يعد مدرب فريق كاظمة لكرة القدم البرازيلي جاسنير داسيلفا من أبرز المدربين الذين حطوا الرحال في الكويت خلال السنوات العشر الأخيرة، خصوصاً بعد نجاحه مع الجهراء بشكل لافت، وهو ما جعله محط أنظار الأندية الكبيرة بالكويت التي تسارعت للاستفادة من خدماته، لكنه فضّل كاظمة وانتقل إليه منذ الموسم الماضي، كما فضّل الكثير من النقاد والمحليين تولي داسيلفا مهمة الأزرق في كأس آسيا عقب إقالة مواطنه فييرا، لكن اتحاد الكرة تعاقد مع التونسي نبيل معلول للقيام بالمهمة.

Ad

وأكد داسيلفا في حوار مع «الجريدة» أنه لم يتلق أي عروض من اتحاد الكرة بشأن تولي مهمة الأزرق في كأس آسيا، واصفاً تدريب منتخب الكويت بشرف يتمناه أي مدرب. وشبّه داسيلفا حال الكرة الكويتية بحال الكرة في البرازيل في ثمانينيات القرن الماضي، لافتاً إلى أنها تحتاج إلى الصرف المالي في مكانه الصحيح.

وأشار إلى أن اللاعب الكويتي موهوب بالفطرة، لكن عاداته وثقافاته تمنعه من التطور بشكل يمكنه من الخروج إلى عالم الاحتراف. وفيما يلي التفاصيل:

• أهلاً بك داسيلفا في مقر جريدة "الجريدة"... يسعدنا لقاؤك.

- شكراً على الاستضافة، ودائما أرحب بالصحافة المحلية في الكويت، لأنها عامل من عوامل تطوير الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص.

• بداية هل تلقيت عرضاً من الاتحاد الكويتي لتولي مهمة الأزرق في كأس آسيا؟

- بكل تأكيد قيادة منتخب بحجم منتخب الكويت شرف لأي مدرب، لكني، بشكل شخصي، لم أتلق أي عرض من الاتحاد الكويتي بشأن هذا المنصب، وربما يكون الاتحاد قد خاطب النادي، لكن نداء الأزرق لم يصل إليّ، وأتمنى لهم التوفيق في مهمتهم الصعبة في كأس آسيا، وكل التوفيق للمدرب الجديد.

• كيف تقيم حال الكرة الكويتية بعد عدة سنوات قضيتها في الملاعب الكويتية في مجال التدريب؟

- الكرة الكويتية تذكرني بحال الكرة في البرازيل في ثمانينيات القرن الماضي، عندما كانت تعتمد على موهبة اللاعب بشكل كبير، وهو ما كان مجديا في ذلك الوقت، لكن أن تستمر على هذا الحال في ظل التطور الرهيب الذي دخل عالم كرة القدم من الاحتراف والتسويق والملاعب والمنشأة الرياضية بشكل عام، فهذا أمر يصعب معه الوصول إلى مبتغى الجماهير وتطلعاتها.

• ماذا تحتاج الكرة الكويتية للتقدم؟

- في البداية تحتاج إلى الصرف المالي الموجه في مكانه الصحيح، بمعنى أن الكرة الكويتية تفتقد الى المنشأة المناسبة، التي تعد من أهم أسس التطور، كما تفتقد معظم الأندية الكويتية ثقافة البناء، بمعنى أن الكثير من مجالس إدارات الأندية تبحث عن الوصول لمنصة التتويج والبطولات من أقصر طريق، وهو ما ينعكس بكل تأكيد على المراحل السنية الصغيرة والتي لا تجد من يهتم بها في ظل انشغال الإدارات بالسعي وراء سراب البطولات، والذي لن يتحقق إلا بالبناء السليم للاعب منذ الصغر، وأن تمتلك الأندية ثقافة بناء الأساس، ليأتي من يأتي ويكمل على هذا الأساس ومن ثم تتطور الكرة الكويتية، كما حدث في بلاد حديثة في كرة القدم في الصين وأميركا وغيرهما من الدول التي تطورت بسرعة كبيرة.

• ماذا عن اللاعب الكويتي في تطوير منظومة الكرة في الكويت؟

- اللاعب الكويتي موهوب بالفطرة وهذه ليست مجاملة، كما أنه مظلوم ايضا مقارنة باللاعبين في الدول المجاورة، لكن هذا لا يعفيه من المسؤولية، فعقلية اللاعب الكويتي لا بد ان تتغير، فالعادات والثقافات التي ينتهجها في حياته لا تواكب التطور المنشود، حيث إن اللاعب الكويتي يتأثر بجلوسه في الديوانية، وربما يسهر لساعات متقدمة من الليل، ولا يتبع نظاما غذائيا جيدا وهو ما يصعب معه أن يتقدم بالشكل المطلوب.

