وسط تزايد الانتقادات لمبادرة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا رغم وعده بالرد على جميع استفسارات المعارضة السورية، جددت إيران تعهدها بالوقوف والدفاع عن نظام الرئيس بشار الأسد إلى نهاية المطاف، في حين بدأ رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون زيارة عمل لأنقرة لبحث الحملة ضد «داعش».

Ad

بينما واصل المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا لقاءاته في تركيا مع أطراف المعارضة السورية بهدف تجميد القتال في مدينة حلب، استقبل الرئيس الإيراني حسن روحاني وزير الخارجية السوري وليد المعلم في طهران، مؤكداً له أن بلاده وقفت وستقف إلى جانب سورية في محاربة الإرهاب.

وقال روحاني، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا): «اتضح للجميع أن الطريق الذي تسلكه بعض الدول في دعم الإرهاب كان خاطئاً وعقيماً، وأن هذا الدعم أفضى فقط إلى تصعيد العنف وانعدام الأمن في المنطقة».

ورأى الرئيس الإيراني أن «الأوضاع في المنطقة والعالم تتجه نحو استخدام الحلول السياسية والمتوازنة والعقلانية في سورية. ونحن واثقون بأن الشعب السوري سينتصر في نهاية المطاف».

وخلال افتتاحه مؤتمر طهران حول العنف والتطرف، دعا روحاني من جديد إلى حل إقليمي لمحاربة الجماعات الجهادية وتفادي تدخل قوات أجنبية في العراق وسورية. وقال: «إذا تفاهمت دول المنطقة فستتمكن من إزالة جماعات معادية للإسلام مثل داعش، وتحرير آلاف النساء والرجال والأطفال الذين فقدوا منازلهم وقبض عليهم».

من جانبه، قال المعلم إن «طهران ودمشق تقفان في خندق واحد ضد الأعداء»، منتقداً «قيام أميركا وبعض الدول بمساندة ودعم الجماعات الارهابية في سورية».

وتطرق المعلم إلى «العدوان الصهيوني الأخير وقصف بعض المناطق في سورية»، قائلاً إن «هدف الكيان الصهيوني وحلفائه من وراء هذا العدوان هو تدمير البنى التحتية الاقتصادية وإلحاق الضرر بالشعب السوري».

محادثات عنتاب

إلى ذلك، أجرى دي ميستورا مساء أمس الأول محادثات مع مجموعات من المعارضة السورية، بحسب المتحدثة باسم الموفد الدولي جولييت توما، التي أوضحت أن المباحثات استمرت ثماني ساعات وشملت بشكل منفصل ممثلين عن مجموعات رئيسية مسلحة وأخرى غير مسلحة في مدينة غازي عنتاب التركية.

ونقلت قناة «العربية» عن شخصيات حضرت جانباً من الاجتماعات قولها، إن دي ميستورا لم يقدم مبادرة و«هو لا يزال في معرض تكوين الأفكار، وسد الثغرات، والتماس آراء الآخرين ليبني عليها مبادرته بصيغتها النهائية».

لقاءات موحدة

وكان مقرراً أن يلتقي المبعوث الأممي الفصائل العسكرية والهيئات الثورية بشكل منفرد، إلا أن بعض القوى الثورية رفضت واشترطت أن يلتقي وفداً موحداً لمدينة حلب.

وبعد مشاورات اتفقت أغلب الهيئات والفصائل على اختيار رئيس مجلس قيادة الثورة القاضي قيس الشيخ، الذي أكد بعد لقائه دي ميستورا مساء أمس الأول، أنه ناقش جميع الجوانب والنقاط التي تتضمنها مبادرة تجميد القتال.

وقال رئيس مجلس قيادة الثورة إن المبعوث الأممي وعد بالرد على جميع استفسارات المعارضة برسالة رسمية خلال الفترة القادمة، وأشار إلى عوامل كثيرة يرى فيها ضمانات لنجاح تطبيق مبادرته، ومن بينها إمكانية سعيه لإصدار قرار دولي يرعى المبادرة، ويُلزم جميع الأطراف بتنفيذ بنودها.

ونفى دي ميستورا أمس أن تكون مبادرته تصب في مصلحة نظام الأسد.

كاميرون و«داعش»

في هذه الأثناء، وصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الى انقرة في زيارة عمل لكي يبحث مع القادة الأتراك الازمة السورية والحملة ضد تنظيم «داعش»، وقالت مصادر دبلوماسية تركية إن «في صلب هذه المحادثات، الى جانب العلاقات الثنائية، النزاع في سورية وتنظيم الدولة الإسلامية».

وفي نوفمبر اعتبرت السلطات البريطانية أن البلاد تواجه اكبر تهديد أمني في زمن السلم. وقدرت اسكتلنديارد بـ«أكثر من 500» عدد البريطانيين الذين غادروا للقتال الى جانب مجموعات متطرفة مثل تنظيم «داعش»، وعبرت عن خشيتها من أن يخططوا لاعتداءات عند عودتهم الى بريطانيا.

والتقى كاميرون بعد ظهر أمس نظيره التركي أحمد داود أوغلو العائد من زيارة الى بولندا، قبل أن يشارك في عشاء عمل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قصره الرئاسي الفخم المثير للجدل.

عقوبات على إسرائيل

من جهتها، طلبت دمشق من مجلس الأمن أمس الأول فرض عقوبات على اسرائيل بعد يوم من اتهامها بقصف مناطق قرب مطارها الدولي وفي بلدة الديماس قرب الحدود مع لبنان.

وفي رسالة إلى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون والسفير التشادي الذي ترأس بلاده مجلس الامن هذا الشهر أكد النظام السوري ان مثل هذه الاعتداءات لن تمنع سورية من مكافحة الارهاب بجميع اشكاله في كل أراضيها، داعياً المجتمع الدولي ومجلس الامن إلى الاضطلاع بمسؤولياتهما وإدانة «هذا الهجوم الوحشي» بقوة والتوقف عن التستر عليه تحت أي ذريعة.

حملة اعتقالات

ميدانياً، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم «داعش» نفذ حملة اعتقالات في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق في ريف دير الزور الشرقي شملت نحو 60 مقاتلاً سابقاً في «جبهة النصرة»، ممن بايعوا تنظيم «داعش» في وقت سابق.

ووفق المرصد فقد تم اقتياد المعتقلين إلى جهة مجهولة، مشيراً إلى معلومات عن إجبارهم على القتال على جبهة مطار دير الزور العسكري.

وفي درعا، استهدف صاروخ حراري موجه 3 صحافيين سوريين لقناة «الأورينت» المعارضة في بلدة الشيخ مسكين أثناء أدائهم عملهم، هم: رامي العاسمي (27 عاماً)، ويوسف الدوس (29 عاماً) وسالم خليل.

(دمشق، طهران، أنقرة -

أ ف ب، رويترز، د ب أ)