تونس.. السبسي يعلن فوزه والمرزوقي يعترض

نشر في 22-12-2014 | 11:03
آخر تحديث 22-12-2014 | 11:03
No Image Caption
أعلن حزب "نداء تونس" العلماني فوز مؤسسه ورئيسه الباجي قائد السبسي الأحد بالدورة الثانية لانتخابات الرئاسة التونسية التي تنافس فيها مع الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي الذي اعترض فريقه على إعلان فوز السبسي.

وقال محسن مرزوق القيادي في "نداء تونس" ومدير الحملة الانتخابية للسبسي في تصريحات للصحافيين "بعد غلق مكاتب الاقتراع، المؤشرات التي لدينا تفيد بفوز الأستاذ الباجي قائد السبسي في الانتخابات الرئاسية في دورتها الثانية".

من ناحيته، قال عدنان منصر مدير الحملة الانتخابية لمحمد المنصف المرزوقي في مؤتمر صحافي "لا أساس لما صرح به مسؤول حملة قائد السبسي من أن هناك فوزاً واضحاً" للأخير.

وأضاف "قد يحتسب الفارق بين الرجلين بآلاف الأصوات وليس بعشرات أو مئات الآلاف من الأصوات".

وقال في تصريح أدلى به لتلفزيون "الحوار التونسي" الخاص "إعلان نداء تونس الفوز فيه خرق للقانون الانتخابي وللسلم الأهلي، نحن متمسكون بالنتائج التي ستعلن عنها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات".

وقال السبسي في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي "في انتظار النتائج النهائية التي لم تعلن بعد لا يسعنا إلا أن نتوجه بالشكر إلى كل من ساندنا".

وأقام أنصار حزب نداء تونس احتفالات أمام مقر الحملة الانتخابية للحزب قرب العاصمة تونس.

من جهته، رفض المرزوقي التعليق على هذا الأمر لكنه تحدث في الوقت نفسه عن مؤشرات إلى فوزه.

وقال لأنصاره الذين تجمعوا أمام المقر العام لحملته "أرفض التعليق رغم كل المعطيات والمعلومات التي تُفيد أننا فائزون".

وأضاف "سأحترم القانون وسأحترم الهيئات المستقلة التي يحق لها وحدها إعلان النتائج"، في إشارة إلى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.

وأعلنت الهيئة أنها ستبذل ما في وسعها لإعلان النتائج الأثنين علماً بأن نسبة المشاركة في الدورة الثانية بلغت 59 في المئة في مختلف أنحاء تونس.

وكان نداء تونس الذي أسسه قائد السبسي في 2012 لمواجهة إسلاميي حركة النهضة التي حكمت تونس من نهاية 2011 وحتى مطلع 2014، فاز بالانتخابات التشريعية التي جرت يوم 26 نوفمبر الماضي فيما حلت حركة النهضة ثانياً.

وتأهل قائد السبسي والمرزوقي إلى الدورة الثانية بعدما حصلا على التوالي على 39,46 بالمئة و33,43 بالمئة من إجمالي أصوات الناخبين خلال الدورة الأولى التي جرت في 23 نوفمبر الماضي.

وتميزت الحملة الانتخابية للدورة الثانية بحدة في خطاب المرشحين وبالاتهامات المتبادلة ما أجج التوتر وأثار استياء كثير من التونسيين.

فقد وصف السبسي المرزوقي بأنه "متطرف" و"خطير" وأنه ما كان له بلوغ الدورة الثانية لو لم يصوّت له "الإسلاميون" و"السلفيون الجهاديون"، كما قال أنه "خرّب البلاد" خلال فترة حكم "الترويكا".

في المقابل اعتبر المرزوقي أن قائد السبسي الذي كان رئيساً للبرلمان بين 1990 و1991 في عهد بن علي، وشغل حتى 2003 عضوية اللجنة المركزية لحزب "التجمع" الحاكم في عهد الرئيس المخلوع، "يمثّل النظام القديم" وأنه "خطر على الديمقراطية وعلى الثورة".

وجرت الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد أيام من توجيه جهاديين في تنظيم "داعش" تهديدات إلى تونس ودعوتهم التونسيين إلى مقاطعة الانتخابات.

وتبنى هؤلاء الجهاديون في شريط فيديو نشروه على الانترنت مساء الأربعاء الماضي اغتيال المُعارضيْن شكري بلعيد ومحمد البراهمي في 2013 وهددوا بتنفيذ اغتيالات أخرى.

وكانت هذه المرة الأولى التي يتم فيها تبني عمليتي الاغتيال اللتين أدخلتا تونس في أزمة سياسية حادة.

وانتهت الأزمة مطلع 2014 باستقالة حكومة "الترويكا" التي كانت تقودها حركة النهضة الإسلامية لتحل مكانها حكومة مهدي جمعة،

ونشرت تونس عشرات الآلاف من قوات الجيش والشرطة لتأمين الانتخابات.

وبعد الإطاحة بنظام بن علي، خططت جماعات جهادية لتحويل تونس إلى "أول إمارة إسلامية في شمال أفريقيا" بحسب وزارة الداخلية التونسية.

ومنذ مطلع 2011 قُتِل أكثر من 60 من عناصر الأمن والجيش في هجمات نسبتها السلطات إلى مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة.

وقبل ساعات من فتح مكاتب الاقتراع، قتل الجيش في منطقة حفّوز من ولاية القيروان مسلحاً وأوقف ثلاثة آخرين قالت وزارة الدفاع أنهم حاولوا مهاجمة عسكريين يحرسون مدرسة داخلها "مواد انتخابية".

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع  المقدم بلحسن الوسلاتي لفرانس برس أن "يقظة العناصر العسكرية وسرعة رد فعلهم مكنتهم من إحباط العملية التي أسفرت عن مقتل مسلح كانت بحوزته بندقية صيد، والقبض على ثلاثة مشتبه بهم أحدهم مصاب في يده".

وأضاف أن عسكرياً "أصيب بجروح خفيفة في كتفه" خلال صد الهجوم، وتابع أن وزارة الداخلية فتحت تحقيقاً في الحادثة، لافتاً إلى أن "الإرهابيين لا يستعملون عادة بنادق الصيد" في هجماتهم.

وهذه أول مرة تجرى انتخابات رئاسة بطريقة ديموقراطية وحرة في تونس التي حكمها منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 رئيسان هما الحبيب بورقيبة (1987/1956) ثم زين العابدين بن علي (2011/1987).

ودأب بورقيبة وبن علي على تزوير نتائج الانتخابات التي جرت في عهديْهما للاستمرار في الحكم.

ومنح دستور تونس الجديد الذي تم إقراره مطلع العام الحالي صلاحيات واسعة للحكومة والبرلمان مقابل صلاحيات محدودة للرئيس.

back to top