الواضح من «تلميحات» وتصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي المتعلقة بالجريمة الإرهابية التي استهدفت جيش مصر العظيم أنَّ الاتهام لا يشمل قطاع غزة فقط بل ينصب عليه، ولعل ما يوجع القلب، بالفعل، أن يستهدف الردّ على هذه الجريمة النكراء، التي كلها شبهات خطيرة، هذا القطاع الذي لا ذنب لأهله إلا أنهم «مختطفون» منذ عام 2007 من «جماعة» لا نقول إنها ارتكبت هذا الفعل الشنيع، بل نقول إنها أوجدت بيئة حاضنة للعديد من البؤر والتشكيلات المتطرفة، التي من بينها: «أنصار بيت المقدس» وهي في حقيقة الأمر أكبر نصير للذين يحتلون بيت المقدس.

Ad

لا نتمنى إطلاقاً أن يدفع أهل غزة، المغلوبون على أمرهم، ثمنَ عملية إرهابية خسيسة استهدفت مصر وجيشها، فهؤلاء لا يمكن أن يقبلوا استهداف هذه الدولة العربية، وجيشها العظيم الذي قدم لفلسطين والشعب الفلسطيني تضحيات هائلة على مدى سنوات هذا الصراع الطويل مع إسرائيل، وهؤلاء لا يجوز أن يتحملوا أوزار مَن حوّلوا قطاع غزة إلى بؤرة إرهابية كبيرة، مع فهمنا الكامل لأن من حق الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يدافع عن بلاده، وعن جيشها، وأن يضرب الإرهابيين في أوكارهم الحقيقية، وأن يضع حداً لهذا التداخل العمراني والأمني بين «القطاع» وبين شمال سيناء المصرية، وخصوصاً في نقاط التماس الحدودية بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية.

«اللهم إنّا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه»، فمصر لها الحق أن تدافع عن نفسها وعن جيشها، ومن حقها أن تغلق المنافذ التي يتسرب منها الإرهابيون، الذين نقول مثنى وثلاث ورباع إنه لا علاقة لهم بالشعب الفلسطيني، الذي، هو بالتأكيد، يضع مصر وشعبها وجيشها في بؤبؤ العين، لكننا على ثقة راسخة بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي لا يمكن أنْ يأخذ الأبرياء بجريمة العُصاة والمجرمين، ولا يمكن أن يحمِّل أشقاءه الفلسطينيين وزر مجموعة إرهابية استغلت ظروف اختطاف قطاع غزة من «حماس» فحوَّلته، أو حوّلت بعضه على وجه الدقة، إلى وكر إرهابي لضرب دولة عربية كانت ولا تزال وستبقى في مقدمة المدافعين عن فلسطين، وضرب جيش عربي قدم من الشهداء لأجل فلسطين الكثير.

ما كان على «حماس»، خصوصاً بعد اختطاف الحكم في غزة من يد منظمة التحرير في ذلك الانقلاب العسكري المشؤوم في عام 2007، وبعد الحرب الأخيرة، أن تعلن أنها: «تفتخر أنها الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين»، وجاء هذا بعد إسقاط نظام الإخوان في مصر مباشرة، وبعد ثبوت انخراطهم في الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها مصر، ثم بعد ثبوت أن: «أنصار بيت المقدس» هي الذراع السرية الإخوانية لـ»التنظيم»، الذي لا يستطيع كائن من كان إنكار أنهم بدأوا الإرهاب منذ «مقتل النقراشي باشا»، قبل ظهور كل هذه المجموعات الإرهابية من «القاعدة» إلى «داعش»... إلى غيرهما بأكثر من نصف قرن.

كان على «حماس» أن تخرج من جلباب الإخوان تنظيمياً، وأن تبقى ترتبط بهم «وجدانياً» إن أرادت ذلك، أمَّا أنْ تتخلى عن كونها حركة وطنية فلسطينية يُفترَض أن تكون جزءاً من «منظمة التحرير» الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتعلن بكل «تفاخر» أنها فرع هؤلاء الفلسطيني، فإن هذا يعني أنها تتحمل مسؤولية ما يفعله «الإخوان» في مصر، وما يقومون به من أعمال إجرامية ضد جيش مصر... وهذا في حقيقة الأمر يسيء لفلسطين والشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.

إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لا يستطيع إلا أن يدافع عن بلاده وعن جيشها، وهنا فإنَّ مسارعة حركة «حماس» إلى إعلان أنها حركة وطنية فلسطينية، لا علاقة تنظيمية لها بجماعة الإخوان المسلمين ولا بمرشدها محمد بديع، وإلى إعلان استعدادها للتعاون الجدي، تعاون الأفعال لا تعاون الأقوال الاستهلاكية، مع الجهات الأمنية المصرية المعنية بالرد على هذه الجريمة الأخيرة... ستُجنب «القطاع» وزر تحمل مسؤولية جرائم كثيرة ارتكبتها «أنصار بيت المقدس» الإخوانية ضد مصر وشعبها وجيشها.