• وما هو المطلوب لنعالج مثل هذه الأمور في سلوكيات اللاعبين؟

- على الأندية أن تعي أن المراحل السنية واللاعبين الصغار يحتاجون إلى معلمين ومربين لا لمدربين، فالمدرب والمدير الفني يكون للاعبين الكبار أم الصغار فيحتاجون إلى من يعمل على فهم نفسياتهم وتقويم سلوكهم وزيادة ترابطهم الأسري ومساعدتهم في رفع المستوى التعليمي وهو ما سيشجعهم في النهاية على الارتباط بالنادي، ويشجع أسرهم على الدفع بهم إلى عالم الكرة والرياضة بلا خوف على المستقبل، وهذا ما يُعمَل به في كل الدول المتطورة رياضياً، فتجد أن من يشرف على تدريب المراحل السنية هم مدبون معلمون في آن واحد.

• هل تسير أمور كاظمة حتى الآن في الطريق الصحيح؟

- نعم فالإدارة في النادي متفهمة للعمل الذي نقوم به، وهناك خطوات تصاعدية منذ تسلم المهمة في الموسم الماضي وحتى اليوم، لكن هذا لا يمنع أن الجميع في كاظمة مطالب بالمزيد من العمل للوصول إلى الهدف المنشود والصعود لمنصات التتويج، فلا يمكن أن تكون ناديا كبيرا وتعمل بعقلية الأندية الصغيرة، بل عليك أن تجاري من يشبهك في الانجازات والحجم.

• هل ترى أن كاظمة قادر في الموسم الحالي على صعود منصات التتويج؟

- كاظمة يملك المقومات، فاللاعب في كاظمة مثقف بشكل كبير كرويا، ونحن نعمل بجد في الجهاز الفني، كما أن إدارة النادي تلبي بشكل جيد جميع المتطلبات.

• هل اختلفت روح اللاعبين الحماسية ما بين فريقك السابق الجهراء والفريق الحالي كاظمة؟

- كلاهما يملك الروح العالية، لكن الحافز في الجهراء عند اللاعبين أكبر منه عند لاعبي كاظمة، ونحن نتفهم ذلك ونسعى لزيادته عندهم، وقد يعود ذلك إلى اختلاف الثقافة المجتمعية بين اللاعبين.

• كيف ترى لاعبا بحجم يوسف ناصر مهاجم الكويت الأول... ويجلس على دكة البدلاء في كاظمة؟

- من الصعوبة أن تتحدث عن لاعب بعينه في الفريق، لكن دعني أخبرك ان ناصر يملك امكانات كبيرة، لكنه في بعض الاحيان لا يكون في حالته المعهودة، وربما يكون قد تأثر بما جرى في "خليجي 22" لذلك جلسنا معه، وتعهد ببذل الجهد للعودة إلى تشكيلة الفريق، وكجهاز الفني نسعى لأن يكون الجميع في حالة جيدة، لكن أنا مدرب أقود أكثر من 30 لاعبا، وأحتاج فقط لـ11 لاعبا في التشكيلة الأساسية، وعلى اللاعبين تفهم ذلك وبذل مزيد من الجهد.

• هل هناك صفقات جديدة لكاظمة في الفترة المقبلة؟

- نملك 3 محترفين، ونسعى للتعاقد مع المحترف الرابع في مركز صانع الألعاب.

• ما رأيك في المحترفين في الدوري الكويتي ومن يلفت نظرك؟

- المحترفون في الكويت يتناسبون كثيرا مع الدوريين، وأعتقد ان هناك اكثر من لاعب جيد في الوقت الحالي أمثال فينسيوس في الجهراء، وفابيانو مع كاظمة، إضافة الى جمعة سعيد، وفراس الخطيب واحمد هايل وغيرهم من اللاعبين في الدوري هذا الموسم.

• كونك مدرباً سابقا للفريق ومن أشار بتجديد عقد فينسيوس... هل تؤيد رحيل اللاعب عن الجهراء؟

- أعتقد ان رحيل لاعب بحجم ومهارة فينسيوس عن الجهراء يعد خسارة كبيرة للفريق، ومن الصعوبة على النادي تعويض هذا اللاعب.

