهل بلدي. من الضروري أن أرضي شعبي أولا قبل أن أرضي الغير.

كممثلين لبنانيين ما موقعكم في الدراما العربية المشتركة؟

لو لم يكن الممثلون اللبنانيون يشكلون إضافة نوعيّة لما عُرضت عليهم الأدوار في الدراما العربية، ثم  تزخر الدراما المحلية بأجيال من الممثلين الجيّدين، لذا يستفيد المشرفون على الدراما العربية المشتركة من هذا التنوّع في أعمالهم، وهذا ما نلاحظه، كذلك نلاحظ أن نسبة الممثلين اللبنانيين أكثر من نسبة الممثلين العرب الآخرين.

خبرت الدراما اللبنانية المصرية كما اللبنانية السورية، أي واحدة الأنجح؟

لا أفضّل واحدة على أخرى، لأنني احتكّيت بعزّت أبو عوف وأحمد خليل وحسن الردّاد، ومكثت مدّة في مصر، كذلك احتكّيت بسلافة معمار ومنى واصف وديما الجندي في «بنت الشهبندر»، وفي الحالين لم أشعر بغربة  أو بفارق بل على العكس ثمة إندماج بيننا.

بعدما انتشرت في الدول العربية، هل أصبحت خياراتك أصعب؟

طبعاً، كبرت مسؤولياتي تجاه جمهوري الذي ينصحني بعدم التراجع في نوعية الأدوار  وعدم القبول بأي دور يُعرض عليّ، لذا أدقق في ما يُعرض عليّ حتّى لو كان بطولة مطلقة، فأهتمّ بهوية المنتج والمخرج والنصّ وفريق العمل، لأنني لا أختصر بشخصي المسلسل كله، بل ثمة ممثلون آخرون ومخرج ومنتج يشكلون جميعهم عناصر أهمّ منّي لنجاح العمل، فضلا عن  عدم تفرّدي بالقرار بل أستشير مجموعة من الأشخاص.

ما سبب رفضك أدوار البطولة؟

أولي كل عنصر من عناصر تكوين العمل أهمية، فمتى سقط عنصر واحد، سقط العمل كلّه. لذا أثق بضرورة أخذ رأيي الآخرين، سواء كانوا في المجال الفني أو لم يكونوا، من دون الاتكال على حدسي فحسب.

رأي من؟

أثق برأي والديَّ لأن وجهة نظرهما صائبة، فضلا عن رأي صديقتي المقرّبة جسي فرنسيس، المسؤولة عن اختيار الممثلين في شركة «مروى غروب»، وهي تنبهني دائماً إلى أمور كثيرة ما يساعدني في اتخاذ قرار نهائي.

ما الأدوار التي لا يمكنك رفضها؟

دور الفتاة البكماء التي تعبّر بالنظرات والتصرفات ولغة الجسد، كذلك دور فتاة «المافيا» القويّة، فضلا عن سيرة سعاد حسني أو سيرة ممثلات أجنبيات. أحبّ تجربة الأدوار كافة.

ممثلون مخضرمون

مثّلت أدواراً إلى جانب ممثلين مخضرمين، كيف تستفيدين من ذلك؟

الوقوف إلى جانب ممثلين مخضرمين يحملني مسؤولية، ومن الضروري الاستفادة من خبرتهم في تكوين خبرتي الخاصة، ومن بين هؤلاء: عزّت أبو عوف وتقلا شمعون التي أشعر برهبة أمامها، كونها مثقفة ومدرسة في التمثيل، ولها تاريخها الطويل في المهنة، لذا أتعلّم منها، خصوصاً أنها ترشدني في كيفية الأداء الصحيح.

مثّلت أمام باسل خيّاط وعابد فهد وراهناً مع قصي الخولي، هل هي فرصة مهمة للانتشار العربي؟

مجرّد ورود اسمي في مسلسل يشاركون فيه هو أمر مهمّ ودعم لمسيرتي، كونهم عمالقة في التمثيل.

كيف تصفين كلاً منهم؟

 قصي الخولي  متواضع، قريب من القلب ومهضوم، عابد فهد يتمتع بحضور لافت وفي عينيه غموض عميق، فلا ندري بأي دور نتذكّره. أمّا باسل خيّاط فطيّب، متواضع، هادئ الطباع، قليل الكلام ومهذّب.

غناء

تخصصت في الصيدلة أساساً، فكيف تجمعين بين المهنتين؟

منذ نعومة أظفاري أحبّ كل ما يتعلق بالعلوم والطبّ والصحّة، فحققت ذلك إلى جانب شغفي في التمثيل الذي تعلمت من خلاله كيفية التصرّف، بإحساس، مع الآخرين، فيما تعلّمت من الصيدلة الإدارة والتنظيم والتعاطف مع المرضى. ألاحظ دائماً أن من يُعنى بالشأن الطبي لديه شغف فنّي ما، لأن الطب يحتاج فعلا الى إنسانية وهذا متوافر في الفن أيضاً.

هل تكفي الموهبة من دون الاختصاص في النجاح؟

لا، لذا قررت التوجه الى الخارج هذا الصيف لمتابعة دورات تمثيلية والاطلاع على تقنيات جديدة في الغرب. الموهبة جميلة إنما يجب تنميتها للتقدّم والتطوّر، لأن ثمة أموراً لا نكتسبها  بالموهبة بل من خلال الخبرة.

هل أصبح مشروع الغناء وشيكاً؟

طبعاً، تلقيّت عروضاً كثيرة، وأنا أدرس الموضوع وقد يكون غناءً استعراضياً. أتحاشى القيام  بخطوة ناقصة تخسّرني كل ما بنيته. أدرك أن صوتي جميل لذا سأظهر بمستوى لائق وأحافظ على الصورة التي أسستها، لئلا تأتي ردّة فعل الجمهور: «هي أيضاً تريد الغناء».

لكنّ أجواء الممثلين أفضل من الفنانين؟

يبتكر كل فنّان الجو الخاص به، فإذا كان جوّي نظيفاً ولائقاً سينعكس ذلك على جمهوري أيضاً.