وقعت الميليشيات الحوثية أمس، بين فكّي كماشة عندما هاجمتها قبائل من محافظة شبوة موالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في منطقة بيحان واستهدفتها غارات مركزة لطيران التحالف العربي في اليوم الرابع من عملية "عاصفة الحزم" التي تهدف إلى إعادة الشرعية لليمن.

Ad

وقتل 50 حوثياً في الاشتباكات مع مسلحي القبائل في شبوة بعد الهجوم المباغت والواسع الذي بدأته القبائل على العناصر الحوثية وعناصر الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح التي تسللت إلى منطقة بيحان في الأيام الماضية من ثلاث جهات.

وأكدت قبائل بيحان بشبوة أنهم اغتنموا 8 أطقم عسكرية و3 عربات "بي إم بي" وأسروا 60 حوثياً. وأضافت في بيان أن "تحالف قبائل شبوة يتقدم باتجاه مدينة العليا في بيحان بعد سيطرتها على أماكن كان الحوثيون يسيطرون عليها في النقوب وتطيرها للمدارس التي تحصن بها الحوثيون".

وأفاد مصدر قبلي بوصول تعزيزات قبلية من مختلف مناطق شبوة، بالإضافة إلى وصول تعزيزات قبلية من محافظة مأرب لمساندة قبائل شبوة في قتال الحوثيين، مضيفاً أن "الحوثيين انسحبوا إلى منطقة العليا بعد هجوم قبائل شبوة".

غارات متفرقة

في موازاة ذلك، قصف طيران التحالف العربي التي تقوده المملكة العربية السعودية طريق قندع وهو الطريق الواصل بين مديرية بيحان ومحافظة البيضاء التي تقع تحت سيطرة الحوثيين. واستهدف قافلة إمدادات للجماعة الحوثية كانت متجه إلى بيحان.

في غضون ذلك، شنت طائرات "عاصفة الحزم" عدة غارات على قاعدة الديلمي الجوية قرب مطار صنعاء الدولي، التي تضم أكبر مخازن للسلاح، إضافة إلى القصر الرئاسي ومخازن سلاح ومواقع عسكرية في عدة جبال في محيط العاصمة.

وأعلن مصدر عسكري أن غارات التحالف استهدفت أمس، مقراً للحرس الجمهوري المتحالف مع المتمردين الحوثيين، مما أدى إلى مقتل 15 جندياً.

وكثف الطيران غاراته في محافظة مأرب وأبين، وعدة مناطق في محافظة صعدة على الحدود مع السعودية، معقل الحوثيين، إضافة إلى "الكتيبة 65 دفاع جوي"، جنوبي المطار العسكري بمحافظة الحديدة على البحر الأحمر. واستهدف القصف مواقع عسكرية موالية للرئيس السابق كما دمر قافلة أسلحة ضخمة نقلت من معسكر "كهلان" في صعدة.

تعطل مدرج صنعاء

وتسبب قصف ليل السبت - الأحد لمدرج مطار صنعاء بتعطيله، فيما ترددت أنباء عن سقوط 25 قتيلاً من المتمردين الحوثيين في مجمل الغارات التي استهدفت معاقلهم في العاصمة.

وقال مصدر، "إنها المرة الأولى التي يقصف فيها مدرج صنعاء" منذ بدء العملية العسكرية للتحالف وغداة إجلاء موظفي الأمم المتحدة من العاصمة اليمنية.

إطلاق سجناء

في هذه الأثناء، أطلق الحوثيون 1800 من السجناء الجنائيين في صنعاء، كما قاموا بإطلاق سجناء الجرائم في حجة وبقية مدن اليمن.

فوضى عدن

على صعيد آخر، وغداة يوم دام شهد سقوط 136 قتيلاً في عدة انفجارات واشتباكات عنيفة بين ميليشيات مؤيدة للرئيس الشرعي وعناصر موالية للرئيس السابق والحوثيين، ذكرت مصادر عسكرية وأمنية أن 23 شخصاً قتلوا في معارك ليل السبت - الأحد في عدن بين لجان الدفاع ومجموعات حوثية قصفت مطار عدن بالمدفعية ما أدى إلى اندلاع حرائق في برج المراقبة وصالون الشرف ومبنى آخر.

وقال مصدر عسكري، إن "المواجهات للسيطرة على المطار الدولي تواصلت متقطعة صباح اليوم، بعدما تمكن متمردون من استعادة موقع استراتيجي خسروه أمس وسقط تسعة قتلى في صفوفهم".

وفي سياق آخر، أكد مصدر طبي ارتفاع عدد قتلى انفجار مخازن الأسلحة في جبل حديد بعدن أمس الأول، إلى 113 قتيلا بينهم أطفال.

رفض سعودي

إلى ذلك، رفضت السعودية مبادرة تقدم بها الرئيس اليمني السابق مساء أمس الأول وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السعودية أسامة أحمد نقلين إن الرئيس صالح "يطلب الحوار الذي رفضه مسبقاً بعد أن أُسقط في يده".

وكتب نقلي في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "صالح بين مطرقة عقوبات مجلس الأمن وسندان عاصفة الحزم".

وكان صالح تعهد في كلمة نقلتها وسائل إعلام تابعة له بعدم الترشح لمنصب رئاسة البلاد أو أحد من أقاربه بمن فيهم نجله أحمد في حال وافقت الأطراف السياسية على العودة إلى طاولة الحوار وتنظيم انتخابات رئاسية.

وانتقد صالح نائبه السابق الرئيس عبدربه منصور هادي واتهمه بالوقوف وراء كل ما يحدث في اليمن والسعي فقط وراء البقاء في السلطة، ونصح السعودية بعدم الرهان على هادي وقال في هذا السياق: "نأمل من الأشقاء ألا يكابروا وألا يراهنوا على جواد فاشل لأن المراهنة عليه لن تفيدكم بشيئ".

إقالة نجل صالح

في سياق متصل، أفاد مسؤول يمني لـ"رويترز" بأن الرئيس هادي أقال أحمد صالح نجل سلفه علي عبدالله صالح من منصب سفير اليمن لدى الإمارات في تصعيد للصراع على السلطة بالبلاد.

محمد بن سلمان

وتأتي إقالة نجل الرئيس السابق، بعد الكشف عن زيارة قام بها إلى الرياض قبل ساعات من عملية "عاصفة الحزم" تعهد خلالها بالانقلاب على الحوثيين ومحاربتهم مؤكداً لوزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، أنه يستطيع تحريك 105 آلاف جندي في الجيش اليمني موالين له ولوالده، مقابل رفع العقوبات عن والده ووقف الحملات ضده وتجديد الالتزام بالحصانة الدبلوماسية التي منحتها له المبادرة الخليجية.

وأفادت قناة "العربية" التي كشفت عن اللقاء ومضمونه أن الأمير محمد رفض هذا العرض، وشدد على أن "الرياض لا تقبل سوى الالتزام بالمبادرة الخليجية، وأكد ضرورة عودة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي لقيادة اليمن من صنعاء".

(صنعاء، عدن ــ رويترز،

د ب أ، أ ف ب)