صرّح الصحافي الأسترالي في قناة الجزيرة الفضائية بيتر غريست الخميس إثر عودته إلى بلاده أنه تم التعامل معه باحترام خلال 400 يوم في السجن في مصر، مؤكداً على أنه يعتزم مواصلة عمله كمراسل للشؤون الخارجية.
ووصل غريست إلى بريزبين عند الساعة 12,30 (14,30 تغ) واجتمع على الفور بعائلته قبل أن يلتقي الصحافة.وكانت السلطات المصرية أوقفت غريست مع أثنين من زملائه في قناة الجزيرة في نهاية 2013 بتهمة دعم جماعة الإخوان المسلمين خلال تغطيتهم لتظاهرات الجماعة.وفي يونيو حُكِمَ على غريست بالسجن سبع سنوات، وأُطلق سراحه وتم ترحيله الأحد الماضي بعد صدور مرسوم رئاسي بالعفو عنه.وقال غريست "49 عاماً" للصحافيين "أنها لحظة عشتها في ذهني 400 مرة على الأقل لمدة 400 يوم وأكاد لا أصدق أنني فعلاً هنا".ووصف غريست الفترة التي أمضاها في السجن بأنها كانت صعبة نفسياً وجسدياً، وأوضح انه "بالتأكيد لم نتعرض للإساءة، كان بإمكاننا الحصول على كل ما نحتاج إليه، كان هناك تقييد، أعني أنه كان هناك أمور لم نرتح لها، ولكن هذا هو السجن".وأضاف غريست "الحقيقة هي أن صحتي جيدة"، مشدداً على أنه "لم نتعرض للإساءة بأي شكل من الأشكال، تم التعامل معنا باحترام وكرامة بقدر ما هو متوقع في ظل هذه الظروف، وبالتالي كانت الأمور جيدة".ولكن رداً على سؤال حول وصف ظروف معيشته، أجاب "اتمنى أن أصفها، ولكن أخشى أنه لا يمكنني، هناك أسباب كثيرة، لا أستطيع التحدث بتفاصيل في هذا الموضوع".من جهته أعرب رئيس الوزراء الأسترالي توني ابوت الخميس عن امتنانه للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأوضح أنه اتصل هاتفياً بالسيسي لشكره على الجهود التي بذلها لإطلاق سراح غريست، ملمحاً إلى أن العلاقات بين البلدين لم تتأثر من جراء هذه القضية.وأضاف ابوت أن السيسي "كان منذ البداية متعاطفاً جداً ومتفهماً للغاية"، وتابع أن "الرئيس السيسي صديق جدير بالاحترام، أنه رجل مفعم بالإنسانية والرحمة ولا بد أن أقول بأنه شخص يمكن لأستراليا أن تواصل العمل معه على سلسلة من المواضيع".وتلاحق السيسي الانتقادات جراء السياسة القمعية التي يتبعها تجاه معارضيه وخاصة جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي.وجرى اعتقال غريست وزميليه في قناة الجزيرة القطرية محمد فهمي وباهر محمد في وقت كانت تشهد العلاقات القطرية المصرية توتراً متصاعداً، وقد انتقدت القناة الحملة التي شنها السيسي ضد مناصري الإخوان المسلمين بعد عزل مرسي.وتحاول قطر إصلاح العلاقات مع مصر، وقد أُغلقت قناة الجزيرة محطتها الخاصة بمصر "الجزيرة مباشر مصر".وبالعودة إلى غريست فقد أكد على عزمه على الاستمرار في مهنته في الصحافة، وقال "لا أُريد أن أتخلى عن عملي، أنا مراسل، هذا ما أقوم به"، مشيراً إلى أنه يقوم الآن بمراجعة خياراته.ومنذ الإفراج عنه، يعرب غريست باستمرار عن قلقه حيال مصير زميليه اللذين لا يزالان مسجونين.وتخلى محمد فهمي المصري الكندي المحكوم سبع سنوات عن جنسيته المصرية لتسهيل الافراج عنه، ولكنه لا يزال في السجن مع زميله المصري باهر محمد المحكوم 10 سنوات.وأشار غريست إلى التقارب الذي حصل بينهم الثلاثة جراء هذه التجربة التي أبقتهم سوية، مؤكداً على أنه كان من الصعب جداً تركهما.وقال غريست إنه واثق بأنهم سيلحقان به، لافتاً إلى أنه "سيتطلب الأمر المزيد من الوقت والجهود ولكننا سنراهما خارج السجن".وأكد على أنه لا يشعر بأي ضغينة تجاه مصر، معتبراً أن "مصر تمر بأوقات صعبة جداً في الوقت الحالي، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وغيره، أتفهم ذلك جداً، أتمنى الأفضل لمصر وللشعب المصري على وجه الخصوص".
دوليات
غريست يؤكد معاملته باحترام في السجن في مصر
05-02-2015