• من وجهة نظرك هل ستشكل عودة روجيرو للكويت تغييرا كبيرا في الفريق؟

- روجيرو أفضل محترف في الكويت في السنوات الأخيرة، وعودته الى الكويت ستصنع الفارق بكل تأكيد، إذا أضفنا إلى ذلك وجود مدرب كبير مثل محمد إبراهيم، والذي أراه ناجحا وموهوبا في اسلوبه وطريقته التي يقود بها الفرق التي يتولى تدريبها.

• على ذكر المدربين المحليين في الكويت كيف ترى مستواهم؟

- أعتقد أنهم نجحوا هذا الموسم بشكل لافت، ففي السالمية يبدو عمل مدرب الفريق محمد دهيليس رائعا، وفي الصليبيخات ايضا يؤدي ماهر الشمري بشكل يثير اعجابي، إضافة الى محمد إبراهيم.

• كيف ترى المنافسة هذا الموسم في الدوري الكويتي؟

- المنافسة على أشدها بعد عودة العربي للمنافسة بقوة على اللقب، إضافة الى السالمية والكويت والقادسية وكاظمة وأيضا الجهراء والصليبيخات، فالجميع يتنافس بقوة وهو ما يعطي للبطولة حلاوة مختلفة عن السنوات السابقة، ولولا التوقفات التي أصابت المسابقات هذا الموسم لزادت المنافسات إثارة.

• كيف ترى دوري الدمج؟

- من وجهة نظري هو في صالح الكرة الكويتية، لاسيما انه منح الفرق الصغيرة الفرصة لمواجهة الكبار مرات عدة في كل موسم، وهو ما لم يكن متاحا في السابق، وهو ما يرفع من قدرة اللاعبين في هذه الأندية، وربما تكون الأندية الكبيرة ومن بينها كاظمة قد تأثرت قليلا من دوري الدمج بسبب ضغط المباريات، لكن الفائدة كانت أكبر للكرة الكويتية.

• ماذا تحب أن تضيف؟

- أشكركم على اللقاء، وأتمنى أن تزدهر الكرة الكويتية في القريب العاجل بعد إزالة كل المعوقات.

الاهتمام بالتعليم

لا يجد المدرب البرازيلي سيلفا حرجا في ذكر ان زوجته كانت سببا في تغير مسار حياته، لاسيما أنها ايقظت بداخله ضرورة استكمال تعليمه في سن 24 عاما، إيمانا منها ومنه بعد ذلك بضرورة أن يصاحب الموهبة العلم، لتستطيع هذه الموهبة الاستمرار في دائرة الضوء حتى بعد الاعتزال.

وتابع ان أزمة اللاعبين في البرازيل انهم موهوبون ويتقدمون في كرة القدم سريعا، ويملكون المال الكثير وفي وقت قياسي، وهو ما ينسيهم اهمية العلم، لذلك يختفون سريعا عقب اعتزال الكرة، مشيرا إلى انه حريص منذ عمله في مجال التدريب على حث اللاعبين على ضرورة أن يسير العلم في خط مستقيم مع الكرة.

الجار الله أعاد سيلفا للكويت من بوابة الجهراء

ذكر سيلفا انه عمل في نادي الكويت مدربا مساعدا، ثم غادر البلاد الى اميركا، حيث يقيم مع زوجته هناك، لتمر السنوات ويتلقى اتصالا من صديقه خالد الجارالله، الذي تولى مهمة رئاسة نادي الجهراء في هذا التوقيت، ليتم الاتفاق بينهما على العمل في الكويت وقيادة نادي الجهراء وهو ما تم بالفعل.

وزاد انه سعد كثيرا بالعمل مع الجهراء، ولمس مدى الاخلاص من الجميع في هذا النادي لتحقيق انجاز يحسب لهؤلاء اللاعبين، مضيفا انه فكر كثيرا قبل اتخاذ قرار ترك النادي بعد 3 مواسم قدم فيها كل ما يملك له.

سعيد في الكويت

أبدى دا سيلفا سعادة كبيرة بالتواجد في الكويت والحياة فيها، قائلا إنه يلمس دفء المشاعر من الكويتيين، ما يجعله لا يشعر بالغربة، بل إنه اصبح حريصا على معرفة عادات وتقاليد الكويتيين لمشاركة اصدقائه في المناسبات.

وكشف انه يستمتع كثيرا بالأكلات الكويتية، لكنه يقبل عليها بحذر للحفاظ على قوامه رشيقا، حتى يستطيع اداء مهمته بكل سهولة، مضيفا انه يحب الاعتماد على نفسه في أموره الخاصة، لاسيما في ما يخص رحلاته خارج الكويت في الأوقات التي يحصل فيها على الراحة، وتكون دبي وجهته في العطلات القصيرة بصحبة اسرته.