في بعض الأحيان نشعر أن من الواجب علينا أن نقوم برد جميل لسنا مطالبين برده، لماذا نشعر بهذا الإحساس؟ لا أعلم حقيقة، ولكنه ما دفعني لكتابة هذا المقال، على الرغم من أنه من غير المستساغ أن يمتدح المرء مكانا مازال جزءا من كيانه، لكنها شهادة لله وللتاريخ، ولمن يهمه رأيي ويؤمن بصحة ما أقول، فمن شاء التصديق فشأنه ومن أراد أن يسم هذه المقالة بالمبالغة فهو شأنه أيضا.
في الأسبوع الماضي ومع انتهاء الجمعية العمومية للمنبر الديمقراطي أنهيت معه سنتين من العمل كعضو في الأمانة العامة للمنبر الديمقراطي وكرئيس لمكتب الشباب والمرأة، قبل تشريفي وتكليفي من أعضاء المنبر الديمقراطي وإيصالي إلى الجلوس على طاولة المختارين، لم أعتقد أن العمل السياسي قد يصل لدرجة من النقاوة كما شاهدته من زملائي أعضاء الأمانة. أنا على علم كما يعلم الجميع كم قد تلوث المصالح السياسية نفوس الأشخاص وقراراتهم، حتى شخصياتهم وتصاريحهم، لكن ما رأيته من المنبر الديمقراطي أعضاءً وأمانةً، جدد إيماني بأن الأمل موجود بتلك الثلة الصابرة، التي حاولت بشتى الطرق تجميع القوى السياسية المتخالفة والمتضادة فكرا وشخوصا على طاولة واحدة، وقد نجحت بشكل كبير كما حدث في موضوع الاتفاقية الأمنية وضوابط الإعلام.المنبر الديمقراطي شعلة أمل في محيط مظلم، هو بصيص نور في نهاية كهفنا المخيف الذي لا نعلم ما قد نواجهه فيه، حمل على عاتقه مهمة تطوير العمل السياسي الجماعي في الكويت، ليأخذه إلى مرحلة أخرى، تكون فيها مصلحة الوطن العليا غالبة على مصلحة التنظيمات، وأخذ على عاتقه أن يكون صوت العقل هو الأساس بغض النظر عن المصالح الانتخابية، فالتجمعات السياسية دورها أكبر وأضخم من أن تكون مجرد مفاتيح انتخابية منظمة، وكم أفخر بمواقف المنبر الديمقراطي كافة خصوصا في الفترة الأخيرة عندما نأى بنفسه على أن يكون أداة في صراع أطراف السلطة، وحذر من ذلك مرارا في بياناته، ومع الاعتذار الأخير- إن صح تسميته اعتذارا- بان جليا عمق النظر الذي يتميز به هذا المنبر الشامخ.كل الشكر لإخواني أعضاء الأمانة السابقة، وأعضاء المنبر الديمقراطي كافة، وكل من ساندنا في موقف ونصحنا بكلمة، وكل التوفيق للأمانة الجديدة في أداء مهامها في بيئة سياسية صعبة وغير مستقرة، ولكن يظل المنبر الديمقراطي منبر الأمل.
مقالات
منبر الأمل
04-04-2015